منذ إقامته قرب السياج الأمني شمالي قطاع غزة، قبل أشهر، يعد مرصد "الفاتح" التابع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مصدر إزعاج وقلق للمستوطنين الذين اشتكوا أكثر من مرة من رصده حركتهم من مسافة قريبة وانتهاك خصوصياتهم، على حد تعبيرهم.
وخلال الأيام الأخيرة، استهدفت قوات الاحتلال المرصد، ضمن عمليات قصف استهدفت مواقع للمقاومة، على خلفية سقوط صاروخ في عسقلان، وأظهرت مقاطع مصورة قصف المرصد وتعرضه للتدمير.
لم يستغرق الأمر كثيرا، فخلال سويعات قليلة تمكنت كتائب القسام من إعادة ترميم مرصد الفاتح، على مرأى من جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، ليعود أفضل مما كان، ما أثار سخط وحنق الأوساط (الإسرائيلية) غضبًا.
وزينت كتائب القسام المرصد بصورة كبيرة لشهداء جنين وهم يوسف صلاح، وبراء لحلوح، وليث أبو سرور، الذين اغتالهم الاحتلال يوم أمس الجمعة في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
واعتبر ناشطون (إسرائيليون) ترميم المرصد بهذه السرعة ضربة لقوة الردع لدى جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، مؤكدين أن في ذلك نقطة انتصار تسجل لحركة حماس.
الصحفي (الإسرائيلي) أمير بخبوط قال في مقطع فيديو عبر تيك توك "قدرة حماس على ترميم الموقع القريب من مستوطنة (نتيف هعسراه) بسرعة يمس بقوة ردع الجيش (الإسرائيلي) الإقليمية خصوصًا حينما نتحدث عن وعي ورأي إعلامي وصورة انتصار".
بينما نقلت القناة 12 العبرية عن مستوطني (نتيف هعسراه) -المحاذية لقطاع غزة- قولهم إن "الجيش قصف نقطة رصد خطيرة ولكنها بسيطة بنتها حماس بـ"شيكل ونصف" أمام جدار بملايين الشواكل، وتعيد ترميمها خلال 5 دقائق لتنشر الخوف وترصد حركات سكان المستوطنة على مدار الساعة".
في المقابل، أشاد المتحدث باسم حماس فوزي برهوم بسرعة إعادة بناء كتائب القسام المرصد الذي قصفه الاحتلال، معتبرا أنه مشهد عزة وقوة، ورسالة تحدٍّ واضحة للاحتلال (الإسرائيلي)، وتأكيد على جهوزية المقاومة الدائمة لبناء وتطوير مواقعها ومقدراتها رغم كل الصعاب والتحديات.