قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، اليوم الأربعاء، "إنّ من جملة إنجازات المقاومة في حرب تموز إسقاط المشروع الأميركي للشرق الأوسط الجديد".
أضاف نصر الله في خطابٍ متلفز حول آخر التطورات السياسية أنّ "من جملة إنجازات حرب تموز أيضاً إيجاد قواعد ردع بين لبنان والعدو (الإسرائيلي)".
وشدد نصر الله على أنّه "كان هناك مشروع أميركي للسيطرة على المنطقة من خلال القوات العسكرية المباشرة، لكنّ صمود المقـاومة ولبنان وفشل أهداف حرب تموز، وجّه ضربةً قاسيةً جداً لمشروع الشرق الأوسط الجديد".
وتعليقًا على تهديد وزير الاحتلال (الإسرائيلي) بني غانتس بالسير إلى بيروت وصيدا وصور، قال نصر الله إنّ "كل (الإسرائيليين) يدركون أنّ الكلام حول دخول لبنان فارغ".
زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط
وبشأن أهداف زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، أوضح نصر الله أنّ "ما جاء بالرئيس الأميركي إلى المنطقة أمران، أحدهما إقناع دول الخليج بتصدير النفط والغاز والذي يتقدم موضوع (إسرائيل)"، مضيفاً أنّ "ليس لدى بايدن ما يقدمه للشعب الفلسطيني على الإطلاق".
وأكّد في السياق أنّ "مهمة الأميركيين الأولى والحاسمة في نتائج الحرب الروسية الأوكرانية هي تأمين البديل عن الغاز الروسي لأوروبا"، مشيراً إلى أنّ "أميركا تقــاتل روسيا بالأوكرانيين حكومة وجيشاً وشعباً، وجرّت معها كل الدول الأوروبية".
وبيّن نصر الله في خطابه، أنّ الهدف الثاني من زيارة بايدن إلى المنطقة، هو "الالتزام بأمن (إسرائيل) والتركيز على التطبيع".
تجربة حرب تموز
ونصح غانتس "أن يجري مراجعة لتجربة حرب تموز في أيامها الأخيرة حين اتخذوا قراراً بدخول بنت جبيل".
وأضاف نصر الله متسائلاً: "غزة المحاصرة، والتي تعاني من ظروفٍ صعبة، لا تجرؤ على التقدم خطوات فيها، فكيف تهدد بالوصول إلى صيدا وبيروت؟".
وأكّد نصر الله أنّ "على (الإسرائيلي)عند إجراء حساباته للحرب أن يأخذ بعين الاعتبار البيئة والقدرات والجغرافيا التي كلها مع المقاومة".
وتابع أنّه "يوجد اليوم نسخ جديدة من مشروع الشرق الأوسط الجديد"، مشيراً إلى أنّ "زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط تأتي في هذا السياق".
ولفت نصر الله إلى أنّ "أميركا اليوم هي غير أميركا في 2003 و2006"، قائلاً إنّ "رئيسها العجوز هو صورة عن أميركا التي دخلت مرحلة الشيخوخة".
الفرصة الذهبية
وحول استخراج النفط والغاز في لبنان، شدد نصر الله على أنّ "الفرصة الذهبية المتاحة في مسألة استخراج الغاز والنفط هي الآن، أي هذان الشهران"، لافتاً إلى أنّه "بعدهما ستكون الكلفة أعلى".
وتوجّه نصر الله إلى المسؤولين اللبنانيين قائلاً: "لا تسمحوا للأميركي بخداعكم وإضاعة الوقت، وإذا لم تثبتوا حقوقكم قبل أيلول/سبتمبر، فإنّ الأمور ستكون مكلفة بعد هذه المهلة".
وأكّد أنّ "المقــاومة هي القوة الوحيدة التي يملكها لبنان للحصول على حقه بالنفط والغاز"، مشيرًا إلى أنّ "استخراج النفط والغاز يؤمن مليارات الدولارات للدولة اللبنانية دون أي ديون خارجية وهذا هو طريق الإنقاذ الوحيد للبلد".
وقال نصر الله: "إن الوسيط الأميركي لا نعتبره وسيطاً، بل هو طرف يعمل لمصلحة (إسرائيل) ويضغط على الجانب اللبناني"، معتبراً أنّ "ما أتى بالوسيط الأميركي عاموس هوكستين في زيارته الأخيرة أمران، الحاجة الملحة لتأمين بديل عن الغاز الروسي وتهديدات المقاومة الجدية".
نقطة قوة لبنان
وأضاف نصر الله أنّ لدى "العدو (الإسرائيلي) نقطة ضعف هي حاجته للغاز والنفط في مقابل نقطة القوة لدى لبنان التي تكمن في قدرته على التعطيل"، قائلاً للمسؤولين اللبنانيين: "إنّ المقاومة نقطة القوة الوحيدة التي لديكم في مفاوضات ترسيم الحدود فاستفيدوا منها واستغلوها".
وتابع: "لم نتفق أو نعد أحداً بأننا لن نقدم على أي خطوة وأننا ننتظر المفاوضات، ومن يعد الأميركيين بذلك فهو يخدعهم"، مؤكداً أنّ من "حق المقاومة الإقدام على أي خطوة في الوقت المناسب والحجم المناسب للضغط على العدو الإسرائيلي".
وأردف قائلاً: "نحن خلف الدولة في الترسيم أي إنّها هي التي تفاوض وليس نحن من نفاوض، لكن قلنا إنّنا لن نقف مكتوفي الأيدي".
3 مسيرات
وعن إطلاق حزب الله 3 مسيّرات غير مسلّحة في اتجاه "المنطقة المتنازع عليها" عند حقل "كاريش" مطلع الشهر الجاري، أوضح نصر الله أنّ "المسيرات جاءت بعد الجواب الأميركي الواضح بالخداع وتقطيع الوقت وتركيب الطرابيش".
وأشار إلى أنّ حزب الله قصد "إرسال 3 مسيرات للاستطلاع ولإسقاطها من قبل (الإسرائيلي) "، لافتاً إلى أنّه "لأول مرة في تاريخ الكيان (الإسرائيلي) تطلق باتجاهه 3 مسيرات في آنٍ واحدٍ، وعلى هدف واحد".
وبيّن أنّ "رسالة المسيّرات كانت تقول إننا جادون وذاهبون في التدرج بخطواتنا وهذه الرسالة فهمها (الإسرائيلي) والأميركي"، مشدداً على أنّ "كل شيء يخدم ملف المفاوضات سنقدم عليه بالحجم المناسب والوقت المناسب".
وأردف: "أقول للعدو وللأميركي إنّ رسالة المسيرات بدايةً متواضعة عمّا يمكن أن نذهب إليه"، موضحاً أنّ "هناك من يريد لهذا الشعب أن يموت جوعاَ وأن نقــتل بعضنا على أبواب الأفران ومحطات البنزين".
وأعلن الأمين العام لحزب الله أنّه "إذا وصلت الأمور إلى نقطة سلبية لن نقف فقط في وجه كاريش.. سجلوا هذه المعادلة، سنذهب إلى كاريش وما بعد بعد كاريش"، كاشفاً عن أنّ حزب الله "يتابع كل ما هو موجود على الشواطئ المقابلة ويملك كل الإحداثيات".
المصدر: فلسطين أون لاين