مفكرون: انفصال السودان تهديد خطير لأمن مصر

القاهرة – الرسالة نت

أكد الدكتور مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر والوكيل العلمي للجمعية الشرعية علي خطورة تداعيات انفصال جنوب السودان في دولة جديدة علي مسلمي الجنوب .

 ولفت إلي أنهم سيتحولون إلي رعايا في دولة صليبية بعد أن كانوا رعايا دولة مسلمة ويتمتعون بحقوقهم وبالحرية في إقامة الشعائر الاسلامية وسيعزلون عن محيطهم العربي الإسلامي.

 جاء ذلك في الندوة التي عقدتها مجلة "التبيان" التي تصدر عن الجمعية الشرعية في مقر الجمعية في القاهرة الجمعة تحت عنوان "استفتاء جنوب السودان - الرؤية والحل".

 وأضاف بأنه بحلول التاسع من يناير الجاري موعد الاستفتاء علي انفصال الجنوب سيدخل السودان فى محك تاريخي  سيكون له أثره الكبير فى تحديد مستقبل السودان بصفة خاصة ومستقبل المنطقة العربية والإفريقية والإسلامية بصفة عامة.

ودعا إلي ضرورة الوعي بالمخاطر التي تهدد الأمة الإسلامية من خلال القراءة والاطلاع وحضور الندوات واللقاءات للوقوف على المخاطر التي تحاك للأمة.

وطالب بضرورة بناء الفرد المسلم باعتباره الأمل فى تكوين جيل جديد يمتلك الإرادة لكسر مخططات الأعداء، مستدركاً:" أمة الإسلام إذا أفل لها نجم فى العراق بزغ لها نجمان فى الشام وإذا أفل لها نجمان فى المشرق بزغ لها نجمان فى المغرب، وهذه هى سنة الله فى كونه".

ومن جانبه اوضح فضيلة الدكتور محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية أن الصراع بين الحق والباطل سنة من سنن الله فى كونه وهو قائم منذ بدأت الحياة على الأرض وسيظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

 واشار إلي أن الصراع القائم فى السودان ليس المحطة الأولى ولن تكون الأخيرة لافتا إلي استخدام الغرب لورقة الأقليات لبث الفرقة والنزاع والصراع فى الدول العربية والإسلامية وأصبحت هذه هى وسيلتهم الجديدة لتفكيك وتفتيت  هذه الدول.

وشدد علي أن  الصهيونية العالمية هى اليد الخفية وراء كل مشكلات وبؤر الصراع والتوتر فى العالم الإسلامي، مؤكدا أن الصهيونية العالمية حددت أهدافها منذ زمن بعيد لتقسيم العالم الإسلامي وتفتيته لتبقى هى المهيمنة والمسيطرة على العالم الإسلامي.

ولفت إلي أن ما تقوم به إسرائيل لم يعد خفيا بل أصبحت  تعمل فى وضح النهار، ويعلن قادتها نهارا جهارا عن خططهم ويأتى الكلام على ألسنتهم صريحا .

حيث يقول أحد قادة إسرائيل فى محاضرة ألقاها فى سبتمبر 2008 وهو مسئول الأمن الداخلى السابق "دختر": "السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه يمكن أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لمصر والعراق والسعودية، ويشكل عمقًا استراتيجيا لمصر وتجلى ذلك بعد حرب 1967حيث تحول السودان إلى قواعد للتدريب ولإيواء السلاح الجوى المصرى وللقوات البرية وإرسال قوات إلى منطقة القناة أثناء حرب الاستنزاف".

وتابع:" كان لابد أن نعمل على إضعاف السودان وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة خصوصًا أن ذلك ضرورى لدعم وتقوية الأمن القومى فى إسرائيل ولذلك أقدمنا على إمداد وتصعيد بؤرة دارفور لمنع تعظيم قدرة السودان".

 

وأكد د. المختار المهدي علي حقيقة أن انفصال جنوب السودان هو تهديد مباشر لأمن مصر، وأن انفصاله أيضا عبء استراتيجى كبير، لأن انقسام جنوب السودان سيمثل حاجزا بين مصر وشمال السودان وبين الدول الإفريقية.

وأردف قائلا:" خاصة أن السودان بشماله وجنوبه كان يمثل امتدادًا استراتيجيًا خطيرًا لمصر، ولهذا فطن الأعداء منذ اللحظة الأولى إلى أن إثارة الفتن والصراعات فى السودان تعتبر المقدمة الحقيقية لزعزعة الأمن القومي المصري".

 من جانبه ألقى الدكتور محمد عمارة الضوء على البعد التاريخي لمبدأ "حق تقرير المصير" ونشأته وأهدافه الحقيقية فأوضح أن "مبدأ حق تقرير المصير« وهو النص المقرر فى اتفاقية نيفاشا 2005 " هو مبدأ ظهر فى القرن التاسع عشر ومعناه "أن القوميات المجزأة من حقها أن تتحد، وأن القوميات التى ليس لها دولة من حقها أن يكون لها دولة".

وأضاف: لم يكن معناه منذ البداية "انفصال جزء من الوطن أو جزء من القومية" اذ أن إعطاء حق تقرير المصير لجزء من الوطن خارج عن نطاق المبدأ الذى تعارف عليه المجتمع الدولى والشرعية الدولية فى القرن التاسع عشر.

وشدد الدكتور عمارة علي محورية الدور الإسرائيلي فى التخطيط لتقسيم العالم الإسلامى لافتا إلي أن ما تقوم به إسرائيل مخطط وليس مؤامرة/ ودور إسرائيل فى جنوب السودان ودارفور معلن وصدرت فيه كتب. وما يحدث في جنوب السودان ينتظر تكراره ليس فقط في السودان ولكن فى كل البلاد العربية والإفريقية.

وحذر الدكتور عمارة من أن قضية جنوب السودان بالنسبة لمصر قضية حياة أو موت لأنها قضية النيل والمياه وبالتالي فإن الدور الملقى على مصر دور خطير يجب أن تعيه وتقوم بدورها الريادي والقيادي فى المنطقة.

 

البث المباشر