كشف القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة المحتلة الأسير المحرر خضر عدنان تفاصيل تعرضه للتعذيب خلال اعتقاله، قبل 22 عاما، لدى أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في سجن أريحا سيئ السمعة.
وتحت عنوان "لماذا غضبتم على الشيخ عكرمة صبيري؟" كتب الشيخ عدنان منشورا على صفحته في فيسبوك، يسرد فيه تفاصيل مؤلمة وقاسية أثناء تعرضه للتعذيب على يد أجهزة السلطة قبل 22 عاما، وعندما كان عمره 22 عاما أيضا، ويدرس في جامعة بيرزيت.
وكان خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ الدكتور عكرمة صبري طالب أجهزة سلطة رام الله الأمنية، بإطلاق سراح الطلاب بسجن أريحا سيء السمعة والصيت دون قيدٍ أوْ شرطٍ، واصفًا اعتداء أمن جامعة (النجاح) على الطلاب بغير الحضاريّ.
اقرأ المزيد.. #كلنا_عكرمة_صبري.. نشطاء يتضامنون مع خطيب الأقصى لاستهدافه من إعلام السلطة
وقال الشيخ عدنان "وضعوا كيساً على رأسي.. زجوني في المرحاض.. صفعوني على وجهي.. قيدوا يدي للخلف، وقيدوا القيد للأعلى بالشباك".
وأضاف "قيدوا إبهامي بقيد خاص بهما للخلف لم يره أحد لربما بسجون الاحتلال، وقيدوا القيد (الذي هو عبارة عن كلبشة من حلقتين يصل بينهما قضيب بطول ١٠سم تقريب) بقيد إلى الشباك للأعلى من الخلف لأكون مشبوحا للخلف بأصبعي."
وتابع سرد تفاصيل العذاب "فتحوا رجلي، وعدوا بلاط الزنزانة بينهما وضربوا قدمي اليمين وقدمي الشمال لمزيد الأذى.. قيدوني ساعات طويلة بالشباك، ونمت على بلاط الزنزانة طيلة الاعتقال".
وأشار إلى أن المحققين سألوه عن الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي وتوزيع صحيفة الاستقلال ومحمد فارس جرادات والشيخ عبد الحليم عز الدين".
واستطرد "كان فيه (السجن) أول إضراب عن الطعام وتحررت بحمده تعالى بعزة وكرامة، وتكلمت بشهادة مشفوعة بالقسم لمؤسسة الميزان نشرتها صحيفة الاستقلال في غزة".
ولفت إلى أن وقفة بيرزيت وشعبنا كانت مقدرة وكبيرة، وعلمت أن الحرية تنتزع ولا توهب، وأن السكوت عن الظلم ظلم لأنفسنا ومشاركة بظلم غيرنا.
وواصل حديثه "كَبُر من حقق معي، وكان اسمه فالح عرار وأصبح رئيس اللجنة الأمنية".
وقال عدنان "اعتقلت في سجون الاحتلال واضربت عن الطعام كما أضربت في أريحا، وتقدمت بنا السنون وتكررت الاعتقالات وتحولت لاعتداءات ومحاولات بلباس مدني".
وأضاف "تقدموا وطوروا وشيطنوا وحرضوا.. قتلوا نزار.. اليوم يريدون قتلنا بتوزيع الفرى وتحريض بيوت الشهداء والأسرى والجرحى، والمراقبة عن بعد، فكان ما كان في نابلس، وكان ما كان في جنين."
وكانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حذرت مؤخرا من المساس بالقيادي البارز فيها الشيخ خضر عدنان، مؤكّدة أنّها لن تتهاون مع أي محاولة اعتداء تستهدف الشيخ عدنان أو غيره من قيادات وكوادر الحركة في الضفة الغربية المحتلّة.
اقرأ المزيد.. الجهاد: لن نتهاون مع أي محاولة اعتداء على الشيخ خضر عدنان
وأعربت الحركة، في بيان صحفي عن استنكارها الشديد لحملة الإساءة والتهديدات التي يتعرض لها القيادي عدنان، قائلة إنّها تصدر "من قبل جهات مشبوهة خارجة عن الصف الوطني".
وأضافت "إنّ هذه الحملة التي تديرها جهات تتلقى توجيهاتها من مخابرات العدو الصهيوني، وهي حملة معلومة الأهداف تخدم الاحتلال الصهيوني، وتندرج في سياق محاولات ترهيب وملاحقة الأحرار بالضفة الغربية".
وتابع البيان "إنّنا نحذر من المساس بالشيخ المجاهد خضر عدنان، ونؤكّد أن التهديدات التي يتعرض لها الشيخ، تمسّ بحركة الجهاد الإسلامي".
يشار إلى أنّ الشيخ خضر عدنان تعرّض لمحاولة اغتيال فاشلة في شهر فبراير/شباط الماضي، بعدما أطلق مسلح النار عليه أثناء تقديمه واجب العزاء لذوي شهداء في نابلس، في حادثة لاقت إدانة واستنكارًا واسعين من قوى وفصائل وطنية وإسلامية وشعبية وهيئات ومنظمات حقوقية.
ويطلق على الشيخ خضر عدنان لقب "مفجّر معركة الأمعاء الخاوية" لخوضه إضرابا عن الطعام في سجون الاحتلال استمر 66 يوما عام 2012، وتمكن فيه من انتزاع قرار بالإفراج عنه. كما خاض إضرابين عن الطعام عام 2015 لمدة 52 يوما، وعام 2018 لمدة 59 يوما، احتجاجا على اعتقاله الإداري.