قائمة الموقع

من ملفات القضاء..مروج مخدرات حاول قتل شرطي

2011-01-10T06:06:00+02:00

الرسالة نت  – مها شهوان

"سيدي القاضي ألتمس توقيع أقصى درجات العقوبة على المدان خاصة انه حاول قتل الشرطي, فقد أعاق عمل  مأموري الضبط القضائي وهدد وكيل النيابة الذي استجوبه" .. هذا ما طالب به وكيل نيابة المحكمة العليا ضد شاب عشريني ذو جسد نحيل وبشرة حنطيه وملتح بلحية خفيفة.

ذالك الشاب دفعته ظروفه الاقتصادية المتردية لترك مقاعد دراسته الجامعية وتعاطي المخدرات والترويج لها  حتى يخرج من حياة الفقر, كما ادعى.

الأخصائي النفسي فضل أبو هين يؤكد أن الظروف السيئة التي يمر بها الشباب تدفعهم للانحراف لاسيما في ظل الحصار وقلة فرص العمل، موضحا أن الشباب قد يجدون من خلال تجارة المخدرات فائدة مادية, لذلك يستخدمون كل الوسائل للدفاع عنها وبأية طريقة كانت .

ووصف أبو هين كل من تسول له نفسه في تجارة وتعاطي المخدرات بعديم الضمير والاحساس.

بذور بانجو

تفاصيل قضية مروج المخدرات الذي حاول قتل الشرطي وقعت قبل شهور في منطقة زراعية جنوب القطاع حيث يقطن الشاب المتهم, حينما كانت تراقبه الشرطة لإلقاء القبض عليه، وعندما جاءت اللحظة الحاسمة حاصر رجال الشرطة الشقة المتواجد فيها المتهم ودخلوها وعثروا بإحدى الغرف على بذور بانجو مخفية في صينية حديد، بالإضافة إلى ضبط بانجو مخلوط به دخان وملفوف بورق ابيض.

تواجد المتهم في الغرفة الأخرى من الشقة وبادر بإطلاق  النار صوب شرطة مكافحة المخدرات عندما شعر أن الخطر اقترب منه مما أدى إلى إصابة احد عناصرها، تلك التفاصيل أدلى بها رجال الشرطة الذين تواجدوا في المكان.

وتأكدت شرطة مكافحة المخدرات من نوع المادة المخدرة عبر تقرير نتائج فحص عينات المعمل الجنائي الذي اثبت أن العينة عبارة عن تبغ مع أوراق وسيقان نبات ومن خلال الفحص الميكروسكوبي للعينة ثبت أنها بانجو.ويصف مجددا المختص النفسي أبو هين متعاطي ومروجي المخدرات بمرضى نفسيين لعجزهم عن مداواة أنفسهم فهم يرتكبون جريمة مركبة يضرون بها مجتمعهم.

ومن هنا فان التهم التي وجهت للمتهم هي حيازة بذور مخدرة بقصد التنمية ، وعقار خطير بهدف التعاطي ، بالإضافة إلى محاولة قتل واعتداء على مأمور الضبط القضائي وحيازة سلاح ناري دون ترخيص وحمله في مناسبة غير مشروعة.

وكيلة المتهم ترجلت من مكانها ووقفت أمام القضاة مترافعة عن موكلها قائلة :" إن موكلي نادم على فعلته ولا يود الخوض بإجراءات طويلة "، مضيفة:"لم يطلق موكلي أيضا النار صوب الشرطي فهو عندما اقتحمت الشرطة المكان وسمع موكلي كلمة "سلم نفسك" مصحوبة بإطلاق رصاصتين من الشرطة ذاتها حينها هرب تحت السرير لذلك فان من أصاب الشرطي يكون زميله.

تلك القضية تم تداولها في عدة جلسات للنظر فيها حيث تم قبل إصدار الحكم المصالحة بين الشاب والشرطي الذي اتهمه بإطلاق النار صوبه.

ولحظة إصدار الحكم ساد الصمت داخل قاعة المحكمة فقد كان المتهم خلف القضبان الحديدية مطأطأ رأسه وذويه ينظرون إليه بحالة يرثى لها ومن ثم أعلن القاضي الحكم متخذا بعين الاعتبار صغر سنه وعدم وجود سوابق له, بالإضافة إلى ظروفه الاجتماعية قائلا:" باسم الشعب الفلسطيني حكمت المحكمة بحبس المدان مدة ثلاثة سنوات مع النفاد وذلك عن التهم الموجة إليه" .الحكم الذي تصدره المحكمة بحق المتهمين بالسجن لاسيما مدمني المخدرات اعتبره الأخصائي النفسي أبو هين بالجيد لأنه يؤهل المدمنين ليعودوا الى مجتمعهم صالحين، موضحا أنه لا يوجد مصحات نفسيه في القطاع لتنقيه جسم المدمن من تأثيرات المخدرات بالكامل.

أرباب السوابق

بدوره تحدث رئيس محكمة غزة القاضي أشرف فارس أن الحكم الصادر بحق الشاب صدر بعدما اعترف بحيازته للمخدرات ومقاومته للشرطة أثناء القاء القبض عليه.

ولفت إلى أن القانون يعطي المحكمة الصلاحية لتخفيف العقوبة ، مشيرا إلى أن العقوبة ليس المقصود بها الانتقام من المجرم وإنما لاصلاحه حتى يعود فردا صالحا للمجتمع.

يذكر أن حيازة المخدرات حسب التعاطي أو الترويج لها تصل عقوبتها لعشر سنوات لاعتبارها جناية ، بينما الاعتداء على مأمور الضبط القضائي يعتبر جنحة، وفيما يتعلق بذلك أوضح القاضي أن العقوبة الأشد تدخل فيها العقوبة الأخف وبالتالي يصدر حكم يشمل الجريمتين ،لاسيما بعدما نظرت المحكمة في ملف المتهم ووجدت أنه ليس من أرباب السوابق وهو صغير السن .

وقال :"المحكمة تقدم عقوبة تتناسب مع الجريمة لتعطي فرصة للمتهم لتقويم نفسه وتهذيب سلوكه وذلك تحت رعاية المختصين في السجون" .

البعض من علماء النفس والاجتماع يرون أن من يقوم بجريمة تكون لديه النية للقيام بغيرها وردا على ذلك قال القاضي: " هذه نظرة غير صحيحة ولا يعني من ارتكب جرما سيعود اليه مجددا "، مضيفا: من يعود للجرم مرة أخرى تشدد المحكمة بالعقوبة التي اقرها المشرع الفلسطيني لأن القضاء يقف بالمرصاد لمن تسول له نفسه بارتكاب جرائم تؤذي المجتمع.

ونصح رئيس محكمة بداية غزة الشباب في حال انهم كانوا ينظرون للمخدرات باعتبارها الطريق الاقصر لكسب المال, فهي نهاية مدمرة لاسيما حينما تطولهم يد القانون الذي لن يرحمهم، مؤكدا أن السلطة القضائية والتنفيذية تقف بالمرصاد لهذه الفئة ولابد من تقويم أنفسهم .

وفي الختام عليكم أيها الشباب بالابتعاد عن طرق الكسب غير المشروعة واللجوء لطريق الصواب خشية الوقوع في براثن الشيطان وتكون النهاية لا يحمد عقباها.

اخبار ذات صلة