قائد الطوفان قائد الطوفان

استخلاص العبر من العدوان (الإسرائيلي) الأخير ضد غزة

ارشيفية
ارشيفية

بقلم: ماجد الزبدة

شكّل العدوان (الإسرائيلي) مؤخرًا على قطاع غزة محاولة (إسرائيلية) لاستعادة الردع وترميم صورة جيش الاحتلال أمام المجتمع الإسرائيلي، كما اعتبره كثيرون محاولة من يائير لابيد الذي يرأس حكومة انتقالية مؤقتة لحصد أصوات الناخبين الإسرائيليين في انتخابات الكنيست مطلع نوفمبر المقبل، في تكرار لجرائم إسرائيلية دأبت عليها الأحزاب الإسرائيلية الحاكمة في إطار التنافس الانتخابي مع كل انتخابات برلمانية يجريها كيان الاحتلال.

اغتيال قيادات عسكرية وازنة في سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في غزة هو هدف كبير نجح جيش الاحتلال في تحقيقه خلال العدوان، إلى جانب محاولته تفتيت الجبهات الفلسطينية جغرافيًا بين الضفة وغزة من خلال رفضه المطلق لتدخل غزة في حملات الاعتقال التي يشنها ضد الفلسطينيين في الضفة المحتلة، وإصراره على رفض الإفراج عن القيادي في الجهاد الإسلامي بسام السعدي، الذي اعتُقل مطلع الأسبوع الماضي والذي هددت حركة الجهاد على إثره الاحتلال مطالبة بضرورة الإفراج عنه.

وعلى الصعيد الفصائلي نجحت المقاومة في إفشال محاولات الاحتلال التفرد بحركة الجهاد الإسلامي دون غيرها من القوى الفلسطينية المقاوِمة، حيث أعلنت غرفة العمليات المشتركة التي تضم كافة الأذرع العسكرية للمقاومة الفلسطينية في غزة وفي طليعتها كتائب القسام أنها موحدة في مواجهة العدوان، ووفرت غطاءً عسكريًّا وأمنيًّا لسرايا القدس لتتصدر المشهد المقاوِم في غزة، كما عملت الغرفة على إسناد سرايا القدس من خلال رشقات صاروخية ضد مغتصبات الاحتلال أطلقتها عدد من قوى المقاومة التي تتلقى دعمًا مباشرًا من حركة حماس في غزة.

وسياسيًّا أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس والجبهتين الشعبية والديمقراطية بيانات إسناد لحركة الجهاد الإسلامية، وأكدت أنها موحدة في الدفاع عن أبناء شعبنا، وهذا ما أكده الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، وعدد من قيادات الحركة مشيرين إلى البيئة الحاضنة التي وفرتها حركة حماس لإسناد سرايا القدس في مواجهتها مع الاحتلال مؤخّرًا. 

ورغم إدراكنا أن حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس سعت وبكل قوتها للدفاع عن أبناء شعبنا، والرد على عدوان الاحتلال إلا أننا ومن خلال متابعتها للمشهد الفلسطيني المقاومة نضع بعض الملاحظات على هذه الجولة من المواجهة العسكرية مع الاحتلال:

أولًا: جاء العدوان الإسرائيلي على غزة بعد مناورات مكثفة، واستعدادات ميدانية لجيش الاحتلال كانت بادية للعيان في غلاف غزة، وبالنظر إلى أن جيش الاحتلال حدد ساعة الصفر لبدء هذه المواجهة العسكرية، وباغت عددًا من قيادات المقاومة بالاغتيال، فإننا نأمل أن يتم استخلاص العبر بشكل معمق من تلك المواجهة، وأن يتم تعزيز التنسيق بشكل أكبر بين سرايا القدس وسائر قوى المقاومة الفلسطينية المنضوية في إطار غرفة العمليات المشتركة.

ثانيًا: رغم إيماننا بأنه لا عمل دون خطأ، وقناعتنا بجهود قيادة السرايا لتطوير منظوماتها الصاروخية والمدفعية، إلا أننا كمواطنين لمسنا خللًا في الأداء نتج عنه خسائر ميدانية في غزة، وهذا يستوجب تحديد نقاط الخلل، ومعالجة الخسائر الميدانية، ومراجعة جودة الأداء العسكري، والاستفادة من تجارب الآخرين سيما كتائب القسام في غزة، وهذا كله لا يُنقص من قدر الاخوة المقاومين في سرايا القدس الذين نرفع لهم القبعة احترامًا وتقديرًا لدورهم الفاعل في الدفاع عن أبناء شعبنا في الضفة وغزة.

ثالثًا: إن السؤال الأبرز في أذهان الفلسطينيين اليوم يدور حول ضمانات عدم عودة الاحتلال إلى سياسة الاغتيالات بعد هذه الجولة من المواجهة، ودور الوسيط المصري في إلزام الاحتلال بالإفراج عن بسام السعدي، وهي تساؤلات بحاجة إلى إجابات شافية تعزز ثقة المواطن الفلسطيني بقيادة المقاومة. 

ختامًا فإنني كمواطن فلسطيني داعم لخيار المقاومة أدعو الاخوة في قيادة الجهاد الإسلامي إلى مراجعة موقفهم من الاندماج العسكري ضمن غرفة العمليات المشتركة في غزة، فجميعنا يحرص على مواجهة الاحتلال متحدين تحت لواء واحد بعيدًا عن التفرد في الموقف والقرار الذي قد يدفع أثمانه الكل الفلسطيني.

رحم الله شهداء فلسطين، ودعاؤنا بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

البث المباشر