شهادات بشعة وصادمة، تخرج يوميا من سجن أريحا التابع للسلطة، مع خروج أي معتقل سياسي عُذب وأُهين داخل زنازينه.
ويعد سجن أريحا أحد أكثر السجون سوءا، حتى وصل الحال بالمواطنين إلى إطلاق مصطلح "مسلخ أريحا"، إذ يتعرض أغلب المعتقلين فيه للشبح والتعذيب، وسط ظروف معيشية قاسية، وفي ظل درجات الحرارة المرتفعة.
ويتعرض مئات المعتقلين السياسيين للتعذيب بكل أشكاله في "سجن أريحا"، كما وثقت جهات حقوقية.
ويقع سجن أريحا في منطقة "شفا الغور" بمدينة أريحا شمالي الضفة الغربية، ويتكون من قسم للنساء وآخر للرجال، أما الأول فيتكون من غرفتين، ويتكون الآخر من عدة أقسام (الجنائي، السياسي، الأشبال)، ولكل واحد منها غرف منفصلة، ويُنقل إلى السجن المعتقلون السياسيون الذين تصنفهم السلطة بـ"شديدي الخطورة".
وكان من أبرز المعتقلين خلال السنوات السابقة في سجن أريحا، أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات وأربعة من رفاقه، تحت إشراف أميركي بريطاني، حتى تم تسليمهم إلى الاحتلال.
شهادات قاسية
والد المعتقل السياسي أحمد الخصيب، أكد أن نجله تعرَّض لتعذيب وحشي في "مسلخ سجن أريحا"، وظهرت عليه كدمات وآثار الضرب والشبح، خلال عرضه على النيابة العامة قبل أيام والتي مددت اعتقاله 16 يومًا على ذمة جهاز المخابرات العامة.
وقال إنه علم بتعرض نجله لتعذيب وحشي ووجود كدمات على وجهه وجسده ووجود ازرقاق حول عينيه، مبينا أن السلطة ترفض السماح له بزيارة نجله للاطلاع على أوضاعه الصحية.
وعبر عن قلق العائلة المستمر على ابنها كل يوم، في ظل تغييبه ظلمًا عن منزله وأسرته.
وطالب بالإفراج عن نجله أحمد بصفة قانونية، ودعا كل الهيئات الحقوقية وعلى رأسها نقابة المحامين بالوقوف وقفة جادة من أجل إطلاق سراح نجله.
وقال: "ابني المحامي كان يدرس لامتحان المزاولة، والآن هو معتقل لدى جهاز المخابرات في أريحا لغاية الآن وقد يحرم من تقديم الامتحان".
كما دعت عائلة غانم في قلقيلية، كل المؤسسات الحقوقية والهيئات الإنسانية، لإنقاذ حياة ابنها، علاء مصباح غانم، من أيدي الأجهزة الأمنية.
وأكدت العائلة أن ابنها يتعرض للتعذيب في سجن أريحا، وأنه جرى اختطافه دون أي سند قانوني أو عرف وطني أو أخلاقي.
وبينت أن الأجهزة الأمنية اختطفت ابنها من بيته في بيتونيا بأسلوب العصابات، محملة جهاز المخابرات والأجهزة الأمنية المسؤولية عن حياة ابنها علاء، وعن أي مضاعفات تمس حياته.
دعوات لإغلاق السجن
بدوره دعا الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك خلال خطبة صلاة الجمعة، السلطة وأجهزتها الأمنية إلى إطلاق سراح الطلاب المعتقلين في سجن أريحا بدون قيد أو شرط، واصفا إياه بـ" سيء السمعة والصيت".
من جهته كشف المحامي مهند كراجه، مدير مجموعة "محامون من أجل العدالة"، أن معتقلي حركة "حماس" الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية الفلسطينية في رام الله مؤخرًا في سجن أريحا "يتعرضون لتعذيب قاسٍ جدًا جدًا".
وأشار كراجه إلى أن التحقيق مع المعتقلين يتم في سجن أريحا "سيء الصيت والسمعة"، وبظروف صعبة جدًا.