لا يمكن بل يستحيل عليك أن تعطي وصفاً دقيقاً لمشاهد تأكيد الهبوط التاريخي الأول لنادي خدمات الشاطئ للدرجة في عيون الآلاف من مشجعيه، وحالة الحزن الحقيقية التي ارتسمت على جدران قلعة شامخة ومتجذرة في تاريخ الرياضة الفلسطينية.
لو كان الشاطئ رجلاً لبكت عيناه حرقةً على المصير الذي وصل له واللحظة الفارقة التي كُتبت في تاريخه بعد أن جاء نتيجة إهمال عمره سنوات طويلة، دون الالتفات لأهمية بكاء الشاطئ الذي إن بكى أحرق قلوب الآلاف من محبيه.
القيمة الكبيرة للشاطئ في التاريخ الرياضي الفلسطيني يبدو أن الذين تولوا المهمة فيه، حرفوا أنظارهم نحو قضايا غير متعلقة بالمصلحة العامة وتجاوزت كل حدود المعقول.
السقوط الذي وصل له الشاطئ لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تراكمات كبيرة ظهرت خلال سنوات ماضية، لم يتعلم أو يستخلص العبر منها، ولم يكن لها محاولات للعلاج والتخلص منها إلا زيادة التعمق فيها دون حلول.
مع كل جولة من منافسات الدوري الممتاز هذا الموسم وفي ظل استمرار التراجع كان الشاطئ يتعلق بالأمل الذي لا تحده حدود، من أجل الخلاص من هذه الكبوة والعبور منها بسلام، لكن البحرية لم يجد كتفاً يستند عليه حتى لا يصل لمصير السقوط.
غياب التخطيط
ولعل أحد الأسباب وأبرزها التي أودت بالشاطئ لهذا المصير هو عدم التخطيط الجيد للموسم الجديد دون النظر لمستقبل الفريق أو دراسة وضعية الدوري الممتاز والفرق المنافسة أو حتى تحديد الهدف المطلوب وقياس ذلك على الامكانات المتاحة.
ولأن الرغبات للشاطئ لا تتغير والأصل أن يكون منافساً على القمة في كل موسم كان يجب أن يكون التخطيط بشكل مختلف من كل النواحي وعلى كل المستويات، لكن ذلك لم يحدث وكانت المؤشرات من البداية تقول أن الشاطئ سيواجه المصير في أي موسم قادم.
المستقبل الغامض
وبات الشاطئ أمام مستقبل مؤكد مغلفاً بالغموض خاصة في دوري الدرجة الأولى وقدرته على استعادة مكانته بين الكبار خاصة مع قوة المنافسة في الدرجة الأولى وبالأخص على بطاقتي الصعود للممتازة.
ولا يبدو الحديث على أن الشاطئ سيبدو مستسلماً للأمر الواقع ويتواصل في مسلسل التراجعات، إلا أن الشاطئ ككيان يمتلك القدرة على الخلاص من كل الأسباب التي وضعته في هذا الموقف، لكن قبل كل ذلك لا بد أن تتوفر الإرادة للتغيير.
التغيير للأفضل لن يكون سهلاً، لكنه بلا شك سيسبق عملية العودة واستعادة الشخصية والمكانة، وهذا التغيير أصبح مطلوباً على أرض الواقع، دون العودة لمربع التجارب التي لا تؤتي بالشاطئ إلا مزيد من الغرق.
وبلا شك إن المستقبل الذي يطمح له الشاطئ سيكون معاكساً تماماً للواقع الذي يعيش فيه حالياً، وهذا يعني أن كل ما هو موجود حالياً لا يمكن أن يُبنى عليه لتغيير المستقبل.