تسابق شركات السيارات الوقت لابتكار حلول بديلة للإطارات الهوائية، للتخلص من سلبياتها كالثقوب وتعطل أصحاب السيارات، أو حتى عملية إعادة التدوير الصعبة للإطارات.
ولا يزال البعض يضطر إلى تحمل كلفة استبدال إطار تهالك وتلف قبل الأوان، ربما لأنه نسي أن يفحص ضغط الهواء فيها بانتظام كما ينبغي.
أحياناً لا يصعب إدراك أن الإطارات هي الحلقة الضعيفة في السيارة.
على طريق تجريبي في لوكسمبورغ، تسير سيارة تيسلا موديل 3، عبر الزوايا الضيقة وتسير بسرعة وتتوقف عند الضرورة وحالات الطوارئ. لكن اللافت للانتباه هو أن السيارة مستندة على أربعة إطارات خالية من الهواء من صنع شركة غود يير الأمريكية الشهيرة.
الإطار عبارة عن دعامات بلاستيكية خاصة، تدعم السطح المطاطي الرقيق الذي يملامس الأرض. تنثني الدعامات وتلتوي حين تسير السيارة.
مايكل راتشيتا، وهو كبير مدراء برنامج متعلق بالإطارات غير الهوائية في الشركة الأمريكية، يتحدث عن العراقيل والمشاكل التي يواجهونها في هذا المجال بصراحة: "سيكون هناك بعض الضجيج والاهتزازات. ما زلنا نتعلم كيفية جعل الإطار مرنا مثل الإطار الهوائي. لكننا نعتقد أنك ستتفاجأ بأدائه".
لم يكن راتشيتا مخطئاً في ذلك. وتعمل السيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة على تغيير الحاجة إلى الإطارات.
تبحث شركات التوصيل وخدمات النقل، عن منتجات لا تحتاج إلى الصيانة إلا ما ندر، ومقاومة للثقوب وقابلة للتدوير وتحتوي على أجهزة استشعار تحدد أحوال الطريق.
يتزايد الإقبال على الاشتراك في سيارات الأجرة مع الآخرين في المدن، بدلاً من امتلاك سيارة خاصة والسيارة التي تثقب عجلتها لا تدر دخلا.
يقول راتشيتا: "صحيح أن الإطارات الهوائية ستظل موجودة، لكن ثمة حاجة إلى مزيج من الحلول. ونحن ننتقل إلى عالم أصبحت فيه المركبات ذاتية القيادة أكثر شيوعاً والعديد من المدن تعتمد استراتيجيات خدمات للنقل ووجود إطار لا يحتاج إلى صيانة، أمر في غاية الأهمية".
في مختبرات شركة غود يير يتم اختبار الإطارات على مدار 24 ساعة تحت أحمال وسرعات مختلفة ولآلاف الأميال بدون توقف.
يقول راتشيتا إن بعض الدعامات تتشوه وأخرى تتحطم، لكن الإطار يستمر في العمل بأمان. نعتمد في ذلك نظرية: جرّب وتعلم من التجربة.
وأضاف: "بلغنا مرحلة متقدمة وهذا هو الشيء الجوهري بالنسبة لنا".
من جانبه قال كلاوس كراوس، رئيس قسم البحث والتطوير الأوروبي في هانكوك، إن "الاطارات غير الهوائية ذات أهمية خاصة لقطاعات مثل الجيش وفرق الاستجابة للكوارث والمركبات الأمنية والمعدات الاختصاصية".
وكشفت الشركة الكورية الجنوبية هانكوك النقاب عن أحدث نموذج من إطاراتها الخالية من الهواء في كانون الثاني/ ينايرمن هذا العام.
وقالت الشركة، إنه أصغر من الإطارات التقليدية، وهو عبارة عن دعامات من مطاط البولي يوريثين المتشابكة على شكل قرص عسل، وهو ما يمثل طفرة في التعامل مع الضغوط الجانبية والأفقية.
وتهتم بريدجستون، أكبر شركة لصناعة الإطارات في العالم باستخدام هذه الإطارات في مجالات الصناعة والزراعة والتعدين والبناء، حيث قد يكون الطلب عليها مرتفعاً من قبل الزبائن الذين يواجهون خسارة كبيرة في حال تعطل الإطارات.
وستكون أسعار الإطارات الخالية من الهواء باهظة للغاية في البداية على الأقل، لكن القدرة على إعادة تدويرها والطباعة ثلاثية الأبعاد يمكن أن تغير قواعد اللعبة تماماً.
وكما يتكهن بعض الخبراء، فلن يحتاج المستهلكون حتى إلى شراء هذه الإطارات فورا، بل قد يحصلون عليها مجانا ومن ثم يدفعون حسب المسافات التي يقطعونها مع وجود أجهزة استشعار تراقبها.