قائمة الموقع

كيف أسست "حماس" بيئة حاضنة للمقاومة بغزة؟

2022-08-11T10:24:00+03:00
الرسالة نت- محمود فودة

كان واضحا في العدوان (الإسرائيلي) الأخير على غزة، الانعكاس الإيجابي لتشكيل حركة حماس بيئة حاضنة للمقاومة الفلسطينية من خلال غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة، التي مُنحت كامل الحرية في ممارسة النشاط المقاوم ومقارعة الاحتلال على مدار الوقت.

وتُبدي الفصائل الفلسطينية -مع كل عدوان على غزة- أن الأخيرة باتت قلعة للمقاومة، محمية الظهر، بفضل المساحة الواسعة والاهتمام البالغ من حركة حماس ومعها الأجهزة الحكومية لتوفير الدعم اللازم للمقاومة، وحماية الجبهة الداخلية.

ومن أبرز المواقف التي تؤكد ما سبق، ما جاء على لسان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة إن حركة حماس هي العمود الفقري لحاضنة المقاومة ونحن في تحالف مستمر معهم لمواجهة العدو، وسنبقى موحدين مع كل قوى المقاومة.

 وأضاف النخالة في كلمة متلفزة له، عقب الإعلان عن التوصل لوقف إطلاق النار، أن الغرفة المشتركة والشعب الفلسطيني كله كان موحدا خلال العدوان وكل قوى المقاومة كانت حاضنة للجهاد الإسلامي ودعمت وساندت في المعركة.

أسس البيئة الحاضنة

وأسست حركة حماس لبيئة حاضنة للمقاومة من خلال العمل على عدة أصعدة من شأنها إيجاد البيئة المناسبة لنشاط المقاومة بأريحية، ودون معيقات، بالتعاون المشترك بين جميع الجهات المختصة في غزة، الحركية منها والحكومية.

وأول تلك الأسس، يتعلق بالجانب العسكري، إذ أن حركة حماس سعت إلى رفع مستوى قدرات المقاومة، واستيرادها من الخارج، وتطويرها في الداخل، ومد الفصائل الأخرى بالمعدات والعلوم العسكرية المختلفة، بما فيها المتعلق بالتصنيع والتطوير.

ويظهر جليا التطور الحاصل في قدرات المقاومة الفلسطينية ككل، من ناحية تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة، وحفر الأنفاق، وقوة الكوماندوز البحري.

وأما الأساس الثاني يتعلق بالجانب الاستخباري، إذ باتت تمتلك حركة حماس ذراعا استخباريا ذا قدرة عالية على ملاحقة العملاء، والكشف عن مخططات الاحتلال وأعوانه، وكذلك رصد ومراقبة وتحليل حركة الاحتلال المحيطة بقطاع غزة.

وكذلك تمكنت حماس من خلال أجهزتها الأمنية والاستخبارية، من الكشف عن بعض الاختراقات التي أصابت المقاومة الفلسطينية على صعيد المقدرات أو العناصر البشرية، بما يؤدي إلى تنقية صف المقاومة من أي اختراقات أو مساس، وفي ذلك أمثلة كعبث العملاء بمرابض الصواريخ أو مراقبة قيادة المقاومة، أو محاولة زرع عملاء في أوساط المقاومين.

وعن الأساس الثالث، يظهر الجهد الذي بذلته حماس على الجانب الاجتماعي، في جذب جمهور غزة لدعم المقاومة، وتقديم الغالي والنفيس في سبيل بقائها بخير، برغم كل المحاولات (الإسرائيلية) للتضييق على المواطنين، ومحاولة تدفيعهم ثمن وقوفهم إلى جانب المقاومة، إما بالحصار أو الحروب أو المساومة على الحقوق الأساسية كالعلاج في الخارج.

وتمكنت حماس منذ عام 2007 من جمع الحاضنة الشعبية الخصبة لنمو المقاومة وتطورها، لعلمها المسبق بأن الشعب مصدر المقاومة الذي يمدها بعناصر القوة كافة المادية منها والبشرية، وذلك انعكس إيجابا على بقية فصائل المقاومة التي وجدت الحاضنة الشعبية الجاهزة لتقبل نشاطات المقاومة ودفع ثمن الحفاظ على بقائها.

وفي الأساس الرابع، يظهر الجانب السياسي، الذي يشكل المظلة الكبرى لتجمع الفصائل الفلسطينية في ظلالها، إذ أن حركة حماس لم تترك بابًا إلا وطرقته بحثا عن الداعمين للمقاومة الفلسطينية في فلسطين، وفي غزة على وجه التحديد.

ويظهر انعكاس هذا الجهد السياسي الذي تبذله حماس في وجود قوى إقليمية وعربية وإسلامية تدعم الموقف الفلسطيني في مواجهاته مع الاحتلال (الإسرائيلي) خصوصا في المواجهات العسكرية، وكان الفضل لحماس في إيجاد هذه المواقف، من عدة دول مثل تركيا ومصر وقطر وماليزيا ولبنان والجزائر واليمن.

كما فتحت حماس خطوطا للتواصل المباشر مع المؤسسات الدولية، كالأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمبعوث الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، والاتحاد الأوروبي، وغيرها من المؤسسات والمنظمات العاملة في المنطقة.

وعلى الجانب الحكومي، فكان لحماس في ظل استمرار قيادتها للعمل الحكومي في قطاع غزة، الدور البارز في منح الفصائل الفلسطينية كل ما يلزمها من تسهيلات للنشاط المقاوم، دون أي معيقات أو تأخير.

وكذلك أسست الحكومة جهاز التنسيق الفصائلي التابع لوزارة الداخلية، الذي يعمل على تنظيم العلاقة بين الحكومة والفصائل، من خلال خط مباشر، يمكن من خلاله حل أي إشكالية تواجه الفصائل على وجه السرعة، في ظل القرار السياسي المأخوذ من أعلى رأس الهرم بالدعم الكامل لكل الفصائل المقاومة.

وفي العدوان الأخير ظهر الدور البارز للأجهزة الأمنية الفلسطينية في متابعة الجبهة الداخلية وحمايتها، وفتح المجال أمام نشاط فصائل المقاومة، والحيلولة دون وجود أي تأثير سلبي داخلي على نشاطها.

اخبار ذات صلة