توافق اليوم الذكرى السنوية الثامنة، على إعادة قوات الاحتلال اعتقال عدد من محرري صفقة "وفاء الأحرار"، التي أنجزتها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مقابل فك أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011.
ونجحت المقاومة الفلسطينية في تحرير قرابة 1027 أسيرا مقابل شاليط، وذلك بعد الاحتفاظ بالأخير لمدة خمس سنوات، رغم عمليات البحث الاستخباراتية والحروب التي خاضعها الاحتلال ضد قطاع غزة.
وأعادت قوات الاحتلال اعتقال نحو 70 أسيرا ممن تم الإفراج عنهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، بتاريخ 18/06/2014، وجددت في وقت لاحق الأحكام السابقة لـ50 منهم، وغالبيتهم بالسجن المؤبد بالإضافة إلى سنوات.
وعودات المقاومة
يقبع حاليا في سجون الاحتلال 49 أسيرا من محرري صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم، في ظل مطالبات متكررة بالإفراج عنهم، ومن ضمنها مطالب للوسيط المصري الذي رعى صفقة التبادل.
ومنذ اعتقالهم قبل ثمانية أعوام في صيف عام 2014 وهم يعيشون القهر سنواتٍ شاركت فيه محاكم الاحتلال ضدهم والتي تدعي الحياد والعدل؛ ولكنهم مع ذلك لم يفقدوا الأمل في بزوغ شمس الحرية قريبا مع استمرار وعودات المقاومة ورصيدها من جنود الاحتلال الأسرى.
وتشترط المقاومة الفلسطينية الإفراج عن جميع محرري صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم، لإبرام أي صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقفات تضامنية
تزامنا مع الذكرى الثامنة لإعادة اعتقال محرري صفقة "وفاء الأحرار"، ينظم أهالي المعتقلين وقفات تضامنية مع أبنائهم، للمطالبة بالإفراج عنهم، ودعما لقضيتهم العادلة وتذكيرا بها.
وطالب الأهالي الأمم المتحدة والجهة الراعية للصفقة بضرورة التدخل جديا للإفراج عنهم، وإنهاء اعتقالهم التعسفي المتواصل منذ ثمانية أعوام، ووضع حد للخرق الخطير للصفقة، والذي مثل انتهاكًا واضحًا وصارخًا بما يحمل من رسائل خطيرة على مصير أي صفقة تبادل قادمة.
ومن بين المعاد اعتقالهم، عميد الأسرى الفلسطينيين نائل البرغوثي، والذي جرى اعتقاله في المرة الأولى عام 1977، وحُكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر، ثم أعُيد اعتقاله بعد 14 يوما من الإفراج عنه بتهمة مقاومة الاحتلال، ليصدر بحقه حكما بالسجن المؤبد و18 عاما.
وبعد خروجه من سجون الاحتلال ضمن صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، تزوج من الأسيرة المحررة إيمان نافع، قبل أن تعيد قوات الاحتلال اعتقاله عام 2014، وذلك بعد خطابٍ ألقاه في جامعة بيرزيت، وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف، إلا أن الاحتلال قرر إعادة حكمه القديم بالمؤبد.
وأشارت إيمان نافع، زوجة الأسير المحرر المعاد اعتقاله نائل البرغوثي، إن أهالي الأسرى توجهوا لمحاكم الاحتلال المختلفة لإبطال إعادة الاعتقال لمحرر الصفقة، وأنه مخالف لكل القوانين والمواثيق والشرائع الدولية، إلا أن دولة الاحتلال ضربت بعرض الحائط لكل هذه القوانين.
وأوضحت نافع أن أهالي الأسرى قرروا التحرك على الأرض وتفعيل القضية من جديد، لإيصال صوتهم للعالم وتذكيرهم بأنهم معتقلين ظلما وكيديا، مضيفة أنه كان من المتوقع أن يتحرك الجانب المصري لضمان الإفراج عنهم، كونهم الوسطاء في تنفيذ صفقة وفاء الأحرار عام 2011.
ولفتت نافع إلى أن هناك دراسة جدية لدى العديد من الأسرى للتوجه للإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال حتى انتزاع حريتهم المسلوبة، مؤكدة أن أهالي الأسرى يأملون أن يكون هذا العام هو عام التحرر لكل الأسرى، مجددين ثقتهم بالمقاومة الفلسطينية التي تطالب بحريتهم دوما وتسعى لتحريرهم.
وطالبت نافع الجانب المصري بصفتها الجهة الراعية للصفقة والأمم المتحدة بالتدخل الجدي للإفراج عنهم، وإنهاء اعتقالهم التعسفي المتواصل منذ ثمانية أعوام، ووضع حد للخرق الخطير للصفقة، والذي مثل انتهاكًا واضحًا وصارخًا بما يحمل من رسائل خطيرة على مصير أي صفقة تبادل قادمة.