قائمة الموقع

لابيد وخطاب الهزيمة

2022-07-03T14:30:00+03:00
فادي رمضان

جاء خطاب رئيس حكومة تصريف الأعمال الصهيوني المؤقت لابيد يوم السبت الموافق 2 يوليو باهتا، لا يحمل بطياته أي جديد، سوى أنه عطل مصالح من انتظره من الجمهور الصهيوني متوقعا منه حلول سحرية للمشاكل التي تعصف بالمجتمع الصهيوني، بكلمات فيها التهديد والوعيد ليست بجديدة سوى الشخص الذي تحدث بها، استمعنا لها من لسان سلفه مهددا محور المقاومة-كل من يسعى لمهاجمتنا أنصحه ألا يجربنا- ويبدو أنه نسي أنه جاء لتغطية فراغ للإعداد لانتخابات جديدة بعد فشل حكومته المشكلة في 13 يونيو من العام الماضي بتحالفه مع نفتالي بينت والتي لم تستمر سوى العام، بعد أربع جولات من إعادة انتخابات الكنيست، وقد أصبحنا على أعتاب الخامسة بمدة لا تتجاوز الأربع سنوات، ونسي أنه لا يملك من أمره شيء سوى أن يلمع نفسه وحزبه للانتخابات المقبلة.
وبينما كان يتجهز لخطاب الوعيد كانت تتوارد إليه أنباء عن اعتراض 3 طائرات مسيّرة اقتربت من "المياه الاقتصادية الإسرائيلية"، نحو حقل الغاز "كاريش"، فيما أعلن حزب الله اللبناني الذي شمله تهديد لابيد في خطابه عن إطلاق هذه المسيرات لغرض الاستطلاع وأنها نفذت مهمتها بنجاح، في أول تحد لحكومة تصريف الاعمال، فهل نجح تهديده؟ وهل نفذ وعيده؟
وهذا يعود بنا الى الخلف قليلا حين كان النتنياهو يهدد غزة من الغلاف (جنوب الكيان الصهيوني) بينما تنهي كلمته صواريخ المقاومة الفلسطينية، وتفض تجمعاته الانتخابية، وكانت مشاهد هروبه الى أحد الملاجئ تبث مباشرة على الفضائيات، في استصغار واضح لهذا المحتل من قبل المقاومة ولقدراتها التي لا تستطيع منع إطلاق الصواريخ في أكبر لحظة استنفار أمني للاحتلال لحماية رئيس الوزراء.
ما أريد أن أوضحه أن لابيد أخذته العزة بالنصر -وهذا واضح في خطابه وتهديده لإيران-بنجاحه في تحقيق اغتيال عدد من العلماء الإيرانيين (حيث أنه كان مسؤول الملف الإيراني في حكومة نفتالي)، محاولا التدليس وخداع المجتمع الصهيوني وحلفاؤه في المنطقة بقوة الكيان، معتقدا بأنه بهذه السياسة قادرا على منع إيران من امتلاك القنبلة النووية، متجاهلا أن إيران أصبحت قاب قوسين أو أدني من تحقيق حلمها في امتلاك القنبلة النووية، ونسي أن الاغتيالات لن تعيق العمل المقاوم ولن تثني الشعوب والدول عن تحقيق أهدافها.
 فعلى مدار عمر الاحتلال من انتهاجه لهذه السياسة في الأراضي الفلسطينية ضد المقاومة بشقيها السياسي والعسكري، لم يستطيع اطفاء جذوة المقاومة، بل استمرت وتطورت إلى أن أصبحت قوة لا يمكن الاستهانة بها، مشكلة خطرا حقيقيا على الكيان ووجوده في المنطقة.
ولهذا فإنني أدعوا لابيد للاهتمام بتجهيز أوراقه الداخلية، والاستعداد لجولات من الانتخابات الفاشلة، بدلا من الخطابات والتهديدات التي لا تؤتي أكلها، والهادفة لإخفاء الأزمات الداخلية للكيان أبرزها عدم قدرته على تشكيل حكومة مستقرة قادرة للاستمرار لأربع سنوات كامله، وأؤكد أن هذه الأفعال لن تجدي نفعا في المرحلة المقبلة مع حقيقة أن هذا الكيان قد اقترب من نهايته.

اخبار ذات صلة