سجلت الأسواق المالية العالمية خسائر كبرى الجمعة، في ظل تعاظم القلق بشأن وضع الاقتصاد بعد رفع الفائدة حول العالم بصورة متتالية، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
والخميس، رفعت بريطانيا وسويسرا معدلات الفائدة بعد يوم فقط من إعلان البنك المركزي الأمريكي - المعروف بالاحتياطي الفيدرالي - أعلى رفع لمعدل الفائدة منذ عام 1994.
ويرفع واضعو السياسات معدلات الفائدة من أجل تقليل الطلب، على أمل تخفيف بعض الضغوط التي تسببت في ارتفاع الأسعار للمستهلكين، فيما يخشى المستثمرون من أن تقود هذه الخطوة الاقتصاد العالمي إلى الدخول في مرحلة تباطؤ متواصل.
وفي تعليق، قال رايان سويت، من مؤسسة مودي أناليتكس، لـ"بي بي سي" إن "رفع معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي سيساهم في تراجع التضخم، ولكن الخطورة تكمن في أن ذلك يدمر الاقتصاد أيضا".
وكانت الأسواق تمر بالفعل بمرحلة ضعف، مع انخفاض مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بأكثر من 20 في المئة مقارنة بارتفاعه في يناير/كانون الثاني قبل الرفع الأخير لمعدل الفائدة في الولايات المتحدة، هذا الأسبوع.
وتراجعت عمليات بيع في أسواق الولايات المتحدة، مع انخفاض مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بمقدار 3.2 في المئة، بينما انخفض مؤشر ناسداك - الخاص بشركات التكنولوجيا العملاقة - بمقدار أربعة في المئة.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 2.4 في المئة، فقد انخفض لما أقل من 30 ألف نقطة للمرة الأولى منذ يناير/(كانون الثاني) 2021.
لم ينج سوى عدد قليل من الشركات، حيث اعتمدت الشركات على الإنفاق التقديري، مثل نايكي وشركات الطيران، من بين الشركات الأكثر تضرراً.
كما تراجعت شركات الطاقة، التي قد تشهد أيضًا انخفاضًا في الطلب في حالة حدوث تباطؤ اقتصادي.
وتراجعت أسهم تيسلا بنسبة 8.5 في المئة بعد أن كشفت الشركة النقاب عن زيادات في الأسعار بعد ارتفاع التكاليف.
وتخضع ميزات الطيار الآلي لشركة صناعة السيارات الكهربائية أيضًا للتدقيق من قبل منظمي سلامة الطرق في الولايات المتحدة.
وانخفضت "سبوتيفاي" أيضًا بنسبة 7 في المئة، بعد يوم من إعلان شركة البث العملاقة أنها تبطئ التوظيف في مواجهة حالة عدم اليقين الاقتصادي، لتصبح أحدث شركة كبيرة في قطاع التكنولوجيا تعلن عن مثل هذه الخطوة.
وفي بريطانيا، حذر بنك إنجلترا من أن التضخم قد يصل إلى 11 في المئة هذا العام، وأغلق مؤشر فوتشي 100 بانخفاض يزيد على ثلاثة في المئة الخميس، على الرغم من أن مؤشري فوتشي 100 و250 ارتفعا في بداية تعاملات الجمعة.
وانخفض متجر التجزئة البريطاني للأزياء عبر الإنترنت "أسوس" بنسبة 32.5 في المئة بعد تحذير المستثمرين من أن الضغوط التضخمية تؤثر على سلوك التسوق.
كما انخفض مؤشر داكس الألماني بأكثر من 3 في المئة، بينما أغلق مؤشر كاك 40 الفرنسي منخفضًا بنسبة 2.4 في المئة يوم الخميس، لكن السوقين كانا مرتفعين أيضًا صباح الجمعة.
ووصل المؤشر القياسي "ستوكس" 600 إلى أدنى مستوى له منذ شباط/ فبراير 2021.