نشرت "بي بي سي" تقريرا تحدثت فيه عن مستقبل استخدام الدبابات في الحروب بعد سهولة تحطمها تحت قصف الطائرات بدون طيار والصواريخ الحديثة المضادة للدبابات، كما يحدث حاليا في حرب أوكرانيا وقبل ذلك في حرب ناغورنو كاراباخ عام 2020.
وتشير التقديرات إلى أن روسيا فقدت حتى الآن أكثر من 700 دبابة، بعضها دُمر والبعض الآخر مهجور. وغالبا ما يتم تصوير هذه الدبابات مغطاة بالدروع التفاعلية والتي تشبه صندوقا مستطيلا كبيرا، وهو مصمم لإحداث انفجار صغير مع إصابة الصاروخ للدبابة مما يُضعف تأثيره.
لكن الطائرات المُسيرة والصواريخ المضادة للدبابات التي قام الغرب بتزويد أوكرانيا بها تمكنت من الالتفاف حول هذا الأمر، وذلك بضرب الدبابة من أعلى البرج حيث يكون الدرع أنحف.
يقول الجنرال المتقاعد بالجيش الأمريكي بن هودغز، الذي كان حتى وقت قريب يقود القوات البرية الأمريكية في أوروبا: "من المهم عدم استخلاص الدروس الخاطئة مما شهدناه خلال الأشهر الماضية".
وأضاف: "إن الدبابات الروسية المعنية في العادة سيئة الاستخدام، وغير مدعومة بقوات مشاة مثل ما يراه المرء في الجيش الأمريكي أو الجيش البريطاني، لذلك، كان من السهل اصطيادها بواسطة قوات الدفاع الأوكرانية".
ويؤكد البريغادير (العميد) المتقاعد في الجيش البريطاني بن باري هذا الرأي، وهو الآن زميل شؤون الحرب البرية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
ويقول باري: "تظهر هزيمة الهجوم الروسي على كييف ما يحدث عندما يتم نشر الدبابات بدون خبرة من قوة لا يمكنها القيام بحرب مشتركة (تجمع الدبابات مع المشاة والمدفعية والطائرات) ولديها لوجستيات ضعيفة".
ومضى يقول: "مجموعة قتالية كفؤة من الناتو ستدفع المشاة للحيلولة دون وقوع الدبابات في كمين".
هناك منتقدون ومدافعون عن الدبابة، وهي إحدى الرموز المميزة للحرب الحديثة. وفي حرب ناغورنو كاراباخ عام 2020، دُمرت الدبابات الأرمينية من قبل الطائرات بدون طيار الأذربيجانية التركية الصنع.
وفي ليبيا، ألحقت هذه الطائرات المُسيرة من طراز تي بي 2 بيرقدار خسائر فادحة بقوات اللواء حفتر، بينما سقطت الدبابات الحكومية في سوريا فريسة للطائرات التركية بدون طيار.
وفي المرحلة الأولى من حرب أوكرانيا، أثبتت الصواريخ الحديثة الموجهة المضادة للدبابات، التي قدمتها بريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى، أنها غيرت قواعد اللعبة في صد الطوابير المدرعة الروسية في شمال العاصمة الأوكرانية كييف.
وفي المرحلة الثانية من الحرب في دونباس، كانت المدفعية الروسية هي العامل المغير للعبة باستخدام القوة النارية المدمرة لتشق القوات الروسية ببطء طريقها إلى الأمام.
ويقول البريغادير باري: "هذه الحرب تبرز دور الطائرات المُسيرة، فهي حرب تكشف أنك بحاجة إلى طائرات بدون طيار للدفاع لإبعاد طائرات العدو بدون طيار عن ظهرك، وأنت بحاجة إلى دفاع جوي كلاسيكي في الارتفاعات المنخفضة بما في ذلك الليزر والتشويش الإلكتروني".
والشيء الذي قد يطيل عمر الدبابة هو نظام الحماية النشط (إيه بي إس) فهي طريقة لتجنب كل ما يهاجم الدبابة.
وحول مستقبل استخدام الدبابات في ساحة المعارك مستقبلا، قال جاستن كرومب، القائد السابق للدبابات في الجيش البريطاني والرئيس التنفيذي لشركة الاستخبارات الدفاعية سيبيلاين: "تتمتع الدبابات بالقوة النارية والقدرة على الحركة والمرونة التي لا يمتلكها المشاة، فهي منصة مرنة يمكن أن تعمل ليل نهار والوصول إلى الهدف وإحداث صدمة للعدو، ولن تعيد أوكرانيا بناء دباباتها إذا كانت الدبابات غير حيوية، لقد طلبوا أكثر من ضعف عدد الدبابات التي تمتلكها بريطانيا".