لم يتوقف العدوان (الإسرائيلي) على باطن أرض القدس وسطحها، بل زاده شراسة ليتغول على فضائها؛ في محاولة للسطو على تاريخها وتغييب أفقها، والاعتقاد زورا بإمكانية حجب شمسها الإسلامية والعربية، بوصف خبراء في الشأن المقدسي.
جديد الاحتلال هذه المرة يتمثل في السيطرة على فضاء المسجد الأقصى، وإنشاء قطارات هوائية، تسرّع من وتيرة الاستيطان وتكثف أعداد المستوطنين من جهة، ومن جهة ثانية إضفاء صبغة تهويدية على المنطقة.
الخبير في الشأن المقدسي فخري أبو دياب، كشف لـ"الرسالة نت" عن مشاريع تهويدية تقوم بها دولة الكيان، لتغيير المشهد بجوار المسجد الأقصى، يستهدف هذه المرّة فضاءه لحجب الأفق عنه.
وقال أبو دياب إنّ الاحتلال يعمل تحت المسجد وفي فضائه؛ لإضفاء صبغة تهويدية.
وبينّ أن الهدف من مشروع القطار الهوائي الذي يبدأ من الجزء الغربي للقدس وصولا إلى باب المغاربة فوق سلوان، والالتفاف شرقا نحو مقبرة بابي الرحمة والأسباط ثم جبل الزيتون؛ هو تكثيف أعداد المستوطنين وإغلاق أفق الأقصى بشكل كامل.
وأوضح أنّ القطار الهوائي ليس جديدا كمشروع استيطاني في القدس؛ لكن الجديد هو إقحامه في البلدة القديمة للمدينة وساحات المسجد الأقصى المبارك.
وأشار إلى أن الحكومة (الإسرائيلية) رصدت لبناء المرحلة الأولى 200 مليون شيكل، وتمتد المرحلة الأولى لمسافة تقارب 1400 متر هوائي في فضاء القدس.
وأما المرحلة الثانية فتنطلق من أمام ساحة البراق وتلتف حول سور المسجد الأقصى المبارك مروراً ببوابتي الرحمة والأسباط، ومنها إلى أعلى جبل الزيتون على مقربة من فندق الأقواس السبعة المطل مباشرة على المسجد الأقصى المبارك.
وأقيم هناك مركز للزوار الأجانب للمدينة قبل سنوات كخطوة استباقية للمشروع.
ولفت كذلك لمشروع الحدائق التوراتية والمسارات التلمودية لترويج روايات الاحتلال، ضمن استهدافه للذاكرة تجاه عروبة وإسلامية المدينة.
كما أشار أبو دياب لوجود قبور وهمية يعمل عليها الاحتلال لترويج أكاذيب وجود إرث يهودي بالمنطقة.
وتطرق أبو دياب لمشروع "كيدم"، حيث يضم مساحات توراتية يعمل عليها الاحتلال بما يسمى بـ"الحوض المقدس" ويبدأ من الشيخ جراح وصولا لسلوان لتغيير هوية المنطقة بشكل عام وصبغتها بصبغة يهودية وإبعاد الطراز المعماري والشكل العربي عن المدينة.
** مشروع تهويدي!
من جهته بيّن الخبير في الشؤون المقدسية جمال عمرو أن مشروع "القطار الهوائي" هو امتداد لمشاريع الاستيطان والتهويد التي بدأت منذ 20 عامًا، في القدس القديمة وبلدة سلوان جنوب الأقصى وصولاً إلى جبل الزيتون.
وقال عمرو لـ"الرسالة نت" إنّ ذلك كله يأتي ضمن المخططات المعروفة باسم "الحوض المقدس" و"قيديم يورشلايم".
وبينّ أنّ المجموعات السياحية التي سوف تستقل القطار الهوائي، سيرافقهم أدلاء سياحة (إسرائيليون) يعملون وفق منهج تهويد الأماكن".
وأضاف عمرو: "سيكون الدليل السياحي وفق التسميات التلمودية المحرفة، والجزء الكبير منهم سيكونون من المستوطنين المتزمتين والجنود (الإسرائيليين)".
وأوضح أن (إسرائيل) لديها المئات من المخططات المدروسة والمجهزة تحت ذريعة "خدمة الجمهور" من سنوات طويلة، لكنها انتظرت الوقت المناسب للبدء بإنجازها على أرض الواقع.