في الوقت الذي تتحضر فيه دولة الاحتلال لمواجهة محتملة مع إيران، فإن الانتقادات الداخلية تتزايد ضد الجيش والحكومة بسبب ما يوصف بأنه "تردد" إزاء المقاومة الفلسطينية، وهو الأمر الذي يحقق في النهاية نتيجة سلبية تعطي حماس انتصارًا آخر في معركة الوعي أمام (الإسرائيليين).
ويدور الحديث عن الردود الموصوفة بأنها "نسبية" على إطلاق الصواريخ الأخيرة باتجاه مستوطنات غلاف غزة، بزعم أن هذه ردود باتت "مهترئة"، حيث اعتبرتها قطاعات واسعة من (الإسرائيليين) بأنها "هدية مجانية كبيرة" للفلسطينيين في معركة الوعي، دون أن يبذلوا أي جهد من جهتهم.
وذكر الضابط (الإسرائيلي) يارون بوسكيلا، السكرتير العام لحركة "الأمن"، والمعلق العسكري للقناة 14، أن "أحداث الأيام الأخيرة على حدود غزة على نقطة مراقبة حماس، ورد فعل الحركة عليه بإعادة ترميم الموقع العسكري من جديد، أثبت مرة أخرى أن المنظمات المسلحة في غزة قد نمت، واشتدت بسبب نجاحاتها، ووصلت إلى أضعاف حجمها وقوتها، بسبب سلوك المستوى السياسي (الإسرائيلي) الفاشل، الذي بدأ قديما بالانسحاب من قطاع غزة، ووجد هذا الفشل طريقه إلى الجيش الإسرائيلي أيضاً".
وأضاف في مقال، أن "(إسرائيل) مطالبة بخوض حملة عسكرية متكافئة ضد التنظيمات المسلحة في غزة وكأنها مواجهة مع دولة معادية مجاورة لديها جيش نظامي، صاروخ مقابل صاروخ، وإطلاق على الكثبان الرملية مقابل إطلاقه في مناطق مكشوفة، لكن الحاصل أن لدينا حكومة خائفة ومرتدعة، وتسعى جاهدة لاتخاذ قرار، والنتيجة أن حماس اخترقت الحدود، وأقامت خطوطا أمنية حمراء متقدمة حول قطاع غزة، وجهازها العسكري مشغول بالاستعدادات المستمرة للمواجهة القادمة".
وما زالت المشاهد القادمة من حدود قطاع غزة عقب ترميم المقاومة لموقع الرصد الذي قصفته طائرات الاحتلال تثير استفزازات حادة في صفوف (الإسرائيليين)، ما يدفعهم لطرح تساؤلات من قبيل: كيف يسمح الجيش لحماس بإقامة أبراج المراقبة الدائمة، وكيف تم تآكل الخطوط الحمر التي وضعها الجيش بعد حرب 2021، وكيف تواصل حماس إرسال عناصرها في وضح النهار باتجاه الحدود، عقب ما يمكن وصفه بتلاشي الردع (الإسرائيلي) بسبب عدم وجود رد واضح على تحركات حماس.
ولا يخفي (الإسرائيليون) تخوفاتهم من أن ما حصل في موقع حماس الأمني الذي تم ترميمه مؤخرا مقدمة لسعي الحركة لتحقيق اختراقات حدودية، وتحدي جيش الاحتلال عبر تحقيق إنجازات تكتيكية ميدانية تمكنها من تحقيق غرضها الاستراتيجي الكبير في المواجهة القادمة، ما يعني استمرار الاحتلال في معركة خسارة النقاط، وحصول المنظمات الفلسطينية على مزيد من الإنجازات، بدليل أن موقع حماس الأمني تحول رمزاً لإصرار الحركة، ووسيلة للدعاية في حملتها التي تشنها ضد الاحتلال.
عربي21