قائمة الموقع

رضيع إندونيسي على رأس المتضامنين مع غزة

2011-01-03T10:29:00+02:00
متضامنة اندونيسية ضمن قافلة اسيا 1 " خاص بالرسالة نت "

الرسالة نت – عبدالحميد حمدونة

لم يشغل بال الإندونيسية عائشة صراخ ابنها الرضيع عند وصولها مع نفر من المتضامنين إلى صالة الوصول بمعبر رفح البري مع مصر.

كانت عائشة تحمل رضيعها البالغ ثمانية أشهر على صدرها وتحاول بذراعيها مواراته من صقيع الليل بعد رحلة شاقة استمرت أكثر من شهر من اجل الوصول إلى القطاع الساحلي والتضامن مع سكانه المحاصرين.

وعبرت المتضامنة الاندونيسية ونجلها والرضيع وزهاء مئة متضامن من جنسيات أسيوية مختلفة إلى قطاع غزة مساء الأحد بعدما رفضوا الانصياع للأوامر المصرية التي طلبتهم بالمكوث في العريش تمهيداً لسفرهم إلى القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

تقول عائشة (28 عاماً) بكلمات عربية مكسرة "أخيراً حلمي تحقق ووصلت إلى هنا (غزة) .. كان حلم والآن أصبح حقيقة لأنني سأروي كل ما أشاهده هنا لعائلتي وشعبي والعالم بأكمله".

وتضيف "شاهدت أجزاء من الدمار خلال انتقالنا من رفح إلى غزة .. سنزور كل الأماكن التي تعرضت للنيران الصهيونية ونشم دماء الشهداء الأبرار من بين ركامها".

تلفظت الإندونيسية عائشة بتلك الكلمات بينما كانت تحاول ان تهدئ من روع رضيعها الذي سيعتز بهذه الزيارة التضامنية إلى غزة بعد بضعة عقود. 

وبات قطاع غزة قبلة للمتضامنين العرب والأجانب بعدما هاجمة قوات من خفر السواحل الإسرائيلية سفينة "مرمرة" التركية في عرض البحر الأبيض المتوسط وقتل تسعة من ركابها في الحادي والثلاثين من أيار مايو الماضي.

وكانت عائشة ورفاقها المتضامنين قد سجدوا لله شكراً بعدما وطأة أقدامهم معبر رفح الفلسطيني الذي يعمل بشكل جزئي منذ أشهر بعد إغلاق استمر لسنوات.

رفع الحصار الظالم عن غزة هو مبتغى متضامنون قافلة "أسيا 1". وهؤلاء المتضامنون من عامة الناس ويحملون جنسيان إندونيسية وهندية وأردنية ولبنانية. 

وكانت السلطات المصرية منعت المتضامنين الايرانيين وبعض الأردنيين من مشاركة أقارنه في الوصول إلى غزة رغم مشاركتهم في القافلة منذ انطلاقها قبل شهر.

محمد وإبراهيم أخوان أردنيان من جذور فلسطينية لم يدر في خلدهما أنهما سيدخلان في يوم من الأيام أرض قطاع غزة، بعدما كانت رحلة الوصول لفلسطين بالنسبة لديه حلماً صعب المنال إلا أنه تحول لحقيقة واقعية عندما تخطى الصعاب وقدم على متن قافلة "آسيا 1".

الإخوان جازفا وتركا عملهما مؤقتا من أجل القدوم إلى غزة عبر قافلة "آسيا1"نصرة لها، لم يكن مشهدهما مؤثرا كحال تلك المرأة الإندونيسية "عائشة" والتي حملت ابنها الرضيع بين ذراعيها مخبئة إياه من البرد القارص.

أما الشاب محمد معروف الذي ترجع أصوله لمنطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان فيقول :"الوصول لغزة كان بالنسبة لدى حلم لكن إصراري على الدخول للتعرف على أهلها وتضحياتهم ومقاومتهم الباسلة سهل لي الانضمام لقافلة الأمل والمجيء عبرها مع متضامنيها والمساعدات التي قدمت بها".

الشاب معروف هو وصديقاه أفصحوا لـ"الرسالة نت" عزمهم على بناء مستشفى خيري شمال مدينة غزة، والذي تصل تكلفته إلى 30 مليون دولار.

وأوضحوا أن المبلغ جمعوه من متبرعين وفاعلين خير من كشمير للشعب الفلسطيني في غزة، تعذرت الأسباب أمامهم وأوصلوا الأموال وفكرة المشروع مع معروف ورفاقه.

ومن المقرر أن يزور هؤلاء المتضامنون المناطق التي داستها آلة الحرب الصهيونية وارتكبت على أرضها المجازر بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة كما سيلتقون وزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وعدد من المسؤولين في غزة.

وستستمر زيارة المتضامنين ثلاثة أيام بحسب ما ذكر منسقون للقافلة.

وانهال التعاطف الدولي مع سكان قطاع غزة المحاصرين من العام 2006 بعد الحرب المدمرة التي شنتها "إسرائيل" في الفترة الواقعة بين 27 ديسمبر2008،  و17 يناير -2009.

واستشهد خلال تلك الحرب زهاء  1400 فلسطيني وجرح 5400 أخرين، نصفهم تقريبا من الأطفال والنساء.

 

اخبار ذات صلة