قائمة الموقع

خنساوات فلسطين رمز صبر وثبات يرعب المحتل

2022-08-16T11:36:00+03:00
الرسالة نت - مها شهوان

كما يصطفي الله الشهداء، يختار ذويهم ليمدوا مَن حولهم بالصبر ويرسخوا مفهوم الوطن، البداية تكون عند وصول خبر الشهادة، هنا تظهر قوة صبر العائلة وإيمانها بمقاومة المحتل مهما كان الثمن.

كما تجري العادة، تتوالى وفود المواطنين إلى بيوت الشهداء لمؤازرتهم، لكن دوما تفاجئهم الأمهات بقوتهن، فتخرج مهللة مكبرة تزغرد وتطلب منهم تقديم التهاني، ثم تتقدم الصفوف لتحمل نعش ابنها شوقا في جنازة مهيبة لتزفه إلى الحور العين.

ما تفعله الخنساوات الفلسطينيات يدلل على إيمان قوي وإصرار على البقاء على أرض فلسطين، فقبل أيام أطلت والدة الشهيد خليل النابلسي متقدمة الصفوف ورافعة نعش ابنها وهي تردد "الشهيد حبيب الله" لتشحن قلوب من حولها بالصبر.

وجرت العادة أن تطرق أمهات الشهداء أبواب الأمهات الثكالى لتذكيرهن كيف اصطفاهن الله واختارهن لهذا الموقف على قدر إيمانهن.

تقول والدة الشهيد أحمد زهران: "الشهيد هو ركاب الخيل دواس الليل (..) اختارني الله لمقدرتي على الصبر والابتلاء فأنا أم لشهيدين وستة أسرى ثلاثة من الأبناء ومثلهم من الأحفاد".

وتحكي بلهجة فلسطينية معتقة "أرضعت أبنائي مستيقظة كي لا يشربوا حليب الغفلة"، مضيفة: أصبحوا شبابا زف اثنان منهم إلى الحور العين وكنت فرحة بذلك ففلسطين عروس تريد "شباب ملاح".

كان السؤال لماذا تذهبين لمؤازرة أمهات الشهداء؟ فردت على "الرسالة نت": اصطفاني الله وإياهم من عالم واسع لنكون أمهات شهداء نسبق الجميع إلى الجنان"، مؤكدة أن أبناءهن سبب للفخر والعزة فهم رووا أرض فلسطين بالدماء الزكية، لذا لا بد من الصبر والاحتساب والقوة.

وبفصاحة لسانها تتردد على بيوت الشهداء تمد الأمهات بالصبر والعزيمة رغم تخطيها سن السبعين، فهي أم وجدّة، يحرمها الاحتلال من رؤية أبنائها الأسرى لكن قبل شهور قليلة تمكنت من الحصول على تصريح زيارة فكانت ما بين عوفر وريمون تسير شامخة تمنح القوة لأولادها.

تقول: "بمجرد أن شاهدني أولادي قادرة على المشي كعادتي شامخة "دبت الحياة" في قلوبهم (..) كانوا يخشون عليَ كثيرا لكن رؤيتنا لبعضنا منحتنا القوة".

عودة إلى أم الشهيد إبراهيم النابلسي، بمجرد أن علمت باستشهاد ابنها قبل أيام، بقي الجميع ينتظر ليلمح لو صورة واحدة للاطمئنان عليها وكيف ستبدو بعد مطاردته للمحتل شهورا.

خروجها شحن قلوب الأمهات الغزيات المكلومات، بعد تصعيد استمر ثلاثة أيام بالصبر والقوة، وقفت بين المشيعين تنعى ولدها لتقدمه بعبارات وطنية تليق بفلسطين، ثم دوى صوت زغاريدها لترهب المحتل.

أمهات كثر انضممن إلى ركب قافلة أبرزهن أم عاصف البرغوثي التي قدمت من أبناءها الشهداء والأسرى، وسطرت أسمى معاني التضحية، وأصبحن مدارس في الصبر والوطنية ويخشاهن جنود الاحتلال أكثر من الشباب الثائر.

اخبار ذات صلة