اجتمع رئيس حكومة الاحتلال، يائير لبيد، الإثنين، مع رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، في مكتب رئيس الحكومة في القدس المحتلة، من أجل إطلاعه على الوضع الأمني في سياق المستجدات التي طرأت على الملف النووي الإيراني، وذلك في ظل إنجاز مباحثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن بهدف إحياء اتفاق العام 2015.
ومع انتهاء الاجتماع بين الاثنين، شرع لبيد ونتنياهو بتبادل التهم والانتقادات اللاذعة، فيما يترافق الحديث المتزايد عن إمكان إحياء الاتفاق النووي، مع استعداد كل من لبيد ونتنياهو لخوض انتخابات الكنيست الـ25 التي تجرى في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، فيما أطلقت الحكومة الإسرائيلية حملة ضغط مكثفة في محاولة لثني واشنطن والغربيين عن إحياء الاتفاق.
وجاء في بيان صادر عن مكتب لبيد أن الأخير عقد لقاءً مع نتنياهو "لإطلاعه على (مستجدات) ملف الاتفاق النووي مع إيران والأنشطة السياسية والأمنية التي تقودها (إسرائيل) للتأثير في هذا الملف، بالإضافة إلى قضايا الأمن القومي الأخرى"، وأوضح أن سكرتير رئيس الحكومة العسكري، آفي غيل، شارك في الاجتماع.
وتمخض الاجتماع بين لبيد ونتنياهو عن معركة حول توثيق الاجتماع بصريا، إذ رفض مكتب نتنياهو نشر صورة من الاجتماع، في حين أصر مكتب لبيد على ذلك ونشر صورة تظهر لبيد وهو في "وضعية قوة" مقارنة بنتنياهو الذي جلس في وضع المتلقي. وقال لبيد، في بيان، إنه "في ما يتعلق بالأمن القومي، لا توجد معارضة أو ائتلاف. (إسرائيل) قوية وستعمل بشكل موحد لحماية مصالحها الأمنية ضد أولئك الذين يحاولون إلحاق الأذى بنا".
وكان مكتب نتنياهو قد طلب من مكتب رئيس الحكومة، قبل عقد الاجتماع، عدم توثيق الاجتماع بدعوى أنه يتطرق إلى "مسائل أمنية حساسة"، وبعد أن وافق مكتب لبيد على ذلك، وفقا للقناة 12 العبرية، أصر لاحقا على توثيقه ونشر صورة بواسطة مكتب الصحافة الحكومي.
واعتبر مكتب لبيد أن التوثيق مهم لعرض "صورة موحدة" (لإسرائيل) في مواجهة الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية، غير أن الليكود زعم أن لبيد "كان يحاول تحقيق مكاسب سياسية من اجتماع أمني حساس".
في المقابل، هاجم نتنياهو سياسة لبيد فيما يتعلق بالاتفاق النووي واتهم حكومته بعدم ممارسة ضغوط كافية على الولايات المتحدة. وقال نتنياهو، في بيان "انتهيت للتو من تلقي تحديثات أمنية، ولسوء الحظ يجب أن أقول إنني غادرت الاجتماع قلقا أكثر مما كنت عليه قبل الدخول إليه".
وشدد نتنياهو على أنه "سيدعم أي موقف علني حازم ضد الاتفاق النووي، لكن للأسف لا أرى مثل هذا الموقف العلني"؛ واتهم نتنياهو لبيد ووزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، بـ "النوم خلال فترة الحراسة" خلال العام الماضي.
وقال نتنياهو إنه "خلال هذا العام، تسارع إدارة بايدن نحو ما يسميه رئيس الموساد كارثة - إنهم لا يفعلون أي شيء. كان ينبغي أن يجتمعوا مع أعضاء في مجلس الشيوخ، وأعضاء الكونغرس، لممارسة الضغط، لم يتم القيام بهذه الأمور. كل ساعة لا بقدمون فيها على فعل ذلك - فإنها ساعة ضائعة".
وذكر رئيس المعارضة أنه خلال فترة توليه لرئاسة الحكومة، انسحب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي. وأشار نتنياهو إلى أن "الضغط الذي مارسناه على الولايات المتحدة أدى إلى إخراجها من الاتفاق، والآن لا يوجد مثل هذا الضغط". وقال إن حكومة بقيادته ستشكل بعد الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل (في إشارة إلى موعد الانتخابات) "ستضمن، مع أو بدون اتفاق، عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية".
ورد لبيد على كلام نتنياهو في بيان مقتضب جاء فيه أنه "لست مستعدًا للدخول في مناوشة مع رئيس المعارضة لأن ذلك يضر بأمن (إسرائيل). إن الموقف الإسرائيلي الموحد ضد محاولة الإيرانيين الحصول على السلاح النووي له أهمية كبيرة. أدعو رئيس المعارضة والجميع إلى عدم جعل الاعتبارات السياسية تضر بأمننا القومي".
كما صدر بيان عن حزب "ييش عتيد" الذي يترأسه لبيد جاء فيه أنه "علاوة على الضرر الهائل الذي أحدثه خلال فترة حكمه، يواصل زعيم المعارضة تخريب وتعريض أمن المواطنين الإسرائيليين للخطر. وبينما سيواصل نتنياهو إنتاج مقاطع فيديو وأخرى مباشرة منفصلة عن الواقع، فإن الحكومة الإسرائيلية بقيادة لبيد ستفعل كل شيء من أجل الحفاظ على المصالح المرتبطة بالأمن القومي".
بدوره، قال وزير الأمن، غانتس، في تغريدة على تويتر، إنه "ينبغي إبقاء قضايا الأمن القومي لدولة (إسرائيل) فوق النقاش السياسي في فترة الانتخابات. محاولة إيران لتطوير قنبلة نووية لا تُفرِّق بين حكومة وأخرى. في مواجهة التهديد الإيراني - يجب أن نظل متحدين ونركز على الهدف". واعتبر غانتس أنه "في مثل هذه الأوقات، تكون أعين مواطني (إسرائيل) مركزة على القيادة بأكملها - ومسؤوليتنا هي العمل معًا، بطريقة رسمية ووطنية، والحفاظ على أمن دولة الاحتلال.
المصدر: عرب 48