بات في حكم المؤكد، أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لفلسطين المحتلة، لا تضع ضمن أجندتها أي شيء لصالح القضية الفلسطينية، بل الهدف الأساس دعم دمج الكيان (الإسرائيلي) في المنطقة العربية، ومزيد من تطبيع العلاقات بين الأنظمة العربية والكيان.
هذا ما عبر عنه بوضوح، مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، حين صرح أن أولويات زيارة الرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط تتركز في تثبيت الهدنة باليمن واندماج (إسرائيل) بشكل كامل في المنطقة، والعمل على إحراز تقدم في العلاقات التطبيعية بين (إسرائيل) والسعودية.
سوليفان قال في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إنه من المرجح أن يستغرق أي تطبيع بين (إسرائيل) والسعودية وقتا طويلا، لكن بايدن سيتطلع إلى إحراز تقدم خلال زيارته الكيان (الإسرائيلي) والسعودية.
وشدد سوليفان على أن الزيارة تهدف أيضا إلى التصدي لما وصفه بالخطر الإيراني متعدد الجوانب، مشددا على أن الدور الأميركي في الشرق الأوسط سيكون مختلفا عما كان عليه الوضع إبان الحرب على العراق.
ولم يتطرق الرجل إلى أي شيء آخر من أهداف الزيارة، التي تستغرق ثلاثة أيام ابتداء من اليوم، وسيخصص أقل من ساعة للقاء يجمع بايدن برئيس السلطة محمود عباس، الذي قدم عربونا مسبقا بين يدي الزيارة، حين سلم الرصاصة التي قتلت الصحفية شيرين أبو عاقلة للجانب الأمريكي، والذي برأ الاحتلال من دمها، بطريقة سمجة.
بينما يخرج محمود عباس بخفي حنين من الزيارة، كان رئيس الوزراء (الإسرائيلي) يائير لابيد الذي تولى مهامه قبل أقل من أسبوعين متحمسا حين قال إن المحادثات مع بايدن "ستتركز أولا وقبل كل شيء على إيران".
وبعد لحظات من وصول طائرة بايدن، سيعرض عليه جيش الاحتلال (الإسرائيلي) نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" الذي يستخدم تقنيات الليزر المضادة للطائرات المسيرة والضرورية كما يقول لمواجهة أسطول إيران.
الزيارة إذا، من ألفها إلى يائها، ستكون في صالح (إسرائيل) التي تبذل كل ما هو ضروري لكبح طموحات الجمهورية الإسلامية النووية، كما تعارض بشدة العودة إلى اتفاق 2015 الذي تضمن تخفيفا للعقوبات عن إيران، وفي نفس الوقت تحلم بتطبيع علاقاتها مع أكبر عدد ممكن من الأنظمة العربية، وعلى رأسها المملكة السعودية.
كل ذلك يحدث- وفق المحلل السياسي هاني المصري- بينما يواصل رئيس السلطة تهديداته بأن الوضع غير قابل للاحتمال ولا للاستمرار، وبأنه يدرس واللجنة التنفيذية للمنظمة، التي باتت هيئة استشارية، تنفيذ القرارات التي اتخذها المجلسان المركزي والوطني بخصوص العلاقة مع دولة الاحتلال، وإنهاء الالتزامات المترتبة على اتفاق أوسلو، التي تأجلت إلى ما بعد زيارة بايدن.
ولكن التجربة السابقة وما يجري على الأرض من سياسات وإجراءات يدل على أنها ستبقى مجرد تهديدات لفظية فارغة، "فالأثر يدلّ على المسير"، و"لو بدها تشتي لغيمت".