زعم الصحفي (الإسرائيلي) يوني بن مناحيم أن حمــاس تستخدم أسلوب الحرب النفسية لإحياء موضوع صفقة تبادل الأسرى وإعادتها إلى قمة الأجندة (الإسرائيلية)، بعد أن وصلت المفاوضات عبر الوسطاء إلى طريق مسدود عشية الانتخابات (الإسرائيلية).
ونقل موقع نيوز 1 العبري عن بن مناحيم قوله إنه، لم تكن الحكومات الإسرائيلية مستعدة منذ "صفقة شاليط" في عام 2011 لتكرار أخطاء الصفقة التي تم بموجبها إطلاق سراح 1027 أسيراً مقابل جندي إسرائيلي واحد على قيد الحياة، وفي "صفقة شاليط" تم إطلاق سراح أسرى "خطرين" واعتقل الشاباك الإسرائيلي نحو 70 منهم بعد عودتهم إلى المقاومة.
وذكر أنه هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الجناح العسكري لحركة حمـ ــاس تنفيذ مناورة على شكل حرب نفسية على الأسرى والمفقودين، قبل حوالي عام، أصدرت قناة الجزيرة، التي تعتبر منبر لحركة حمــ اس، تسجيلًا صوتيًا زعم أنه لـ "جندي (إسرائيلي) أسير، وقالت مصادر أمنية إسرائيلية ردًا على ذلك إنه شريط مزيف وأنه ليس صوت أبرا منغيستو، كانت حمــ ــاس تحاول ببساطة إثارة الرأي العام في "إسرائيل" للضغط على الحكومة للمضي قدما في المفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى جديدة.
ووفق بن مناحيم فإن حمــاس تطالب بأن تكون الصفقة أكبر من صفقة شاليط مقابل إعادة الأسرى والمفقودين (الإسرائيليين) الأربعة، حيث تريد تنفيذ الصفقة الجديدة على مرحلتين، ففي المرحلة الأولى ستقدم الحركة تقريراً موثقاً عن أوضاع الأسرى والمفقودين الأربعة، وفي المقابل ستطلق "إسرائيل" سراح 250 أسيراً، بما في ذلك المرضى والنساء والقصر. في المرحلة الثانية، ستطلق "إسرائيل" سراح حوالي 2000 أسير فلسطيني، بمن فيهم حوالي 400 أسيرا من بينهم رموز المقـــاومة الفلسطينية.
ويشير إلى أن "إسرائيل" ترفض أي مطالب بالإفراج عن الأسرى أصحاب المؤبدات في السجون (الإسرائيلية)، مثل عباس السيد وعبد الله البرغوثي، وهما من كبار مسؤولي حمـــاس وأيضًا آخرين من منظمات أخرى مثل مروان البرغوثي، أحد كبار قادة حركة فتح، وأحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية.
ويرى بن مناحيم أن السلطة الفلسطينية تشعر بالرضا عن الجمود في المحادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحمـــاس، ويقول مسؤولون كبار في السلطة إن مثل هذه الصفقة ستعزز موقف حمــ اس في الضفة الغربية وتضعف رئيس السلطة محمود عباس.
ويلفت إلى أن عقد الصفقة سيمنح حمــاس العديد من النقاط في الشارع الفلسطيني وسيتم تصويرها على أنها أنقذت أرواح الأسرى والمسنين والمرضى وستبعث برسالة مفادها أن "إسرائيل" تستسلم لضغوط المقـــاومة وهذه هي اللغة الوحيدة التي تفهمها وليس لغة المفاوضات التي تتحدث إليها السلطة الفلسطينية.
كما يخشى محمود عباس من عودة المسؤولين الكبار الذين سيتم إطلاق سراحهم في الصفقة والمقيمين في الضفة الغربية إلى منازلهم وإنشاء بنى تحتية جديدة ضد السلطة الفلسطينية وضد "إسرائيل"، الأمر الذي سيعقد الحرب ضد "الإرهاب" داخل مناطق السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" ويعرض حكمه عباس للخطر، على حد وصف الصحفي (الإسرائيلي).
المصدر: حضارة للدراسات السياسية والاستراتيجية