بدأت بريطانيا تدريب دفعة أولى من الجنود الأوكرانيين الجدد على أراضيها في إطار مساعداتها لكييف في مواجهة الحرب الروسية، وفي حين تستمر المعارك شرقي أوكرانيا يخشى مسؤولون غربيون من أزمة متصاعدة في الطاقة إذا عمدت موسكو إلى قطع إمدادات الغاز عن أوروبا كليا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن مئات من الجنود الأوكرانيين يتلقون تدريبات في معسكرات عدة في بريطانيا ضمن المرحلة الأولى من برنامج يهدف إلى تدريب نحو 10 آلاف جندي.
ويعد هذا البرنامج جزءا من مساعدات واسعة قدمتها بريطانيا لأوكرانيا بقيمة 2.3 مليار جنيه إسترليني (2.8 مليار دولار)، وتشمل أسلحة مضادة للدبابات وأنظمة صواريخ ومعدات أخرى.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس -خلال زيارته لأحد معسكرات تدريب الجنود الأوكرانيين السبت الماضي- "باستخدام الخبرة العالمية للجيش البريطاني سنساعد أوكرانيا على إعادة بناء قواتها وزيادة مقاومتها".
قصف في دونيتسك
ميدانيا، وفي مقاطعة دونيتسك التي تسعى روسيا والانفصاليون الموالون لها للسيطرة على كل أراضيها، قالت هيئة الطوارئ الأوكرانية إن 15 مدنيا قتلوا جراء قصف صاروخي روسي استهدف مبنى سكنيا في بلدة تشاسوف يار في المقاطعة.
وخلف القصف الصاروخي الروسي الليلي أكثر من 20 جريحا، وما زال 24 شخصا تحت الأنقاض، بينهم طفل.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في وقت سابق- إن ما وصفه بالأعمال الإرهابية الروسية، مثل القصف الصاروخي المستمر على المدن والقرى الأوكرانية المختلفة، لا يمكن أن يتوقف إلا بأسلحة حديثة عالية الدقة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت أمس الأول السبت إن قواتها هاجمت تشاسوف يار، وتصر روسيا على أن هجماتها لا تستهدف المدنيين، وأوضحت الوزارة أمس الأحد أنها دمرت مدافع أميركية من طراز "هاوتزر" في منطقة تشاسوف يار، كما أعلنت الوزارة مقتل أكثر من 100 مسلح أوكراني، بما في ذلك أفراد من كتيبة "تورنادو" القومية الأوكرانية.
حرب الغاز
من ناحية أخرى، لا يزال هاجس قطع إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا من بين القضايا الملحة لدى المسؤولين الغربيين. ودعا وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير إلى الاستعداد مسبقا لقطع كلي لإمدادات الغاز الروسي عن بلاده.
وقال لومير -خلال اجتماعات اقتصادية في إيكس آن بروفانس الفرنسية أمس الأحد- إن القطع الكلي لإمدادات الغاز الروسي هو الخيار الأكثر احتمالا الآن، وإن هذا يستوجب الإسراع في تحقيق استقلالية الطاقة لفرنسا.
وأضاف أن فرنسا مستقلة للغاية، ولا تحبذ الاعتماد على الآخرين، وأوضح أنه يتعين على بلاده الاستعداد لمعركة التنظيم والتقنين والتقشف وخفض الاستهلاك، وعليها اتخاذ قرارات بهذا الشأن.
وأكد أن هناك أزمة طاقة قد تجر تبعات كبيرة للغاية على الحياة اليومية للفرنسيين وعلى فرص العمل وأداء الشركات والصناعات الفرنسية.
من جهة أخرى، عبرت وزارة الطاقة الأوكرانية أمس الأحد عن أسفها لقرار كندا تسليم توربين لألمانيا لتشغيل خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 1″، وذلك رغم العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، وقالت الوزارة إن تسليم التوربين "تعديل لنظام العقوبات وفق أهواء موسكو".
وكان التوربين يخضع للصيانة في منشأة بالقرب من مونتريال في كندا تعود لشركة "سيمنز" الألمانية.
من جهتها، قالت الحكومة الكندية إن هذه الخطوة ستدعم "قدرة أوروبا على الحصول على طاقة مأمونة وبأسعار معقولة مع استمرارها في الاستغناء عن استخدام النفط والغاز الروسيين".
والشهر الماضي، بررت شركة "غازبروم" الروسية خفض إمدادات الغاز الطبيعي إلى ألمانيا -التي تُعاني من أزمة متصاعدة في الطاقة- بحاجتها إلى التوربين.
الجزيرة نت