قائمة الموقع

بمهاجمة حماس .. فتح تتخبط في تصدير أزمتها

2011-01-05T16:27:00+02:00

فايز أيوب الشيخ                               

تحاول حركة فتح تغطية خلافاتها الداخلية على مهاجمة الآخرين، وتصدير أزمتها المستعرة بين تياراتها المختلفة على النفوذ، إلى حركة حماس واتهامها بأنها تتهرب من المصالحة.

ولم يجد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد ما يبرر زعمه الأخير عن خلافات داخلية في حركة حماس حالت دون المصالحة إلا أن يقول لـ"الرسالة نت"، "أنا صرحت في وسائل الإعلام وعلى حماس أن ترد"، الأمر الذي اعتبرته حماس "لا يستحق الرد لأنها محاولة من فتح لتصدير أزمتها الداخلية "، كما قال المتحدث الرسمي للحركة سامي أبو زهري.

فتن داخلية

المستشار السياسي لرئيس الوزراء الدكتور يوسف رزقة قال لـ"الرسالة نت"، إن تصريحات الأحمد حول "خلافات وهمية داخل حماس" تكشف بأن حركة فتح تريد الانفكاك من أزمتها الداخلية على حساب المصالحة الفلسطينية التي ترفضها أصلاً.

واستشهد رزقة بما ورد في خطاب عباس الأخير خلال الحفل الرسمي بذكرى انطلاقة فتح، حينما قال "بأنه لا مجال للمشاركة الأمنية بين حماس وفتح في إدارة الملف الأمني"، مؤكداً أن عباس بتصريحه هذا "هو من أغلق ملف المصالحة تماماً، ولم يدع مجالاً لجهود الوساطة أن تستمر في الحوار، كما أغلق على المقاومة حقها في المقاومة في نفس الوقت".

وشخص رزقة الحالة الفتحاوية الراهنة، بأنها تعاني بوضوح من حالة صراع داخلي كبير(..)، لافتاً أن ما يدلل عن حالة الأزمة الموجودة داخل حركة فتح، هو ما اعترف به رئيسها عباس بنفسه بأن حركته تعاني مما أسماها "الفتن الداخلية"، وأنه لن يسمح بها، وشكل لأجل ذلك مؤخراً لجنة في قضية كبيرة تناولتها وسائل الإعلام حول خلافه مع دحلان وتخللها إجراءات على الأرض وصلت حد اعتقال شخصيات وإقالة آخرين.

تخبط إعلامي

وفي غمرة الخلاف الفتحاوي الدائر حالياً، تسعى حركة فتح إلى طي هذا الملف من خلال التعميم على قياداتها وناطقيها الإعلاميين وكذلك وسائلها الإعلامية بعدم التطرق إلى ذلك الخلاف "بناء على توصيات الأطر الرسمية في الحركة"، حسب ما نشر"الملتقى الفتحاوي" على صفحته الافتتاحية.

ودافع الناطق الرسمي بإسم حركة فتح أحمد عساف في حديثه لـ"الرسالة نت" عن موقف حركته بعدم التصريح لوسائل الإعلام عن الشأن الفتحاوي الداخلي قائلاً:" إن قضايانا الداخلية لها علاقة بنا، وليست من اختصاص وسائل الإعلام"، مضيفاً:" نحن قادرون على الحديث الإعلامي في الوقت المناسب عندما يكون لدينا شئ نعلنه "، حسب تعبيره.

كما هاجم المتحدث الرسمي لحركة فتح فهمي الزعارير، كل من يتحدث من قادة فتح عن الخلافات الداخلية الأخيرة، معتبراً "أي شخص في المستوى القيادي يصرح باعتباره مصدراً مجهولاً، أو يفتقد لمقومات القيادة، وأن القائد المسئول هو من يستطيع أن يعرف بنفسه"،

يذكر أن حركة فتح شنت هجوماً عنيفاً على العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، متهمة إياه بـ "استخدام الدين لتحقيق مآرب سلطوية سياسية"، وذلك في أعقاب انتقاده السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية.

اضطراب نتيجة للخلافات

غير أن رزقة وصف الحركة الإعلامية لدى مؤسسات حركة فتح بأنها تعاني من حالة اضطراب شديد نتيجة الخلافات الداخلية، مؤكداً أنها نتيجة طبيعية بأن تنقسم وسائل الإعلام الفتحاوية إلى تيارين تتبنى كلٌ منها وجهة نظر تيارها الذي يمولها.

واستدل رزقة على ماقاله بأن عباس استخدم صلاحياته في سحب ملف الإعلام من دحلان بقرار من اللجنة المركزية بالإجماع وأسنده إلى نبيل أبو ردينة، في حين  أن دحلان عندما تولى المسئولية عن الإعلام الفتحاوي حاول أن يكون هو المسيطر على كل وسائل فتح الإعلامية .

أما النائب المستقل الدكتور حسن خريشة، فقد اعتبر أن حركة فتح تتخبط إعلامياً في الوقت الحالي من خلال إسقاط الإشكاليات الموجودة داخلها على الآخرين، مؤكداً أنها جرت العادة عند حركة فتح كلما شابها أزمة فإنها رأساً تهاجم حماس إعلامياً .

وبين لـ"الرسالة نت"، أن عدم وضوح الرؤية الإعلامية لحركة فتح جعل قادتها يخافون من مجرد التصريح لوسائل الإعلام وخاصة المتعلقة بالمشكلات الداخلية، لافتاً أن ذلك دفع الكثير منهم إلى تسريب المعلومات عن عمد لوسائل الإعلام والطلب بعد الكشف عن أسمائهم واسنادها إلى مصادر مجهولة .

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00