النص الكامل لوثيقة "إعلان القدس" التي وقعها بايدن لضمان أمن (إسرائيل)

الرسالة نت - القدس

وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الخميس في القدس المحتلة -خلال ثاني أيام جولته بالمنطقة- اتفاقا مشتركا مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي) يائير لبيد أطلق عليه "إعلان القدس" للشراكة الإستراتيجية.

ويركز "الإعلان" على التزام واشنطن بأمن (إسرائيل) والحفاظ على التفوق العسكري النوعي لتل أبيب، وعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي ومواجهة الأنشطة الإيرانية بالمنطقة.

وفي ما يلي نص هذا الإعلان:

اجتمع قادة الولايات المتحدة و(إسرائيل) الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء يائير لبيد في القدس في 14 يوليو/تموز 2022، واعتمدا الإعلان المشترك التالي بشأن الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة و(إسرائيل):

تؤكد الولايات المتحدة و(إسرائيل) على الروابط غير القابلة للكسر بين بلدينا والالتزام الدائم للولايات المتحدة بأمن (إسرائيل).

كما يؤكد بلدانا مجددا أن الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة و(إسرائيل) تقوم على أساس متين من القيم المشتركة والمصالح المشتركة والصداقة الحقيقية.

علاوة على ذلك، تؤكد الولايات المتحدة و(إسرائيل) أن من بين القيم المشتركة بين الدولتين التزاما ثابتا بالديمقراطية وسيادة القانون.

يُعرب القادة عن تقديرهم لرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت الذي قاد أكثر الحكومات تنوعا في تاريخ (إسرائيل)، والذي تحت قيادته استمرت هذه الشراكة الاستثنائية في النمو.

تماشيا مع العلاقة الأمنية الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة و(إسرائيل) والالتزام الأميركي الراسخ بأمن (إسرائيل) -ولا سيما الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي- تؤكد الولايات المتحدة التزامها الثابت بالحفاظ على قدرة (إسرائيل) على ردع أعدائها وتعزيزها والدفاع عن نفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات.

تؤكد الولايات المتحدة مجددا أن هذه الالتزامات مقدسة من الحزبين، وأنها ليست التزامات أخلاقية فحسب، بل أيضا التزامات إستراتيجية ذات أهمية حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة نفسها.

تؤكد الولايات المتحدة أن جزءا لا يتجزأ من هذا التعهد هو الالتزام بعدم السماح لإيران مطلقا بامتلاك سلاح نووي، وأنها مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة.

كما تؤكد الولايات المتحدة التزامها بالعمل مع الشركاء الآخرين لمواجهة العدوان الإيراني والأنشطة المزعزعة للاستقرار، سواء كانت مدفوعة بشكل مباشر أو من خلال حلفاء ايران.

تشير الولايات المتحدة و(إسرائيل) إلى أنه لا يوجد شيء أفضل يعكس الدعم الثابت والحزبي للولايات المتحدة لأمن (إسرائيل) أكثر من مذكرات التفاهم غير المسبوقة بشأن المساعدة الأمنية التي وقعتها الإدارات الأميركية المتعاقبة على مدى العقود القليلة الماضية، وأن هذه الترتيبات تبرهن بالكلام والفعل أن الولايات المتحدة تعتبر أن أمن (إسرائيل) ضروري لمصالح الولايات المتحدة وركيزة للاستقرار الإقليمي.

تشكر (إسرائيل) الولايات المتحدة على دعمها المستمر والواسع لتعميق وتوسيع اتفاقيات أبراهام التاريخية.

تؤكد الدولتان أن اتفاقيات السلام والتطبيع التي أبرمتها (إسرائيل) مع الإمارات والبحرين والمغرب تشكل إضافة مهمة لمعاهدات السلام الإستراتيجية بين (إسرائيل) ومصر والأردن، وكلها مهمة لمستقبل منطقة الشرق الأوسط ولقضية الأمن الإقليمي والازدهار والسلام.

تشير الدولتان إلى أن قمة النقب التاريخية -التي بدأها واستضافها رئيس الوزراء لبيد- كانت حدثا بارزا في الجهود الأميركية (الإسرائيلية) المشتركة لبناء إطار إقليمي جديد يغير وجه الشرق الأوسط.

ترحب الولايات المتحدة و(إسرائيل) في هذا الصدد بالاجتماع الذي عقد في المنامة بالبحرين في 27 يونيو/حزيران الماضي، والذي شكل منتدى النقب حول التعاون الإقليمي.

ترحب الولايات المتحدة بهذه التطورات، وهي ملتزمة بمواصلة لعب دور نشط -بما في ذلك في سياق زيارة الرئيس بايدن المقبلة إلى المملكة العربية السعودية- في بناء هيكل إقليمي قوي لتعميق العلاقات بين (إسرائيل) وجميع شركائها الإقليميين، ودفع التكامل الإقليمي (لإسرائيل) مع مرور الوقت، وتوسيع دائرة السلام لتشمل المزيد من الدول العربية والإسلامية.

