يأتي عيد الأضحى لهذا العام حاله حال الأعوام السابقة وقد انتزعت الفرح من مئات وآلاف المنازل الفلسطينية، التي غيّبت سجون الاحتلال أبناء شعبنا الفلسطيني من أن يمضوا أعيادهم مع ذويهم.
وكان قد ذكر مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن 250 أسيراً على قائمة عمداء الأسرى، أقلهم أمضي 40 عيداً وأكثرهم أمضى 84 عيداً في سجون الاحتلال، بعيدًا عن أهلهم وأحبائهم.
معاناة مستمرة
قال النائب باسم زعارير إنه ودون أدنى شك فإن أسرانا مغيّبون خلف السجون، لدى عتاة الارض الذين عاثوا في فلسطين فسادًا وسفكوا دماء شعبنا وأهلكوا الحرث والنسل.
وأشار النائب زعارير إن الاحتلال يمارس أسوأ المعاملة بحق أسرانا، من حيث القمع المستمر والإهمال الطبي والعزل ومنع الزيارات وحرمان من العيش مع أهلهم.
وأوضح أن المعاناة مستمرة وطويلة الأمد لمئات الأسرى، فما نسميهم عمداء الأسرى أمضوا عشرين عاما في سجون الاحتلال أو أكثر، وهناك المئات من الأسرى قضوا مدد طويلة في ظروف صعبة جدًا.
وأكد أن هؤلاء الأسرى هم خير من ضحى في سبيل حرية الوطن والخلاص من الاحتلال، لذلك لهم واجب على شعبهم أن يقف معهم ومع أهاليهم دائما، وأن يقدم لهم الدعم والمواساة ورفع معنوياتهم، وأن يطالب بالإفراج عنهم وتحسين ظروف اعتقالهم والدعاء لهم بالفرج، فهم عنوان التضحية والوطنية والتمسك بالوطن .
وبيّن زعارير أن للأسرى حق على السلطة الفلسطينية أن تحفظ حقوقهم المالية، وأن تطالب دائمًا بالإفراج عنهم وأن تطلب اعتبارهم أسرى حرب حسب ميثاق جنيف الرابع، كما الواجب على الفصائل الفلسطينية السعي للإفراج عنهم واكرامهم وأهاليهم بكل السبل.
فرحة منقوصة
بدورها، قالت المرشحة عن قائمة القدس موعدنا الناشطة انتصار العواودة إن العيد يأتي ليفرح المسلمون بلقاء أحبتهم ويسعد الأطفال بصحبة آبائهم في صلاة العيد وزيارة الأهل، وتستقبل الأمهات أبنائهن فتكتمل فرحة العيد.
واستدركت العواودة قائلة: "إلا في فلسطين يأتي العيد بلا اجتماع للأحبة المتفرقين قسرا، فرقهم زرد السلاسل في سجون الظلم الصهيوني، فيأتي العيد لعشرات المرات والأسير بالكاد يتخيل شكل العيد وجَمعة الأهل والأحبة، ويبقى قلب الأم يتلظى شوقا لابنها و تذوب الزوجة شوقا وابن الأسير يعيش حياة الأيتام في غياب الوالد".
وأوضحت العواودة أنه في فلسطين يعيش الشعب الفلسطيني حياة عيدها وأفراحها منقوصة، أنقصها الاحتلال بظلمه وعنجهيته منذ أن احتل الأرض عنوة وأصبح الشعب الفلسطيني ما بين شريد وشهيد وجريح وأسير.
وقالت العواودة: "في فلسطين شعب مجاهد عيده وفرحه يوم تحرير أرضه وأسراه ومسراه، شعب يجتمع في يومه الفرح والحزن والجهاد والصبر والثبات".
وأردفت: "تتجلى أسمي آيات التآخي عبر القيام بتضميد الجراح للمكلومين، فيزور أبناء الشعب الفلسطيني أمهات الأسرى والشهداء في الأعياد، لأن الأسير ليس ابنا لأمه وحدها بل هو ابن فلسطين، وأمه أما لأبناء فلسطين".
وأكدت العواودة على أن من أنجبت بطلا مجاهدا يضحي بسنوات عمره الطويلة في الأسر، لم يضحي لنفسه، وإنما لأجل شعب بأكمله ولأجل مقدسات الأمة الإسلامية، وابن الأسير يستحق أفضل الهدايا في العيد لتعويضه القليل من فراغ احدثه غياب الوالد في الأسر.
وأضافت: "ويبقى الأسير حرا بروحه التي ارتبطت بحب الله والجهاد في سبيله، روحا تحلق في سماء الحرية رغم زرد السلاسل، فالحر من كان الله غايته ومن سعى في سبيله نحو تحقيق غاية عظيمة".