لم تتوقف الجهود الدبلوماسية لقيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ بدء الاحتلال (الإسرائيلي) عدوانه على قطاع غزة، على كل المستويات العربية والدولية، في محاولة لوضع حد للجرائم التي تمارس بحق شعبنا.
وبعد مساع مضنية، نجحت حماس من خلال تحركات قائد الحركة إسماعيل هنية في إرساء وقف إطلاق النار برعاية مصرية، عقب جهود متواصلة لحماية شعبنا الفلسطيني.
جملة من الاتصالات والتحركات أجراها هنية سواء بالتواصل مع ممثل الأمم المتحدة والتباحث مع الوسيط المصري والقطري، والخارجية الروسية والإيرانية والتركية والعديد من الدول الأخرى أفضت في نهاية المطاف لتشكيل رأي عام دولي ضاغط على كيان الاحتلال دفعه لوقف عدوانه على القطاع.
وأمام هذه الجهود، فإن حالة من الصمت والخذلان مارستها السلطة الفلسطينية والتي من المفترض أن تتولى هذه المهمة، على اعتبار أنها الممثل للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، أن حماس مارست دبلوماسية عالية واتصالات مكثفة مع أطراف عربية ودولية من أجل وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وهو ما ينم عن حرص ومسؤولية وطنية وأهمية نابعة من ضرورة وقف الجرائم (الإسرائيلية) في قطاع غزة.
ويضيف الغريب في حديثه لـ "الرسالة" أن استمرار الاتصالات حتى اللحظة الأخيرة يؤكد أن دبلوماسية حماس نجحت عبر الوسطاء والأطراف الدولية من تسجيل إنجاز سياسي مهم تكلل بوقف العدوان على شعبنا.
ويبين أن ما جرى يعكس أهمية دور حماس في كل الميادين السياسية وغيرها ويدل على حالة الوعي بحيثيات العدوان على شعبنا، ومن جانب آخر يدل على تمتع حماس بعلاقات عربية ودولية وقدرتها على التأثير في المشهد السياسي والدولي.
ولفت الغريب إلى أن السلطة وسفراءها واتصالاتها كانت خجولة لحد كبير ولا ترتقي إلى مستوى الحدث الذي يجري في قطاع غزة وهذا يعكس حالة الترهل والتراجع في الأداء والدبلوماسية الفلسطينية الرسمية.
وأشار إلى أن هناك حالة قصور واضح وكأن ما جرى في غزة يحصل بدولة لا علاقة للسلطة فيها، وهو ما يسجل إخفاقا كبيرا في أداء السلطة الدبلوماسي الواضح للسلطة تجاه دورها في قطاع غزة.
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي محمد شاهين مع سابقه، في أن حماس تسعى في الجانب الميداني أو العملياتي أو الدبلوماسي من أجل الدفاع عن شعبنا وحمايته وتعزيز صموده والسعي لوقف العدوان، وهو مؤكد أنها صمام الأمان والعمود الفقري لشعبنا.
ويؤكد شاهين في حديثه لـ "الرسالة" أن هنية تواصل مع مختلف الأطراف العربية والدولية لكبح العدوان وكان له جهد واضح في وقف العدوان وهو ما أكده الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة عن دور حماس الأساسي في دعم المقاومة وهي تمثل العمود الفقري والحاضنة لهذا الخيار.
وأشار إلى أن دور السلطة كان متخاذلا ولم تقم بواجباتها، ودليل دلك التصريحات الخجولة والمتأخرة التي صدرت عن الخارجية الفلسطينية بعد يومين من العدوان.
ولفت إلى أنه كان الأولى بالسلطة أن تستغل الدبلوماسية على اعتبار أنها الممثل الرسمي للمؤسسات الفلسطينية، بينما هي -على العكس- تمارس التنسيق الأمني وتتعاون مع الاحتلال.