قال علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن أي محاولة لإضعاف المقاومين للاحتلال بأي وسيلة يعد من أكبر الكبائر وخيانة عظمى وتصب في خانة مصلحة الاحتلال.
وكان الداعية وجه ما قال إنها نصائح العلماء للأمراء وقادة المقاومة ونحوهم من باب: (الدين النصيحة... لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)، مشيرًا إلى أن نصائحهم لـ"التقوية ومزيد من التسديد وللتذكير وليست للتهوين والتضعيف أو استغلالها للشقاق والخلاف".
وقال إن الحفاظ على وحدة المقاومين المباركين ضد المحتلين للمسجد الأقصى والقدس وفلسطين ونحوهم فريضة شرعية وضرورة واقعية فقال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا....) آل عمران 103.
وقال: (وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓاْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ) الأنفال 46.
وأضاف أن الله سمّى التفريق بين المسلمين كفراً (وإن كان دون الكفر) فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) آل عمران 100، أي يردوكم بعد وحدتكم متفرقين ثم قال: (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ ....) آل عمران 101، أي كيف تتفرقون ولديكم كل وسائل التوحيد لله تعالى وتوحيد الكلمة.
وقال الداعية: "حذار حذار حذار أن يسول الشيطان في نفس أحد لإيذاء هؤلاء المقاومين الذين استشهد منهم عدد كبير وكل واحد منهم مشروع شهادة حتى إن أحد قادة حماس يوجد داخل أسرته 21 شهيداً ناهيك عن تحملهم القتال والأسرة والوقوف أمام أكبر قوة غاشمة محتلة بالله عليكم من يضاهيهم في العصر في التضحية والفداء؟؟ وقال: "النص القرآني القاطع يقول: (لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) النساء 95.
وأكد الداعية قره داغي أن واجب الأمة الإسلامية الوقوف مع المقاومة ودعمهم مادياً ومعنوياً كما أن واجب الدول العربية والإسلامية نصرهم وتوفير جميع حاجياتهم الأساسية للمقاومة والعيش الكريم فقال تعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هذه الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) النساء 75.
كما جدد الدعوة لأمتنا بجميع مكوناتها بالوقوف مع المستضعفين في كل مكان وبنصرة قضيتنا الأولى -قضية فلسطين- بجميع الإمكانات المتاحة فهذه هي الأصل وأن وقوع خطأ لمثل هؤلاء يغرق في بحر حسناتهم بإذن الله تعالى (فالماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث) فلا يجوز الانشغال بأي شيء يؤدي إلى ترك قضيتنا الأولى أو الإضرار بها فهذه من المحرمات القطعية.