ألقت كتائب الشهيد عز الدين القسام، مساء الإثنين، حجرا في المياه الراكدة، على طريق جهودها المتواصلة لتحريك ملف الضباط والجنود (الإسرائيليين) الأسرى في قبضتها، وإرغام العدو الصهيوني على صفقة وفاء أحرار جديدة.
كالنار في الهشيم انتشرت تغريدة الناطق باسم القسام أبو عبيدة، حول الكشف عن تدهورٍ طرأ على صحة أحد أسرى العدو لدى كتائب القسام، والإشارة إلى أنه خلال الساعاتِ القادمة سيتم نشر ما يؤكد ذلك.
اقرأ المزيد.. بالتفاصيل.. معلومات حول الأسرى (الإسرائيليين) لدى كتائب القسام
وحظيت التغريدة باهتمام فلسطيني واسع، إلى جانب اهتمام وسائل الإعلام العبرية التي سارعت إلى تداولها، لدرجة اضطرار مسؤول (إسرائيلي) كبير للتصريح عبر "ريشت كان" قائلا إن إعلان حماس عن تدهور صحة أسير (إسرائيلي) عمل استفزازي، فيما اعتبره محللون في سياق الحرب النفسية التي تخوضها كتائب القسام ضد (الإسرائيليين).
عموما، هي ساعات قليلة فقط، وينقشع الغبار عن أحد الجنود الأسرى الأربعة، المختفين تماما عن الأنظار منذ عام 2014.
قبل 24 ساعة على إعلان القسام، تعهّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد إسماعيل هنيّة، خلال كلمته أمام حشد كبير في مهرجان بمدينة صيدا اللبنانية بـ"العمل على تحرير الأسرى الفلسطينيين من داخل السجون (الإسرائيلية)".
القائد هنية جدد التأكيد بالقول: "نعاهد الأسرى باسم حماس وشعبنا أن نعمل على تحريرهم مهما كانت التضحيات"، مشيرا إلى أن الاحتلال (الإسرائيلي) "غير مقتنع بالذهاب إلى صفقة تبادل (أسرى) جديدة".
اقرأ أيضًا .. القسام يعلن عن تدهور صحي طرأ على أحد أسرى العدو لديه
وحتى يقتنع الاحتلال كان لابد من ممارسة الضغط عليه بالكشف عن معلومات لأول مرة، من المتوقع أن يتردد صداها داخل المجتمع الصهيوني، الذي أدار ظهره طوال السنوات الماضية لقضية ضباطه وجنوده الأسرى.
يأتي كشف القسام متزامنا مع ذكرى عملية "الوهم المتبدد" قبل 16 عاما التي تعتبر مرحلة جديدة وفاصلة من أسر الجنود لتحرير الأسرى، في عملية نوعية، ونجحت المقاومة بالاحتفاظ بالجندي الأسير جلعاد شاليط لأكثر من 5 سنوات في ظروف أمنية معقدة، ليصبح مفتاحا لخروج 1027 أسيرا من سجون الاحتلال.
وكان نائب القائد العام لكتائب القسام مروان عيسى كشف أن المقاومة تمتلك أوراق مساومة لإنجاز صفقة تبادل مشرفة لأسرانا، وأن ملف الأسرى هو الملف الأهم الموجود على طاولة كتائب القسام.
وأشار إلى أن ملف الأسرى في سجون الاحتلال "سيكون الصاعق والمفجر للمفاجآت القادمة للعدو، ولا يزال المجاهدون في وحدة الظل على رأس عملهم، ويحافظون على الأسرى الذين بين أيدينا حتى هذه اللحظة".
وهناك دلائل كثيرة على مواصلة كتائب القسام والمقاومة مساعيها، لتحرير الأسرى في سجون الاحتلال، وقد كشف برنامج ما خفي أعظم الذي بثته قناة الجزيرة قبل شهر، أن الأيام الأولى من معركة سيف القدس، شهدت محاولة حقيقية لزيادة الغلة من الجنود (الإسرائيليين) الأسرى من أجل الضغط وتسريع ملف صفقة التبادل المقبلة، بل وقدمت القسام 18 شهيدا في خانيونس من أجل تحقيق ذلك.
وتحتفظ كتائب القسام بأربعة ضباط وجنود إسرائيليين، بينهم اثنان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف 2014 (من دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، فيما يعلق الأسرى وذووهم آمالا عريضة على المقاومة لإبرام صفقة تبادل جديدة لتحرير آلاف الأسرى من سجون الاحتلال على غرار صفقة "وفاء الأحرار" في 2011.
اقرأ أيضًا .. بماذا علق الاحتلال على تصريحات القسام حول جنوده