فجر الخامس والعشرين من أبريل عام 2016، اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر في صفقة "وفاء الأحرار" بركة طه، من بين أهله وأطفاله بمنزلهم في الخليل.
ولم يتمكن طفله الصغير "محمد" أن يبصر والده في لحظاته الأولى التي تنفس فيها الحياة عبر النطف المهربة ليكون أحد "سفراء الحرية"، بسبب سجون الاحتلال التي واصلت ظلمها بتغييبه مجددًا وإعادة حكمه السابق، وواصل تحديها والثبات أمامها.
تحدٍ للاحتلال
الأسير بركة راجح عبد المحسن طه من سكان حي أبو سنينة في الخليل، واحد من أسرى "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، وسلب أبناءه وعائلته حريته المنقوصة، وسط تصميمهم على تحديه والثبات أمامه.
في أكتوبر 2019، رزق الأسير المعاد اعتقاله بركة طه، بمولودٍ ذكر عبر نطفةٍ مهربة، في رسالة تؤكد مواصلة الأسرى تحديهم للاحتلال واستمرارهم في استعادة الحياة من قبور الزنازين.
وتحرر طه ضمن الدفعة الأولى لصفقة وفاء الأحرار عام 2011، بعد أن أمضى تسع سنوات، وأعاد الاحتلال اعتقاله في شهر نيسان من العام 2016، وأعاد له حكمه السابق.
يشار إلى أن الأسير طه اعتقل عام 2002، وصدر بحقه حكمٌ يقضي بالسجن مدة 35 عاماً، أمضى منها تسع سنوات، وتحرر في صفقة وفاء الأحرار مع شقيقه خالد الذي أبعد إلى قطاع غزة، وأعاد الاحتلال اعتقاله بعد خمس سنوات من الإفراج عنه.
مطالبات بالإفراج
وينظم أهالي الأسرى المعاد اعتقالهم من محرري صفقة "وفاء الأحرار" وقفات احتجاجية، للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم المعاد اعتقالهم بشكل تعسفي.
وطالب الأهالي الأمم المتحدة والجهة الراعية للصفقة بضرورة التدخل جديا للإفراج عنهم، وإنهاء اعتقالهم التعسفي المتواصل منذ ثمانية أعوام، ووضع حد للخرق الخطير للصفقة، والذي مثل انتهاكًا واضحًا وصارخًا بما يحمل من رسائل خطيرة على مصير أي صفقة تبادل قادمة.
ويقبع حاليا في سجون الاحتلال 49 أسيرا من محرري صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم، في ظل مطالبات متكررة بالإفراج عنهم، ومن ضمنها مطالب للوسيط المصري الذي رعى صفقة التبادل.
وتشترط المقاومة الفلسطينية الإفراج عن جميع محرري صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم، لإبرام أي صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع الاحتلال.