في ذكراها الثامنة

العصف المأكول.. رعب خلف الخطوط

الرسالة نت - غزة

"لقد آثرنا مواجهة وقتل العسكريين وجنود نخبة العدو على مهاجمة المدنيين في قرى الغلاف، في الوقت الذي يلغ العدو المجرم في دماء المدنيين ويرتكب المجازر ويمسح أحياء بكاملها ويهدمها فوق رؤوس أهلها"، كان هذا تصريح قائد هيئة الأركان في كتائب القسام أبو خالد الضيف بعد يوم واحد من تنفيذ نخبة القسام عملية الإنزال خلف خطوط العدو في موقع ناحل عوز شرق حي الشجاعية خلال معركة العصف المأكول.

وضّح الضيف استراتيجية القسام في مواجهة الاحتلال القائمة على قتل العسكريين وجنود نخبة العدو، وكيف ترجمته الكتائب عمليا على أرض الواقع في العديد من عمليات الإنزال خلف الخطوط واستهداف القواعد والتجمعات العسكرية.

تمر اليوم الذكرى الثامنة لمعركة "العصف المأكول" التي شكلت نقلة نوعية في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، والتي مُني فيها الاحتلال بهزيمة نكراء وذُل يرافق جيشه إلى الآن.

وأظهرت كتائب القسام خلال معركة العصف المأكول تفوقًا نوعيًا في العمليات البرية ضد جيش الاحتلال، وأبدى عناصر نخبة القسام كفاءة عالية في القتال ضد نخبة الاحتلال والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوفه خلال الاشتباك المباشر في المناطق التي حاول الاحتلال التوغل فيها، إضافة إلى تنفيذها خمس عمليات إنزال خلف خطوط العدو في مواقعه العسكرية وقتل جنوده من مسافة صفر، وتكللت جميعها بنجاح باهر.

ورعت كتائب القسام هذه العمليات وأدارتها لحظة بلحظة خلال سير المعركة، ما شكل للاحتلال وجنوده حالة من الصدمة من تطور المقاومة ومزجها بالأساليب المختلفة من ضرب الصواريخ وعمليات الإنزال والهجوم البشري الخاطف.

عملية زيكيم

وبعد أقل من 24 ساعة من بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة وردا على استهداف وقتل الاحتلال لأبناء شعبنا، نفذت كتائب القسام في الثامن من يوليو عام 2014م عملية إنزال خلف خطوط العدو في قاعدة زيكيم العسكري على شاطئ مدينة عسقلان، حيث تمكن المنفذون من عبور البحر سباحة والغوص لعدة كيلومترات قبل اقتحام القاعدة، وقتلوا خلال العملية عددا من جنود الاحتلال، وفجروا دبابة من نوع "ميركافاه".

وبعد ساعات أعلن الاحتلال أنه تمكن من إفشال العملية وقتل المنفذين لحظة وصولهم للشاطئ، إلا أن فيديو مسربا صورته كاميرات الاحتلال نسف روايته بفشل العملية، وأظهر محطات من سير العملية وبسالة المنفذين وشجاعتهم منقطعة النظير، كما أظهر الفيديو لحظات استشهاد المنفذين في طريق عودتهم بعد أن أجهزوا على من داخل القاعدة من جنود.

وجاءت عملية زيكيم التي نفذها أفراد وحدة الكوماندوز البحري التابعة لكتائب القسام استكمالا للجهود المبذولة في تنوع قدرة وأساليب المقاومة في مواجهة الاحتلال.

عملية موقع "صوفا"

وبعدها بأقل من 10 أيام نفذت مجموعة من وحدة النخبة القسامية في السابع عشر من يوليو عام 2014م عملية إنزال خلف خطوط العدو في موقع صوفا العسكري شرق رفح، عبر أحد الأنفاق الاستراتيجية، مهمة استطلاع بالقوة كان هدفها رصد المكان ومعرفة أماكن تمركز العدو وآلياته بدقة من أقرب نقطة، ودمروا خلال هذه المهمة منظومة الاستخبارات داخل الموقع.

وبعد انسحاب المنفذين من مكان العملية، استدرجوا قوات الاحتلال إلى عين النفق الذي خرج منه المنفذون من خلال تجهيز مسبق بثلاث عبواتٍ برميليةٍ ضخمة تمكنوا من تفجيرها في آليات وجنود العدو، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود.

اقتحام موقع "أبو مطيبق"

توالت مفاجآت القسام، وبعد عملية موقع صوفا بيومين فقط، نفذت نخبة القسام في التاسع عشر من يوليو عملية إنزال خلف خطوط العدو عبر نفق أعد مسبقاً، يصل إلى منطقة "الأحراش" خلف موقع أبو مطيبق العسكري شرق المحافظة الوسطى.

كمن المجاهدون داخل الموقع لأكثر من 6 ساعات في ترقبٍ لفريستهم المنتظرة، إلى أن وصلت دورية عسكرية مكونة من أربعة جيبات، وعلى الفور هاجم المجاهدون الدورية من نقطة صفر وقتلوا 8 جنود، وغنموا قطعتي سلاح من نوع M16، فيما استشهد المجاهد أحمد سعدة خلال هذه العملية.

وفي مشهد خلّده التاريخ وصورته كاميرات المراقبة، تمكن المنفذون من الانسحاب من مكان العملية من فوق الأرض سيرا على الأقدام في صورة جديدة لعجز الاحتلال وفشله المتواصل أمام مجاهدي القسام.

"موقع 16" العسكري

وفي الحادي والعشرين من يوليو عام 2014م، نفذت كتائب القسام رابع عمليات الإنزال المخطط لها مسبقا، حيث نفذت إحدى مجموعات النخبة عملية إنزال في موقع 16 العسكري شرق بيت حانون.

تمركز المجاهدون داخل الموقع في انتظار تنفيذ مهمتهم حتى وصل جيبان عسكريان، فاستهدفوا الجيب الأول بالقذائف، ما أدى إلى تفحمه وقتل من بداخله، وعندها توقف الجيب الثاني هاجمه المجاهدون من مسافة صفر وقتلوا من بداخله، واعترف الاحتلال بمقتل 5 جنود بينهم قائد كتيبة، وإصابة عدد آخرين.

وخلال انسحاب منفذي العملية من داخل الموقع، استهدفتهم طائرات الاحتلال فنجى اثنان من المجاهدين، فيما استشهد باقي المنفذين.

عملية "ناحل عوز"

وبعدها بأسبوع، نفذت كتائب القسام في الثامن والعشرين من يوليو عام 2014م عملية إنزال خلف خطوط العدو في موقع ناحل عوز العسكري شرق غزة، دمرت فيها ما تبقى من هيبة مزعومة لجيش الاحتلال حين وثقت الكتائب استجداء الجنود لمن ينقذهم من بطش القسام.

هاجم المجاهدون الجنود داخل الموقع من نقطة صفر، وقتلوا 10 جنود، وحاولوا أسر أحد الجنود، إلا أن ظروف الميدان لم تسمح بذلك فقتلوه قبل أن ينسحبوا من المكان بسلام، واغتنموا في هذه العملية قطعة سلاح من نوع "تافور".

جاءت هذه العمليات تتويجاً لجهود متراكمة، وعمل دؤوب على مدار سنوات من الإعداد والتجهيز، ليكتمل بذلك فصل جديد من فصول المقاومة بترسيخ المعادلات، وفرض وقائع تجعل الاحتلال يحسب ألف حساب لأي خطوة يخطوها تجاه غزة ومقاومتها.

البث المباشر