صفعت عملية إطلاق النار على حافلة للمستوطنين قرب بلدة سلواد شرقي مدينة رام الله، جيش الاحتلال (الإسرائيلي) الذي بات يغرق يوما بعد يوم في سيل عمليات مقاومة الضفة المتصاعدة والتي تشكل تحديا للمنظومة الأمنية (الإسرائيلية).
تثبت سلواد هذه المرة كما المرات السابقة أنها على درب شقيقاتها من المدن الفلسطينية الثائرة وأنها لا تزال تحتفظ بخزان وقود للمقاومة، خاصة أنها صاحبة الباع الطويل في تخريج المقاومين كإبراهيم حامد، قائد القسام بالضفة، وثائر حماد، منفذ عملية "عيون الحرامية"، والمئات من الأبطال.
ولعل امتداد وتصاعد وتيرة العمليات الفدائية في مدن الضفة، أصبح كابوسا يؤرق جيش الاحتلال (الإسرائيلي) ومعضلة تستنزفه، كلما ساد الاعتقاد لديه بأنه نجح في إخماد لهيب المقاومة ليعود ويكتوي بعملياتها مجددا.
وتصاعدت عمليات إطلاق النار والمواجهات مع قوات الاحتلال (الإسرائيلي) في الضفة الغربية المحتلّة خلال الأسبوع المنصرم؛ ما أدّى إلى استشهاد 3 مواطنين وإصابة 12 (إسرائيليًا) من جنود الاحتلال ومستوطنيه.
وعلى مدار الأيام السبعة الماضية، رُصدت 77 نقطة مواجهة، و20 عملية إطلاق نار، و22 عملية إلقاء عبوات متفجرة وزجاجات حارقة ومفرقعات نارية في عدة مناطق بالضفة المحتلّة.
متصاعدة ومتدحرجة
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، أن المقاومة بالضفة تشهد وتيرة متصاعدة ومتدحرجة لتثبت الخيار الوحيد والاستراتيجي للشعب الفلسطيني في ظل تصاعد الانتهاكات والاعتقالات والملاحقات.
ويوضح العقاد في حديثه لـ "الرسالة" أن القناعة تزداد لدى العقل الفلسطيني بالضفة الذي يتخذ من مقاومة قطاع غزة نموذجا؛ لتصبح عدوى سريعة الانتشار والتأثير وتتجاوز طوق التنسيق الأمني.
ويبين أن الشعب توحد حول هذا الخيار ولن تنجح كل محاولات الاحتلال تحت أي مسميات من انتزاعه، على اعتبار أنه رد فعل طبيعي تجاه جرائم الاحتلال.
ويشير إلى أن مدن الضفة تمثل وحدة مقاومة لتثبت عجز الاحتلال وتخبطه وفشل كل أساليبه في اجتثاث المقاومة وكي وعي الفلسطينيين.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، أن المراقب لسلوك العمليات الأخيرة التي حدثت في الضفة الغربية على مدار الشهور الماضية يدرك أن الحالة النضالية في تصاعد مستمر وهي دليل على وجود وجدوى المقاومة في العقل الفلسطيني رغم الظروف الأمنية المعقدة التي تمر بها مدن الضفة.
ويضيف الغريب في حديثه لـ "الرسالة" أن هذا يأتي في أكثر من إطار أولا فشل كل النظريات التي يعمل بها الاحتلال لكبح جماح العمل المقاوم وفرض واقع أمني جديد يوفر الأمن للمستوطنين.
ويتابع "ومن جانب آخر يعكس دلالة واضحة أن الجيل الصاعد في الضفة يؤمن بحقوقه ووطنه وأحقيته في مقاومة الاحتلال والعمل حتى ولو بشكل فردي وهو الأسلوب الذي أحدث معادلة جديدة في الضفة ووجه صفعات للمنظومة الأمنية (الإسرائيلية)".
ويشير الغريب إلى أن كل ما سبق يؤكد على صوابية النهج الشبابي الثائر في الضفة وفشل قتل روح المقاومة لدى الشباب الذي عملت جهات دولية واستخبارية بشتى الطرق لتدجينه وتغيير أفكاره.