بترخيص من حكومة محمد اشتية، وتحت أعين سلطة محمود عباس، كانت مجموعة من الشباب الشواذ ينوون إقامة حفل خاص بهم داخل مركز "المستودع الثقافي" بمدينة رام الله، وعبر منصات التواصل الاجتماعي روجوا لخبر الحفل الغريب عن طبيعة المجتمع الفلسطيني ومبادئه الرافضة لتلك الحفلات الشاذة، التي يروج لها أمثال المدعو "بشار مراد".
عبر خاصية الستوري على تطبيق انستغرام كتب مراد "العرض التغى متأسف، التفاصيل لاحقاً"، ثم اتضح الأمر أكثر للجمهور حين انتشر فيديو يظهر فيه الشاب يمان جرار وهو يتوعد كل من يخالف دينه ومبادئ أبناء بلده.
وعبر الفيديو، تحدث جرار وهو ابن الشيخ الداعية الشهير بسام جرار، إلى موظفي المركز برفقة عدد من أصدقائه وقال: ممنوع أن يُقيم شخص اسمه "بشار مراد" حفلًا في هذا المكان، هو وكل الشاذين جنسيا من أشكاله، وغير مسموح لهم القيام بأنشطة شاذة".
وتابع: أتكلم باسم شباب رام الله، الذين لن يسمحوا لأحد باختبار صبرهم في انتهاك محارم الله، طالباً القائمين على المركز بإبلاغ بشار بمنع الحفل و"يا دار ما دخلك شر".
وفي اليوم الذي كان من المفترض إقامة حفل "الشواذ" في رام الله، استشهد ثلاثة شبان فلسطينيين برصاص الاحتلال، فعم الحزن أزقة وشوارع الضفة المحتلة، بينما استغلت ثلة قليلة الأحداث لترويج أفكارها المسمومة داخل المجتمع المقاوم.
فئة مشبوهة
ليست المرة الأولى التي يتم فيها انتهاك حرمة المجتمع في رام الله والضفة المحتلة، من خلال فرق من الشواذ والمنحرفين، ففي وقت سابق عقدت "حفلات صاخبة ورقص ماجن داخل مسجد ومقام النبي موسى في أريحا"، وفي أماكن مقدسة أخرى.
وعلى صفحة الفيسبوك الخاصة بالشاب يمان اطلعت "الرسالة نت" على منشور له جاء فيه "في الوقت الذي يروي الشباب بدمائهم أرض الوطن الحبيب، تطل علينا فئة مشبوهة من الخارجين عن الدين الحنيف والصف الوطني والإنساني بمحاولتهم إقامة الحفل السنوي للمثليين في مدينة رام الله بعد إقامته في قلب أراضينا المحتلة".
وتابع: "وصلت المعلومة لمجموعة من الشبان الغيورين على دينهم ووطنهم، فتوجهوا إلى مكان الحفل المشبوه، وأبلغوا القائمين بضرورة إخلاء المكان واحترام دم الشهداء".
وأضاف يمان: "فوجئنا بمجموعة من المثليين تستهزئ بديننا الحنيف كما رموا النفايات والحجارة أثناء أدائنا صلاة المغرب أمام مركز إقامة الحفل". وقال موجهاً كلامه للمواطنين: رسالتنا لكافة شرائح المجتمع مفادها يجب على الجميع الوقوف عند مسؤوليته تجاه دينه ووطنه ومحاربة كافة هذه المظاهر بكافة الوسائل والطرق".
ودعا إلى ضرورة التنبه لأي إشاعات مغرضة تخرج من الأبواق المشبوهة، كما طالب المؤسسة الأمنية بأن "يكونوا الحاضنة لمنع أي مؤامرات خارجية مدسوسة، والضرب بيد من حديد على هذه الشريحة المشبوهة".
وفي السياق ذاته، يقول الإعلامي علاء الريماوي إن الموضوع بأصله مرفوض لدى الشعب الفلسطيني، ولا يأتي الرفض في سياق الأوضاع العامة التي تشهدها الأراضي المحتلة حيث الشهداء والاقتحامات وهدم البيوت، بل لأن الشعب يرفض الانحلال والانحراف والدخول في المنكرات العلنية التي يحاول منظمو المهرجان زرعها في الأراضي الفلسطينية.
ويذكر الريماوي "للرسالة نت" أن مدينة رام الله جميلة بأهلها ومحافظة بطبيعتها، وشبابها لديهم رسالة واضحة بأن هذا النوع من الاحتفالات لو أقر رسميا أو لم يقر سيقفون له بالمرصاد ولن يقبلوا به.
ولفت إلى أنها ليست المرة الأولى التي يُخترق فيها المجتمع الضفاوي بمثل تلك السلوكيات المنحرفة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن القائمين على حفل الشواذ ليسوا من مدينة رام الله بل دخلاء ولقطاء تجمعوا من عدة مناطق ليكون لهم صوت ولا يتجاوز عددهم أصابع "القدم"، حسب تعبيره.
وحذر الريماوي من تكرار تلك السلوكيات التي باتت تطفو على السطح لتخترق المجتمع الضفاوي، مؤكداً أن ما حدث استفز مشاعر الشعب الفلسطيني نظرا لخصوصية وضعه، خاصة أن ما جرى يعتبر "جريمة في قانون الوطنية"، حسب تعبيره.