حسب الاحتلال أن اغتياله لعدد من المقاومين في الضفة المحتلة سيوفر له ولمستوطنيه الأمان، إلا أن ذلك كان سرابا، بعد أن زادت عمليات إطلاق النار وصد اقتحامات المدن، ليشير إلى أن المقاومة لم تعد مرتبطة بأشخاص بل نهجا متصاعدا.
وبعد كل عملية ينفذها الاحتلال يورث الشهداء منْ ورائهم سلاحا وأثرًا وطنيا يطوف الأرض المحتلة من شمالها لجنوبها.
فالدخول إلى مخيمات وقرى جنين ونابلس ورام الله وبيت لحم، بات ذا تكلفة، بل أصبح مغامرة، قد يخسر الاحتلال فيها بشريا وماديا، وليس كما كان سابقا، يدخل ويخرج من كل المدن والمخيمات بكل سهولة، برعاية التنسيق الأمني مع سلطة حركة فتح.
وامتد النشاط المقاوم في الأسابيع القليلة ليشمل عمليات إطلاق نار تجاه مستوطنات (إسرائيلية) في القدس وبيت لحم، ومداخل القرى برام الله كسلواد، وحاجز الجلمة في جنين، وخلال اقتحام مخيم بلاطة في نابلس.
كما توسع النشاط المقاوم من ناحية نوعية المشاركين فيه، إذ سجل خلال الأيام القليلة الماضية مشاركة عدد من أفراد الأجهزة الأمنية، في إطلاق النار تجاه قوات الاحتلال، فيما تم اعتقال اثنين منهم بعد محاصرة منزليهما في نابلس.
وفي التعقيب على ذلك، قال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد إن استمرار عمليات المقاومة في الضفة رغم كل ما يتعرض له المقاومون من اغتيالات واعتقالات يدل بوضوح على فشل سياسة الاحتلال، وأن المقاومة في الضفة تشهد حالة من النهوض والتمدد.
وأضاف شديد في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت":" يحاول الاحتلال تثبيت سياسة التصفية الفورية للمقاومين حتى لا يتحولوا إلى أيقونات ومنارات مؤثرة في مسيرة المقاومة، لكن الإقدام والاستعداد للتضحية الذي يتمتع به الشباب المقاوم في الضفة أفشل هذه السياسة، وأصبح مع كل مقاوم شهيد نودعه نستقبل مقاوما مطاردا، وهذه الحالة التي يخشى الاحتلال وجودها وتمددها في الضفة.
وثمن الأسير المحرر شديد وهو من سكان الضفة ومبعد إلى غزة عملية نابلس الليلة التي استهدفت سيارة للمستوطنين وأوقعت فيها إصابات محققة، وذلك كرد طبيعي على استمرار جرائم الاحتلال ضد الشعب ومقدساته.
وأثنى على أبطال الاشتباك في روجيب الذين واصلوا مقاومتهم للقوات الخاصة حتى نفدت ذخيرتهم.
أما الشيخ خضر عدنان فقال إن تصاعد العمل المقاوم في الضفة دلالة عافية لشعبنا المجاهد ويؤشر على أن الاغتيالات والاعتقالات لم تفت في عضد شعبنا الفلسطيني، الذي يصر على استمرار مواجهة الاحتلال بكل ما أوتي من قوة.
وأضاف عدنان في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت" أن عدم استسلام المقاومين واشتباكهم حتى الرصاصة الأخيرة وسام شرف لهم ويرفع الهمم عاليًا، ويشير إلى العزيمة التي تتملك المقاومين في مواجهة الاحتلال.
وأكد أن هبة أبناء شعبنا حول أي مقاوم يتم محاصرته من الاحتلال يفشل مخططات العدو لقتل واعتقال المقاومين، ويساعدهم على المناورة في مواجهة القوة (الإسرائيلية) ويدفع الاحتلال للتفكير مليا قبل تنفيذ أي عملية عسكرية بمدن ومخيمات الضفة.