عمان – الرسالة نت
اعتاد المرء منذ نشأة أجهزة الحاسوب على استخدام الفأرة (الماوس) كوسيلة تخاطب مناسبة مع جهازه. ومع استمرار تقدم أجهزة الحاسوب لتصبح سهلة الاستخدام والتنقل، لم تحدث على الماوس سوى تعديلات بسيطة أسهمت في أن يبقى الخيار الأول للمستخدمين.
ولكن يبدو أن المرحلة الجديدة ستشهد ثورة في تسهيل وتسريع طرق التواصل بين المستخدم وحاسوبه. علما بأن الميل نحو الحصول على أكبر قدر من الخدمات التي يقدمها جهاز الحاسوب وفي أقل وقت ممكن، قد يؤدي إلى أن يصبح الماوس وربما حتى لوحة المفاتيح مجرد أدوات من حقبة انتهت.
وهذه أبرز طرق التواصل بين المستخدم وحاسوبه، والتي ستحل محل استخدام الماوس التقليدي:
- التواصل العقلي: قد يندهش الفرد عندما يعلم بأن التوصل لطريقة تجانس بين العقل البشري والآلة هو أقرب مما يتصور، إذ لا على المرء إلا التفكير بالأمر، ليقوم جهاز الحاسوب بتنفيذه. لكن قبل أن يصبح التواصل العقلي مع الحاسوب من الطرق الشائعة وسريعة التنفيذ، يجب أن نعلم أولا بأن هناك بعض العوائق التي يجب تجاوزها.
وتقوم هذه الطريقة من التواصل على ترجمة المحفزات الكهربائية للخلايا العصبية إلى أوامر تنفذ من قبل الآلة المستقبلة للأوامر، سواء أكانت جهاز حاسوب أو غيره. والهدف من استخدام هذه الطريقة هو مساعدة المرضى وأصحاب الاعتلالات الذين لا يمكنهم تحريك أجسادهم على استخدام الوسائل التكنولوجية التي من شأنها تسهيل الكثير من أمورهم الحياتية.
يذكر بأن طريقة التواصل العقلي قد مكنت العديد من المرضى، الذين لا يمكنهم الحركة إطلاقا، على تحريك مؤشر الماوس على شاشات حواسيبهم. لكن استلام إشارة قوية وواضحة من المخ، كان إحدى أهم العقبات التي اعترضت هذه الطريقة من التواصل. حيث إن استلام تلك الإشارة يتطلب زراعة أقطاب كهربائية تميل لإصابة الأنسجة بالجروح والالتهابات.
وفي أحد العروض التجارية، الذي أقيم مطلع العام الحالي في ألمانيا، قدمت شركة جوجير التكنولوجية آلة من تصميمها، وعرفتها بأنها أول آلة تقوم بالكتابة عن طريق التخاطب العقلي. حيث تظهر لوحة مفاتيح كاملة على الشاشة أمام المستخدم، الذي يقوم بتركيز ذهنه على أحد حروف لوحة المفاتيح، وبمجرد ما تلتقط الآلة إشارات مخ المستخدم، فإن الحرف يضيء ويكتب على الشاشة.
- التواصل البصري: بما أن المستخدم عادة يحدق بأزرار لوحة المفاتيح التي يريد استخدامها، فلماذا لا يتم العمل على تقوية قدرته على التحديق؟ علما بأن تتبع حدقة العين يحتاج لكاميرا بتقنيات عالية، بالإضافة إلى مصدر خفي لضوء الأشعة تحت الحمراء للتعرف بدقة على مكان تحديق عين المستخدم.
وحتى الآن أثبتت تقنية تتبع حركة العين فعاليتها على المستويين البحثي والدعائي، لكن فيما يتعلق بالاستخدامات اليومية، فإن هذه التقنية، ورغم أنها تخدم عددا من المعوقين، إلا أنها ما تزال حتى الآن باهظة الثمن.
وكمحاولة لنشر استخدام تقنية التواصل البصري، تم تصنيع نوعية خاصة من البرمجيات، تسمح للمستخدم بوضع يديه على لوحة المفاتيح وبصره على الشاشة، وعندما يريد أمرا معينا، فإنه يركز عليه في شاشة الحاسوب، وبمجرد أن يومض هذا الأمر، فإن المستخدم ينقر أحد أزرار لوحة المفاتيح كإشارة لصحة الومضة والانتقال إلى المرحلة التالية.
- التواصل الصوتي: بدلا من التواصل مع أجهزة الحاسوب من خلال استخدام الماوس ولوحة المفاتيح، لم لا يقوم الفرد بإعطاء أوامره صوتيا للجهاز؟ عملية الاستفادة من صوت المستخدم لطلب الأمر الذي يريده من الحاسوب، معروفة منذ زمن ويوجد العديد من البرمجيات التي تدعم هذا الأمر. حيث أثبتت الدراسات بأن سرعة المرء بالحديث تفوق بثلاث مرات سرعته بالقراءة.
وتعد برمجيات Dragon من أهم البرمجيات في هذا المجال، والتي تخدم المعوقين، الذين ليس بمقدورهم استخدام لوحة المفاتيح والماوس. فعلى سبيل المثال، أصبح بمقدور مستخدمي برنامج "مايكروسوفت وورد" إلقاء أوامرهم صوتيا؛ مثل (نقطة)، (فقرة جديدة) وغير ذلك من الأوامر.
وفي حال قام المستخدم بذكر (بحث على الإنترنت)، فإن هذا يؤدي إلى تشغيل متصفح الإنترنت وتجهيزه للبحث المطلوب.