ساهم سماح روسيا بـ"الاستيراد الموازي" اعتبارا من آذار/ مارس في مواجهة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، في جعل تركيا مركز عبور تجاري لها.
وقالت صحيفة "دنيا" التركية إنه يتم تفريغ البضائع من مختلف دول العالم في موانئ مختلفة بتركيا بعد إجراء الفحص إذا كانت خاضعة للحظر أم لا، ثم يتم نقلها عبر السفن إلى روسيا، مشيرة إلى أن الطريقة ذاتها يجري استخدامها عبر منطقة الجمارك في عمليات النقل البري.
ونقلت الصحيفة الاقتصادية عن مصادر لوجيستية، أن بعض الشركات الروسية فتحت مكاتب تمثيل لها في تركيا، وعقدت شراكات مع شركات أخرى من أجل تنفيذ نظام "الاستيراد الموازي".
وكشف وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم ريشيتنيكوف، عن أن إجمالي حجم المنتجات التي يتم جلبها إلى البلاد عبر دول ثالثة (الاستيراد الموازي) بلغ قرابة الأربعة مليارات دولار.
ونقلت الصحيفة عن ممثلي قطاع الخدمات اللوجستية أن الاستيراد الموازي يتم بشكل أساسي من خلال المستثمرين الروس الذين أسسوا شركات في تركيا.
وفقا للمعلومات، فإن رجال الأعمال الروس يقومون بشراء عقارات في تركيا وإنشاء شركات محلية من أجل الحصول على الجنسية، ويقومون بإرسال المنتجات المستوردة من دول مثل الشرق الأقصى أو الاتحاد الأوروبي إلى روسيا من خلال تلك الشركات.
ومنذ أن أوقفت شركات الحاوية العالمية في الاتحاد الأوروبي مثل "ميرسك" و"هاباج لويد" و"هامبورغ سود" عمليات النقل إلى روسيا، فإنها تتم من خلال شركات الحاويات التركية التي لديها خط بحري إلى روسيا.
ولا تقتصر عمليات نقل البضائع إلى روسيا عبر البحر، بل أيضا هناك تزايد عبر الطرق البرية والجوية وسكك الحديد.
ولفت محمد سركان إردم المدير العام لشركة "Rif Line" اللوجيستية، إلى ملء المستودعات في ميناء مرسين التركي بسبب البضائع العابرة إلى تركيا من مناطق مختلفة من العالم والتي ستنقل إلى روسيا.
وأشار إردم إلى أنه يتم إرسال هذه الشحنات إلى روسيا من خلال سفن ملاكها أتراك، أو عبر شاحنات روسية تأتي إلى تركيا لنقل البضائع.
وأضاف أن العديد من شركات الاتحاد الأوروبي تتلقى بالفعل بضائع من دول مثل الصين وإندونيسيا وترسلها إلى روسيا عبر تركيا، وعلى سبيل المثال يتم تصنيع مكيفات الهواء من "Bosch" الألمانية في تايلاند، ومن هناك تنقل إلى الأسواق الروسية.
وبعد توقف شركات الحاويات العالمية رحلاتها إلى روسيا، فإن الشحنات تأتي إلى إسطنبول أو إزمير أو مرسين، ليتم نقلها عبر شركات "Fesco" و"Akkon" و"Arkas" و"Medkon" إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي.
وقال محمد إيشيك مدير عام شركة "Medkon" إحدى شركات اللوجستية الرائدة في تركيا، والتي نقلت البضائع من مرسين وإسطنبول وإزمير إلى ميناء نوفوروسيسك، إنهم يتعاملون بحساسية كبيرة لعدم كسر الحظر في عملية نقل البضائع إلى روسيا.
وتابع بأنهم حريصون وشركة "Arkas" على عدم نقل البضائع المحظورة إلى روسيا، وقال: "لدينا اثنان من المحامين في شركتنا، والذين يتحققون من عدم وجود أي مشاكل، ونقوم بعملية النقل إلى روسيا عندما نتأكد من أن المشتري أو البضائع غير مشمولين في قائمة الحظر، وتتم مشاركة المعلومات مع شركة التأمين في إسطنبول".
وذكر إركان باشبوغا مدير عام شركة "أسبر" للمستودعات واللوجستيات، أن "رجال الأعمال الروس أسسوا شركات في تركيا، وتقوم هذه الشركات بجمع البضائع من أوروبا وإحضارها إلينا لإجراء عملية النقل، وبعضهم يقوم بتوريد وتصدير البضائع من تركيا، وبهذه الطريقة تكون عملية التجارة قانونية".
وأضاف أن عمليات النقل لا تقتصر فقط على طريق البحر، بل إنها تشمل أيضا السكك الحديدية.
وذكرت الصحيفة الاقتصادية، أن الزيادة في "الاستيراد الموازي" لروسيا انغكست في أرقام النقل البري للتجارة الخارجية التركية، وبحسب التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي لجمعيات وكلاء الشحن، فإن هناك زيادة في عمليات النقل من تركيا إلى روسيا.
وفي الوقت الذي ارتفعت فيه شحنات التصدير من تركيا إلى كومنولث الدول المستقلة (CIS)، ودول آسيا الوسطى بنسبة 10 بالمئة في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى حزيران/ يونيو 2022 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فإن رحلات الشاحنات التركية إلى روسيا زادت بنسبة 40 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها.
المصدر: عربي21