عقد، اليوم السبت، في ديوان باقة الغربية، المؤتمر الأول للجان إفشاء السلام والإصلاح في الداخل الفلسطيني، وذلك بمشاركة حشد واسع من الأهالي والمواطنين من مختلف المناطق العربية في البلاد.
وتنبثق لجان إفشاء السلام والإصلاح، عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الفلسطينية في الداخل، برئاسة الشيخ رائد صلاح، وتشمل معظم البلدات الفلسطينية في الداخل المحتل.
وتحاول لجان إفشاء السلام والإصلاح، الحد من الجرائم المتفشية في المجتمع العربي، وهي الظاهرة التي حصدت أرواح 66 شخصا منذ بداية العام، من بينها قتل 7 نساء من المجتمع الفلسطيني بالداخل، في حين توصلت شرطة الاحتلال إلى 10 من المجرمين المدانين بارتكاب تلك الجرائم فقط. ويُشار إلى أن جرائم القتل طالت 3 أطفال.
وأدار المؤتمر الشيخ مروان جبارة.
وخلال العقود الأخيرة تنظمت بعض لجان الإصلاح في المجتمع العربي، لكن تدخّل عصابات الإجرام فيها حال دون نجاحها بإفشاء السلام، وحول هذا تحدث رئيس لجنة إفشاء السلام، الشيخ رائد صلاح وقال: "نحن لا نملك سيادة رسمية، لكننا نمتلك قوة سيادية اعتبارية وهيبة اجتماعية ومعنوية، التي نستثمرها في إفشاء التراحم كخطوة وقائية، ثم إفشاء ثقافة الصلح خير والمناعة الاجتماعية لرفض العنف بكل أسبابه وأساليبه".
وافتتح المؤتمر رئيس بلدية باقة الغربية، الأستاذ رائد دقة، وقال إن: "لجان الإصلاح ضرورية لكل المجتمعات خاصةً لمجتمعنا، الذي يتعرض لتهميش كبير من قبل السلطات المسؤولة عن محاربة الجريمة المتفشية في المجتمع العربي بالتحديد، لذلك نرحب باللجان التي حتمًا ستحسن من المجتمع".
ومن عنده، قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، محمد بركة، إن: "الصلح والإصلاح هو أساس المجتمع من أجل الرقي، إذ أنني أتعجب من الذي لا يعوّل على لجان الإصلاح، خاصةً في هذه الدولة لجان الإصلاح لها دور هام من أجل كبح الجرائم المتواطئة معها المؤسسة".
وتطرّق بركة في حديثه إلى العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة، قائًلا: "حكومة التغيير وجميع حكومات (إسرائيل) يدها ملطخة بالدم الفلسطيني، وهذا الدرب سار عليه كل رؤساء حكومات هذه الدولة، إذ أن هذا العدوان من أجل مكاسب سياسية وأيضًا من أجل تدمير غزة بين الحين والآخر".
وفي كلمته، قال الأب، فوزي خوري راعي كنيسة الكاثوليك في فسوطة، إن: "لجان الإصلاح ضرورية لمجتمعنا العربي الفلسطيني بكل أطيافه، خاصةً ما نعيشه من سياسات متبعة ضدنا وتهميش المجتمع من قبل الدولة، ومن المهم والضروري في عمل هذه اللجان توجيه البوصلة إلى القدس".
ومن ناحيته، قال رئيس مجلس أبو سنان المحلي، فوزي مشلب إنه "من خلال العمل الوحدوي والمتكاتف نستطيع كبح الجريمة المتفشية في مجتمعنا بشكل كبير جدًا خاصةً في السنوات الأخيرة، والموجع أكثر ازدياد عدد الجرائم بحق النساء، لذلك من الضروري أن نعمل بشكل موحد".
وصرّح منسق لجان الإصلاح القطرية، الشيخ هاشم عبد الرحمن أن "همنا في كل هذه البلاد واحد من غزة والضفة والداخل الفلسطيني، ونحن نواجه في هذه البلاد مرحلة إفساد، لكن بإمكان أي شخص منا أن يكون نجمة في هذه الأزمة، الجميع يستطيع أن يعمل ويحسّن من المجتمع، وذلك من خلال الكلمة الطيبة ولجان الإصلاح".
وأشار الأب سيمون خوري إلى أنه "في الوقت الذي كان من الممكن أن نكون أقوياء، تهزنا الجريمة المتفشية في المجتمع العربي في الداخل، لذلك من المهم العمل كالرجل الواحد، من أجل إيقاف الجريمة المتفشية، والأهم من ذلك لا يمكن العمل على الجريمة والابتعاد عن القضية الوطنية الفلسطينية، يجب العمل على الجريمة وعلى القضية الفلسطينية في آن واحد".
وقال رئيس لجان إفشاء السلام، الشيخ رائد صلاح إن "دور لجان الإصلاح مهم وهو مسؤولية كبيرة، لذلك نرى أنه من المهم افتتاح مكاتب إصلاح في مختلف البلدات العربية، حتى يتوجه كل شخص يواجه اي مشكلة إلى هذه المكاتب، ومن المهم العمل بالتعاون مع كل مؤسسات مجتمعنا حتى ننجح بهذا".
وأضاف صلاح أن "العمل مع كل مركبات المجتمع والقيادات الدينية المسيحية والإسلامية والدرزية، وأيضًا ضغط القيادات الدينية على القيادات السياسية من أجل العمل الوحدوي، حتى ننتصر على الجريمة المتفشية في مجتمعنا".
وصرح صلاح أن: "تعرضنا إلى العديد من الضغوطات خلال الأسابيع الماضية من أجل إلغاء هذا المؤتمر، لكن نحمد الله بالرغم من كل هذا نجحنا في عقد المؤتمر، وتمرير البرنامج الذي خططناه".
المصدر: عرب٤٨