وصل وفد قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى الجزائر، الأحد، برئاسة رئيس الحركة إسماعيل هنية، بعد دعوة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
وجاءت الدعوة لحركة "حماس"، للمشاركة في الاحتفالات بذكرى انتصار الثورة الجزائرية 60، واسترجاع السيادة الوطنية، حيث يضم الوفد بجانب هنية، خليل الحية رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة، وسامي أبو زهري عضو مكتب العلاقات، ومحمد عثمان ممثل الحركة في الجزائر.
ووفق مختصون، فإن دعوة حركة "حماس" تأتي في إطار الدعم المستمر من قيادة الجزائر للمقاومة الفلسطينية، والانفتاح الدبلوماسي للحركة على الإقليم والدول العربية.
انفتاح دبلوماسي
أكد المختص في الشأن السياسي، الدكتور تيسير محيسن، أن الدعوة وجهت إلى قيادة حركة "حماس" من أعلى رأس في الهرم، "وهو ما يمثل أهمية الحركة على الصعيد الإقليمي والعربي".
وقال محيسن في حديث لـ "الرسالة نت" إن "زيارة وفد حركة حماس يأتي من منطلقين، الأول أن قيادة الحركة تعمل على حراك سياسي ودبلوماسي واسع على مستوى الإقليم بما يهدف بمناصرة الشعب الفلسطيني في كفاحه ضد الاحتلال (الإسرائيلي)".
في حين يتمثل المنطلق الثاني، في تصدير موقف المقاومة الفلسطينية الذي تتبناه حركة "حماس"، وكذلك قطع الطريق أمام التطبيع مع الاحتلال وحالات الانهزام في مثل هذه الاتفاقيات.
وأضاف: "يجب على الحركة الاستمرار في توسيع علاقاتها الدبلوماسية مع الدول التي تقف بجانب الفلسطينيين".
ولفت إلى أن الجزائر تدرك أكثر من غيرها، حاجة الاسناد للشعب الفلسطيني، "وخصوصا أن الجزائر عانت على مدار سنوات طويلة من الاحتلال وقدمت الشهداء في سبيل التحرر".
وشدد محيسن على أهمية الزيارة وخصوصا بعد زيارة دولة عربية أخرى وهي لبنان، بما يمثل التحرك الجيد للحركة في الوطن العربي، رغم عمليات التطبيع التي تعمل (إسرائيل) على توسيعها.
استقبال للمقاومة
وقال الكاتب والمختص في الشأن السياسي، مصطفى الصواف: "ليس غريبا على دولة المليون شهيد أن تستقبل وفد مقاوم للمحتل وهي تعلم معنى المقاومة ومكانتها وأهميتها".
وأكد الصواف في حديث لـ "الرسالة نت" أن استقبال الرئيس الجزائري، لوفد حماس برئاسة اسماعيل هنية هو استقبال للمقاومة التي تؤمن بها الجزائر.
وأشاد بالموقف الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية باستمرار، "مواقف وطنية لدولة الجزائر وهي تؤمن بها بأنها الطريق الوحيد للوصول إلى الهدف ولذلك كان هذا الاستقبال الحار لهنية واخوانه من الحركة".
وبيّن أن حركة حماس تلقى تقديرا عربيا واسعا، "الحركة قطعت أشواطا كبيرة خلال السنوات الأخيرة في علاقاتها الاستراتيجية مع الكثير من الدول".
وفي بيان لها، عبرت الحركة عن تقديرها الكبير لهذه الدعوة الكريمة من الرئيس الجزائري، التي حرص من خلالها على مشاركة الشعب الفلسطيني ومقاومته في الاحتفالات الوطنية بذكرى الاستقلال.
ودعت الحركة "أن تبقى الجزائر داعمةً على الدوام للشعب الفلسطيني، ورافضةً لكل أشكال التعاون والتطبيع مع الاحتلال".