برا وبحرا وجوا، تواصل المقاومة الفلسطينية في غزة معركة الإعداد والتجهيز، من خلال تطوير قدراتها العسكرية، تحضيرا لصد أي عدوان (إسرائيلي).
وفي التفاصيل، أكدت وسائل إعلام عبرية، أن طائرة فلسطينية مسيّرة اخترقت، ليلة الأحد/الاثنين، أجواء مستوطنات غلاف غزة، وذكرت هيئة البث (الإسرائيلية) اليوم الإثنين، أن “طائرة مسيّرة قادمة من غزة، اخترقت أجواء مستوطنات الغلاف الليلة الماضية، دون توفر تفاصيل إضافية عن الحادثة”.
ويشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تمتلك منذ العام 2010 طائرات مسيرة من عدة أنواع، أشركت بعضها في التصدي للعدوان على غزة عام 2014، من خلال ضرب أهداف (إسرائيلية) فيما سيرت مؤخرا العديد من الطائرات الاستطلاعية في أجواء مستوطنات غلاف غزة.
وفي التعقيب على ذلك، يقول المختص في الشؤون (الإسرائيلية) مؤمن مقداد إن الاحتلال ينظر ببالغ القلق إلى التطور الكبير الحاصل في مشروع الحوامات والطائرات المسيرة لدى حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأضاف مقداد في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت" أن الاحتلال يرى في الحوامات والطائرات المسيرة خطرا استراتيجيا، وسلاح المعركة المقبلة، في حال اندلاعها مع المقاومة الفلسطينية، بعد أن كان يعتبر الأنفاق الخطر الأول قبل حرب عام 2014.
وأشار إلى أن التقديرات الاستخبارية (الإسرائيلية) تتحدث عن تجهيز المقاومة لعشرات الحوامات المفخخة لاستهداف تجمعات الجنود ومحطة الكهرباء والقطار الخفيف والمشاريع النفطية في آن واحد مع بداية الحرب المقبلة.
وأوضح أن الاحتلال يراقب ويلاحق الطائرات المسيرة التي تطلقها المقاومة في أوقات الهدوء الأمني، والتي تسعى من خلالها إلى جمع المعلومات عن الأهداف التي سيجري العمل عليها في أي معركة مقبلة.
وبيّن أن الاحتلال يحاول طمأنة المستوطنين، بإعلانه في كل تصعيد مع غزة، عن استهداف ورش تصنيع الطائرات ومحركاتها، في ظل القلق البالغ الذي يصيب المنظومة (الإسرائيلية) بأكملها جراء خطر الحوامات والطائرات المسيرة.
من جهته، قال المختص في الشؤون (الإسرائيلية) أيمن الرفاتي إن دولة الاحتلال تهتم بمتابعة تطور قدرات المقاومة بشكل دائم بما في ذلك سلاح الطيران المسير الذي تمتلكه المقاومة واستخدمته لأول مرة خلال معركة العصف المأكول، واستخدمت طائرات متطورة انتحارية منه خلال معركة سيف القدس.
وأضاف الرفاتي في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت" أن الاحتلال ينظر للطائرات المسيرة على أنها خطر يهدد قواته العسكرية على طول حدود قطاع غزة وداخل فلسطين المحتلة، إذ يسارع لاستهداف أي طائرة تخرج من قطاع غزة لأنها تكشف بشكل دقيق تواجد قواته وقدراته العسكرية ما يعني زيادة المخاطر خلال أي معركة عبر زيادة بنك الأهداف لدى المقاومة.
وأوضح أن الاحتلال ينظر بعين الخطورة للطائرات المسيرة لأنها ستكشف قواته النظامية التي لم تبنَ على أساس التمويه والتخفي ما يجعلها عرضة للانكشاف والاستهداف خلال أية مواجهة عسكرية.
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول دائما إسقاط أي طائرة مسيرة تخرج من قطاع غزة بهدف منع المقاومة الفلسطينية من تجريب ما لديها من طائرات مسيرة، وذلك من أجل إيقاف أو تعقيد عمليات تطوير هذه الطائرات التي تمتلك منها المقاومة عدة طرازات.
