تسريب تلو الآخر يخصّ قيادات حركة فتح وأعضاء مركزيتها، اجتماعات معقدة ودقيقة تُكشف فيها "عظام البطن" داخل أعضاء المركزية وما يحملونه لبعضهم البعض من مواقف حقد متبادلة.
آخر هذه التسريبات ما نشر على لسان توفيق الطيراوي، يصف فيه زميله في مركزية فتح جبريل الرجوب بالكاذب: "انتم عارفين الرجوب كذاب"، في سياق رده على اتهامات الأخير لمسؤول جهاز المخابرات ماجد فرج بالتجسس لصالح الولايات المتحدة.
بحسب الرواية التي ينقلها الطيراوي عن الرجوب، فإن الأخير قال إنه أمسك فرج متلبسا بتهمة الخيانة والتجسس لصالح الأمريكان عندما كان ضابطا في جهاز الأمن الوقائي، وأخبر عرفات بذلك.
هذا الاتهام يأتي في سياق هجوم على الرجوب الذي يشتكي من مؤامرة أعضاء بالمركزية عليه.
يقول الطيراوي وفق التسريب: "سألته أن يسمي اسما واحدا يتآمر عليه في المركزية".
هنا ينتهي التسريب لكن لا تنتهي الحكاية، أمام جملة تسريبات كبيرة ظهرت مؤخرا في إطار الصراعات الفتحاوية الداخلية على كرسي العرش، خاصة بعد تسمية حسين الشيخ أمينا لسر اللجنة التنفيذية.
منصب الشيخ يفتح الباب أمامه بشكل واسع لينافس ويزاحم على موقع كرسي الرئاسة، ويقطع الطريق بشكل حتمي أمام "طامحون" كثر للرئاسة، بوصف قيادات وأعضاء مركزية فتح.
لكنّ تسريب الطيراوي لم يمر مرور الكرام، فثمة تسريبات مماثلة خرجت عن الطيراوي تتهمه بالتجسس لصالح دول عربية، في حملة إعلامية لم تخل منها منصات السوشيال ميديا.
ترافق اتهام الطيراوي مع الكشف عن قضايا فساد في تعيينات بالسلطة، تقول مصادر في حكومة اشتيه إن نشرها وتسريبها تقف خلفه شخصيات قيادية في السلطة.
طالت عمليات التسريب أدوارا ترتبط بأبناء اشتيه رئيس وزراء الحكومة، في ظل اتهامات واضحة بوقوف شخصيات في حركة فتح خلف محاولة تشويه دوره وأبنائه ضمن صراع الورثة على كرسي الرئاسة.
فهمي شبانة مسؤول الأمن الخاص بالمخابرات سابقا، عزا هذه التسريبات إلى صراع واضح داخل فتح وأعضاء المركزية خاصة بين الأقطاب المؤثرة ومن أبرز عناوينها الرجوب والطيراوي والشيخ وفرج.
وقال شبانة لـ"الرسالة نت" إنّ هذه الصراعات تزداد وتيرتها يوما بعد يوم مع تدهور صحة عباس، وتعاظم فرص الشيخ لتولي مقاليد الحكم خلفا له.
ويشير شبانة إلى أن الأدوار التي يقوم بها الطيراوي مثبتة بحكم مسؤولية عمله سابقا في المخابرات.
في السياق، كشفت مصادر أمنية لـ"الرسالة نت" عن فحوى تقارير رفعها توفيق الطيراوي عن زميله جبريل الرجوب، تتضمن معلومات مهمة تضمنت ما كتبه عن جبريل رجوب وإرساله لجهاز المخابرات عن طريق شقيقه أنور وإرسال نسخ أخرى لمخابرات دول عربية.
تحدث عن جبريل رجوب بأنه لا يصلح لرئاسة السلطة الوطنية لعدة أسباب:
أولا: على المستوى الشعبي غير مرغوب فيه.
ثانيا : تمتاز شخصيته بالصلافة والفجاجة والديكتاتورية والتكبر.
ثالثا: لا يمتلك كاريزما قيادية مقنعة ويستخدم اللغة السوقية في مواقفه.
رابعا: يحاول أن يجعل من نفسه إمبراطور فلسطين القادم.
خامسا: يشتري أتباعه الأسلحة ولديه خطة جاهزة للتنفيذ من خلال الوقائي والاستخبارات في اليوم الأول لوفاة ابو مازن.
وتشمل الخطة الاستيلاء على كامل المؤسسات السيادية والإعلامية واعتقال جميع أبناء غزة في رام الله، وفرض الإقامة الجبرية على بعض أعضاء اللجنة المركزية.