وسط الكثير من حالات التخبط والصعود والهبوط الذي تعيشه منظومة كرة القدم في قطاع غزة، تظهر الكثير من النقائص والمفقودات في هذه المنظومة والتي قد تحل الكثير من المشاكل إن وجدت، والجملة المعتادة في مثل هذه المواقف: إن توفرت الإرادة والرغبة!
منظومتنا الكروية تفتقد لعنصرين هامين بإمكانهما إكمال الصورة الناقصة التي لا يظهر فيها سوى اتحاد كرة القدم والأندية، اتحاد مغلوب على أمره بفعل واقع سياسي صعب لا تخف تفاصيله على أحد، وأندية بلا حول ولا قوة وغير قادرة على تغطية التزاماتها، وفي بعض الأحيان ربما تدعي ذلك.. فما الحل؟
اللاعب في قطاع غزة هو الحلقة الأضعف في حلقات المنظومة الكروية، ما بين تعاقد أبدي أشبه بعبودية أيام الجاهلية لا يعتقه سوى ورقة استغناء، وبين أموال يتفق عليها ولا تُقبض، وبين إهمال وتجاهل قد يصلان إلى انتهاء مسيرة في حال الإصابة لا قدر الله.
واقع مرير يعيشه اللاعب الذي في كثير من الأحيان تُشكل كرة القدم مصدر دخله الوحيد في واقع اقتصادي يعج بالبطالة، والحل هنا أن تكون لدينا رابطة لاعبين، تُبنى على أسس سليمة وقوانين ضابطة تعمل على حماية اللاعبين وحقوقهم، وتضمن لهم حياة كروية سوية بلا هضم حقوق.. صعبة ؟!
أما الأندية، فهي بحاجة إلى أن تتحد تحت مظلة جامعة بعيداً عن سلطة الاتحاد، أن تكون لدينا رابطة للأندية بمجلس إدارة موحد قوي وقادر على المواجهة، رابطة تعمل على حماية حقوق الأندية و تجبر الكيانات الأخرى على الوفاء بالتزاماتها، وتعمل على توفير بدائل مستدامة لتحقيق الدخل اللازم لاستمرار عمل الأندية من خلال التشبيك مع منظمات المجتمع المدني والشركات الكبرى في القطاع الخاص .. كمان صعبة ؟!
على الهامش، كنت قد سألت أحد "الخبراء" عن عدم امتلاكنا لرابطة أندية، وما فهمته بأنها كانت متواجدة قديماً ثم اندثرت بعد ظهور كيان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وهو أمر غريب حقيقة، فالاتحاد وأدواره لا تلغي الرابطة والعكس الصحيح، العمل تكاملي بدرجة أولى!
في حال تواجد هاتين الرابطتين، رابطة اللاعبين ورابطة الأندية، حينها سنكون أمام واقع جديد يحتاج إلى قوانين جديدة لتنظيم العمل الكروي في قطاعنا الحبيب، بحاجة إلى "سوفتوير" لكامل المنظومة يضمن التفاعل الإيجابي والبناء بين كافة الأطراف من اتحاد وأندية ولاعبين، والمحصلة ستكون وجبة صحية للجمهور المتعطش دائماً وأبداً.
نقطة أخيرة في غاية الأهمية، في حال أصبحت لدينا رابطة للأندية، فإننا أمام فرصة ذهبية لإضافة بطولة جديدة إلى روزنامة الموسم الكروي التي تشهد فترات فراغ كبيرة، بطولة يمكن أن تسند رعايتها إلى شركات القطاع الخاص، توفر المزيد من الأموال للأندية واللاعبين، وتزيد من جرعات المنافسة والاستمرارية في الملاعب، على غرار ما حدث مؤخراً في جارتنا الكبرى مصر مثلاً، أو حتى ما يحصل في إنكلترا التي فيها كأس رابطة الأندية الإنكليزية والتي تحمل اسم "كاراباو" نسبة للشركة الراعية لهذه البطولة، فإذا كان عندنا بريميرليج غزاوي .. ليش ما يكون عندنا كاراباو غزاوي؟!