"المعادن الثمينة".. قطعٌ تلمع على يد سلسبيل حسونة

سلسبيل حسونة
سلسبيل حسونة

الرسالة نت- عمر عويضة

داخل غرفةٍ تتوسطها طاولة خشبية، دأبت الغزيّة سلسبيل حسونة (٢٣) عامًا، بتشكيل معادن ثمينة لساعاتٍ طوال؛ بغية تحقيق ما ترنو إليه من سد حاجاتها وتلبية شغفها.

وجدت سلسبيل في صياغة المعادن فرصة لكسب المال من أجل دفع رسوم استخراج شهادتها الجامعية عدا عن كونها تكميلية لمهنة عائلتها، التي تعمل في فن التطريز الذي يعد من الفنون الشعبية الفلسطينية المتوارثة عبر الأجيال، وتطورت مع مرور الزمن إلى حرفة؛ لتصبح مورد رزق للكثير من الفلسطينيين.

كان هذا ما دفعها للالتحاق بدورة صياغة المعادن الثمينة التي ينفذها الاتحاد العام للصناعات.

بمنشارٍ ومبارد وأدواتٍ أخرى بسيطة، تتألق حسونة في تحويل المعادن الخام إلى إكسسوارات وقطع فنية لتشارك بها في المعارض الفنية المحلية التي كان لها الفضل بتحفيزها، وبالغ الأثر في تطوير قدراتها، ومنحها فرصةً لإظهار موهبتها للمجتمع من حولها.

وفي حديثها "للرسالة نت عن آلية صياغتها للمعادن تقول سلسبيل": "أبدأ صياغة المعادن أولاً بتحضير التصميم اللازم ولصقه على قطعة النحاس ثم أستخدم المقدح الثابت للثقب والتفريغ وبعدها أثبت النسلة "سلاح المنشار" اليدوي".

تكمل حسونة وفي يدها قطعة نحاسية تعمل على تشكيلها: "أبدأ بالتفريغ والنشر بالمنشار وأبرد القطعة باستخدام ورق برداخ ومبارد لجعلها أكثر تناسقا ونعومة وبعدها ألمع القطعة باستخدام "ماتور البولش" للتنعيم والتلميع.

وأخيرا، تضيف حسونة، أطلي القطعة وأركب "السناسل" لتكون جاهزة للزبون.

واجهت حسونة صعوبات عدة خلال شق طريقها نحو تعلم فن صياغة المعادن، فهذه المهنة تحتكرها العائلات المتخصصة في صناعة الذهب، كما أن بعض الأدوات غير متوفرة بسبب الحصار الذي يعاني منه القطاع.

أهل سلسبيل كانوا خير سندٍ لها في صقل موهبتها، من خلال دعمها معنوياً ومادياً، ما أدى إلى استمرارها في هذا الفن.

وتوجه حسونة رسالة للخريجين في ظل الوضع الاقتصادي الذي نعانيه قائلة: بعد انتهائكم من المرحلة الجامعية لا تقفوا مكتوفي الأيدي وتنتظروا الفرص لتأتيكم، أنتم ابحثوا عنها واستمروا في تطوير مواهبكم وحرفكم".

وتهدف لأن يكون مشروعها الذي أطلقت عليه اسم "جولدن سلسبيلا" "براند" عالمياً ولتحقيق ذلك أنشأت متجرًا إلكترونيًا على منصتي الإنستجرام والفيسبوك؛ لترويج ما تتقنه من أشكالٍ فنية وتسوّق ما تبدعه أناملها.

البث المباشر