في كل عام تتكرر مشاهد عشوائية لذبح الأضاحي في قطاع غزة، لا تخلو منها حدوث إصابات في صفوف المواطنين بفعل هروب المواشي، أو حتى تلك المشاهد التي تصاحب طريقة ذبحها والتعامل معها أثناء نقلها لمنطقة الذبح؟!
هذه المشاهد أثارت ردود فعل متباينة لدى المواطنين، حول ضرورة تقييد ذبح المواشي في المنازل واقتصارها على الخراف فقط كونه يسهل التعامل معها، وترك بقية المواشي الأخرى تحديدا تلك التي يمكن أن تسبب أذى أثناء تفلتها وهروبها، لتذبح في مسالخ البلديات.
م. ياسر حسونة عضو لجنة التأصيل الفقهي بوزارة الحكم المحلي، أكدّ أنه تم رفع الأمر طرف الوزارة للجنة التأصيل الفقهي للعمل المؤسسي؛ للحصول على فتوى شرعية تتناسب دينيا مع المصلحة العامة.
وقال حسونة لـ"الرسالة نت" إنّه وبناء على هذه الفتوى سيكون للوزارة إجراءات تعقبها، بما يحافظ على المصلحة العامة، ويضبط إيقاع هذه العملية.
ضباط الإيقاع؟!
محاولات ضبط الإيقاع تنبه لها اتحاد مجالس بلديات غزة مبكرا، لكنه كانت محدودة وقيد التجربة لهذه اللحظة، في طور عملية تطويرها وتعزيزها خلال العام القادم، بحسب منسق الاتحاد حسني مهنا.
وقال مهنا لـ"الرسالة نت" إن بلدية غزة مثالا، خصصّت 4 نقطة للذبح في مدينة غزة، سبقها شروط تضمن معاييرا لسلامة والأمن سواء على صعيد تهيئة المكان أو توفر الأدوات والمعدات والتأكد من سلامتها.
وأوضح مهنا أن من بين هذه الشروط وجود طبيب بيطري يتأكد خلو الذبيحة من الأمراض قبل وبعد عملية الذبح.
وذكر أنّ هذه النقاط ساهمت في تخفيف حدة عملية الذبح العشوائي في الشوارع والمناطق بالمدينة، والحدّ من المكاره ومشاهد الدماء والجلود والروائح أيضا.
إلى جانب ذلك كثفّت طواقم البلدية من جوالاتها في مراقبة عمليات الذبح العشوائي خارج هذه النقاط، ووجهت اخطارات لبعض الأشخاص، القائمين على عملية الذبح، بحسب قوله.
وأشار إلى أن الوزارة بصدد اتخاذ إجراءات لتوسيع نقاط عملية الذبح بالمدينة، وتعميم التجربة والاستفادة من تخصيص مناطق محددة تحول دون عشوائية عملية الذبح.
وأكدّ مهنا أن "عملية الذبح في مسالخ البلدية من حيث التكلفة هي توازي إن لم تكن أقل من ثمنها في عملية الذبح العشوائي، علاوة عن السرع والدقة والنظافة الأعلى هناك".
وشددّ على أنّ البلدية ترصد الملاحظات جميعها وهي بصدد تنفيذ خطة متكاملة العام القادم، تحدّ فيها بالحد الأقصى عمليات الذبح العشوائي في المدينة.
وكانت وزارة الزراعة تحدثت عن توفر قرابة 17 ألف رأس عجل، و22 ألف رأس من الأغنام في قطاع غزة، وهي تكفي لاحتياج المواطنين.