كما ترحب الولايات المتحدة و(إسرائيل) بفرصة المشاركة في اجتماع رباعي مع قادة الهند والإمارات العربية المتحدة في سياق مبادرة "آي 2 يو 2" (I2U2)، والذي جمع هذه البلدان الأربعة لتعزيز التعاون في الاقتصاد والبنية التحتية الإستراتيجية، وإظهار أهمية هذه الشراكة الجديدة التي أطلقها وزراء خارجيتها لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021.

تؤكد الولايات المتحدة و(إسرائيل) على مخاوفهما بشأن الهجمات المستمرة ضد أوكرانيا، والتزامهما بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وتؤكدان على أهمية استمرار المساعدة الإنسانية لشعب أوكرانيا.

تؤكد الولايات المتحدة و(إسرائيل) أنهما ستواصلان العمل معا لمحاربة كل الجهود الرامية إلى مقاطعة (إسرائيل) أو نزع الشرعية عنها، أو إنكار حقها في الدفاع عن النفس، أو استبعادها بشكل غير عادل في أي منتدى، بما في ذلك في الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية.

مع احترامنا الكامل للحق في حرية التعبير فإننا نرفض بشدة حملة المقاطعة.

وسيستخدم البلدان الأدوات المتاحة لهما لمحاربة كل بلاء ومصدر لمعاداة السامية والرد كلما انتقل النقد المشروع إلى تعصب وكراهية أو محاولات لتقويض مكانة (إسرائيل) المشروعة بين أسرة الأمم.

وفي هذا السياق، يعربان عن قلقهما العميق إزاء التصاعد العالمي لمعاداة السامية، ويؤكدان من جديد التزامهما بمواجهة هذه الكراهية القديمة بكل مظاهرها.

تفخر الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب دولة (إسرائيل) اليهودية والديمقراطية ومع شعبها الذي تعد شجاعته غير المألوفة ومرونته وروح الابتكار مصدر إلهام للكثيرين في جميع أنحاء العالم.

تلتزم الولايات المتحدة و(إسرائيل) بمواصلة مناقشة التحديات والفرص في العلاقات (الإسرائيلية) الفلسطينية.

يعيد الرئيس بايدن التأكيد على دعمه الطويل الأمد والمتواصل لحل الدولتين، وللتقدم نحو واقع يمكن (للإسرائيليين) والفلسطينيين على حد سواء التمتع فيه بإجراءات متساوية من الأمن والحرية والازدهار.

إن الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية وأصحاب المصلحة الإقليميين لتحقيق هذا الهدف.

كما يؤكد القادة على التزامهم المشترك بالمبادرات التي تعزز الاقتصاد الفلسطيني وتحسن نوعية حياة الفلسطينيين.

تتمتع الولايات المتحدة و(إسرائيل) بتعاون ثنائي مكثف وحوار بين بلديهما في العديد من المجالات الحاسمة، من التعاون الرائد في العلوم والتكنولوجيا إلى تبادل المعلومات الاستخبارية الفريدة والتدريبات العسكرية المشتركة إلى الجهود المشتركة في مواجهة التحديات العالمية الملحة مثل تغير المناخ والأمن الغذائي والرعاية الصحية.

لاستكمال التعاون العلمي والتكنولوجي المكثف القائم بين بلديهم ولارتقاء تعاونهم إلى مستوى جديد أطلق القادة حوارا إستراتيجيا جديدا رفيع المستوى بين الولايات المتحدة و(إسرائيل) حول التكنولوجيا لتشكيل شراكة تكنولوجية بين الولايات المتحدة و(إسرائيل) في مجالات التقنيات الناشئة الحاسمة والعملية، وكذلك في المجالات ذات الاهتمام العالمي: التأهب للأوبئة، وتغير المناخ، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الموثوقة.

سيتم تصميم هذه الشراكة التكنولوجية الجديدة لتعزيز النظم الإيكولوجية للابتكار المتبادل في البلدان ومعالجة التحديات الجيوإستراتيجية.

وبنفس هذه الروح تؤكد الولايات المتحدة و(إسرائيل) التزامهما بمواصلة جهودهما المشتركة والمتسارعة لتمكين حاملي جوازات السفر (الإسرائيلية) من الاندماج في برنامج الإعفاء من تأشيرة الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن، فضلا عن دعمهما زيادة التعاون في مجال الإنترنت التشغيلي ومكافحة الجريمة السيبرانية.

يذكر القادة أن كل هذه المبادرات والمساعي المشتركة الأخرى التي لا حصر لها -التي تم القيام بها بين شعوبهم على كل مستوى من مستويات الحكومة والمجتمع المدني- تثبت أن الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة و(إسرائيل) لا غنى عنها وتقدم مساهمة كبيرة ليس فقط لصالح الأميركيين و(الإسرائيليين)، ولكن أيضا لصالح الشرق الأوسط والعالم.

المصدر : وكالة الأناضول

 

 

البث المباشر