استقبلت جماهير حاشدة، مساء اليوم الاثنين، الأسير المهندس القسامي أمجد السايح في مدينة نابلس، والذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال بعد اعتقال دام 20 عاما في سجونها.
ووصل الأسير المهندس مدينة نابلس بعد ساعات من الإفراج عنه من حاجز الظاهرية جنوب الخليل، حيث كانت في استقباله جماهير حاشدة، متوشحا بوشاح كتائب القسام وحاملا راية حماس.
وشهدت مدينة نابلس مسيرة مركبات ثم مسيرة راجلة، رفع فيها الأعلام الفلسطينية ورايات حماس وصولا لمنزل الأسير، حيث أقيم مهرجان استقبال حاشد.
وهتفت الجماهير للمقاومة والقسام وللأسرى وللشهيد الأسير المحتجز جثمانه بسام السايح، شقيق الأسير المفرج عنه أمجد السايح، وسط زغاريد النساء وهتافات للقائد محمد الضيف.
رسالة الأسرى
وقال الأسير المحرر أمجد السايح إن مشاعر الفرح لا توصف، والفرحة كبيرة وشعبنا يحب الحياة والفرح والأمل، رغم كل المآسي والمنغصات التي تركها خلفه في السجون.
وأضاف السايح: "تركت خلفي جثمان شقيقي الشهيد بسام رحمه الله مقيدا في ثلاجات الاحتلال، وتركت خلفي أسرى دخلت عليهم السجن ومكثت 20 عاما وكانوا قبلي بسنوات، واليوم تركتهم خلفي، ومطلبهم الوحيد الحرية، ويناشدون شعبهم وأمتهم ومقاومتهم أن يسرعوا في الإفراج عنهم".
وأوضح أن الأسرى يتحدون إدارة سجون الاحتلال وعنجهيتها وغطرستها، حيث تشن هجمة شرسة على الأسرى مع اقتراب ذكرى عملية نفق الحرية في سجن جلبوع.
وأكد أن الأسرى ومع بداية شهر 9 القادم سيخوضون إضرابا عن الطعام، ويناشدون شعبهم وأمتهم التمسك بالثوابت والقدس والأقصى وصد هجمة المستوطنين على الأقصى، ونصرة الأسرى.
وتابع: "الأسرى ورغم أنهم شابوا وأعمارهم مضت داخل السجون إلا أن معنوياتهم عالية وستتحطم غطرسة إدارة السجون على صخرة صمودهم وثباتهم".
ولفت إلى أن "الأسرى المرضى يكتبون وصاياهم بصمت وتحدي، وبينهم ناصر أبو حميد ومعتصم رداد وغيرهم كما كتبها بسام من قبلهم، فهم يعيشون الآن مرحلة عاشها بسام قبل استشهاده بأشهر، ولا يعولون على إدارة ولا يعولون على أي شيء سوى الحرية".
وقال القيادي والداعية الإسلامي ماهر الخراز إن اليوم هو يوم عيد في نابلس، ونابلس فرحة باستقبال الأسير أمجد السايح بعد 20 عاما من الاعتقال.
وذكر الخراز أن الفرحة منقوصة سائلا الله عز وجل أن يفرج عن جميع أسرانا وأسيراتنا، وعن جثث شهدائنا وبينهم جثمان الشهيد بسام السايح، وأن يكون استقباله قريبا.
وأضاف: "مرحبا بك يا أمير الكتائب، مرحبا بك يا كريم الكتائب، مرحبا بك يا مهندس كتائب الشهيد عزالدين القسام، يا ابن الحماس الوفي، فأهلا وسهلا بك".
وخلال اعتقاله ألف المهندس السايح كتابين حملا اسم: "بسمة وداع"، و"حكايات مراش".
ويرسم كتاب "بسمة وداع" سيرة شقيقه الشهيد بسام السايح الذي يعد نموذجًا حيًّا لبطولات المقاومة والمقاومين الذي سطّر بدمائه أسمى آيات الفخر والانتصار رغم كثرة التحديات وصعوبة الظروف".
أما كتاب "حكايات مراش" يُوثّق قصصًا لأسرى جرحى اعتُقلوا مُضرجين بدمائهم فمارسَ الاحتلال الإسرائيلي ضدهم أشكالًا مختلفة من التعذيب على أسِرّة عيادة سجن الرملة.
ومصطلح "مراش" هو اختصار لمستشفى سجن الرملة، ويذكر فيه السايح تجربته داخل العيادة التي لا تتوافر فيها المتطلبات الصحيحة للرعاية الطبية.
والأسير السايح اُعتقل في عام 2002، وأُصيب عند اعتقاله بإصابات بليغة، وحكمت محكمة الاحتلال عليه في البداية بالسجن 12 عامًا، ثم رفعها لاحقًا إلى 20 عامًا.
ويعد من الأسرى الفاعلين في سجون الاحتلال، وشقيق الشهيد الأسير بسّام السايح والذي استشهد نتيجة لجريمة الإهمال الطبي الممنهجة، حيث أنّه كان مصابًا بالسرطان، ورفض الاحتلال علاجه والإفراج عنه، ويُحتجز جثمانه حتى اليوم.