الخليل – الرسالة نت
يعيش الفلسطينيون في مدينة الخليل بالضفة الغربية في ظل تهديد دائم بالطرد من منازلهم على يد المستوطنين اليهود وبمصادرة أراضيهم.
ووصل جميل حوشية الذي يملك مع عائلته نحو 1500 دونم (370 فدانا) قرب الخليل الى أرضه الشهر الماضي ليجد مستوطنين يهودا يعملون في حقله. وقال انهم هددوه بضربه بالرصاص حين واجههم. ويقول حوشية انه شكا للشرطة الاسرائيلية دون جدوى. فمنذ ذلك الوقت وهو يأتي الى حقله يوميا ليجد ان المستوطنين يعملون به. ويضيف حوشية ان الجيش الاسرائيلي وصل الى المنطقة في وقت لاحق ليعلنها منطقة عسكرية مغلقة وأمر أصحاب الأرض بالابتعاد.
وتكرر المشهد يوم الجمعة الماضي كالمعتاد حيث كان الجيش الاسرائيلي يتفرج على المستوطنين اليهود الذين يزعمون امتلاكهم لأرض حوشية وهم يرقصون ويغنون. ووجد الفلسطينيون الذين غلبهم احساس بالعجز في مواجهة الجيش الاسرائيلي والمستوطنين اليهود ضالتهم في اداء الصلاة في الأرض.
وقال جميل حوشية لتلفزيون رويترز ’احنا (نحن) من مدة شهر أجا (جاء) المستوطن يشتغل هنا. قدمت شكوى للشرطة الاسرائليية. الشرطة الاسرائيلية وعدتني تيجي (تأتي). حتى الآن متواطئة مع المستوطنين. المستوطنين اللي بيدعمهم الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية تبعثهم (ترسلهم) أمريكا واوروبا يعيشوا في فلسطين هان (هنا). بيطردوا العرب من منازلهم’.
وأوضح حوشية ان الأرض التي ورثها عن أجداده توفر سبل العيش لعشرين أسرة بينها أسرته. وكان يعيش ثلاثة الاف شخص على الأرض الزراعية لكن المستوطنين اليهود طردوا بمساعدة وحماية الجيش كل من كانوا عليها.
ويخشى فلسطيني آخر يدعى يامين عليان ويملك خمسة الاف دونم (نحو 1250 فدانا) صودرت مساحة كبيرة منها بالفعل لصالح مستوطنة يهودية قريبة. وأصبحت أرض عليان قاحلة وتعاني من الجفاف بعد ان كانت مثمرة وأصبح هو شخصيا يخشى من مصادرتها كلها لضمها للمستوطنة اليهودية القريبة منها. ولذلك قرر عليان بجزء من أرضه كماقبر عامة.
وأضاف عليان لتلفزيون رويترز ’أنا قاعد هان أنا وشباب إثنين من عندنا تبعين (من) اللجنة (المجلس المحلي) وقاعدين بنفكر يعني شو (ما هي) الحلول في ها (هذه) الأرض؟. الأرض عندنا مدمرة... يعني ماكلين هواء (لا تنتج شيئا) ومهددة بالمصادرة. حوالى خمسة آلاف دونم (نحو 1250 فدانا) عندنا مهددة بالمصادرة. قلتلهم يا ناس شو رأيكم أنا في عندي...اتبرع بقطعة أرض هايا هنا لمقبرة. قالوا ليش (لماذا)؟ متأكد إنت؟ قلتلهم أنا جاهز عندي ثلاث دونمات..ثلاث دونمات ونصف تقريباً (فدان تقريبا) وقلت هدول (هذه) لوجه الله تعالى وثاني شيء بأحمي أرضي وأرض فلسطين كاملة.’ ويأمل عليان أن يحفظ الموتى الأرض وسبل حياة الأحياء بعد أن فشلت كل المحاولات الأخرى مثل زراعة الأشجار في حفظها. وفكرته جديدة وقد يتبعه فيها الكثير من ملاك الأراضي الفلسطينيين الآخرين. ويتمنى عليان أن يتسنى له شخصيا أن يوارى الثرى في تلك الأرض.
نقلا عن وكالة رويترز