قائمة الموقع

أهداف اللقاءات الأمريكية مع " الشيخ " في رام الله

2022-09-03T17:55:00+03:00
بقلم: عزات جمال

إلتقت بالأمس مساعدة وزير الخارجية الأمريكي " باربرا ليف " بأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في مكتبه بمدينة رام الله، ويأتي اللقاء في مستهل جولة بدأتها ليف، لزيارة كل من الضفة الغربية ودولة الاحتلال  ..

وتأتي الزيارة في نظر عدد من المتابعين والمراقبين ضمن جهود أمريكية أطلقتها الإدارة الحالية، لمتابعة قضيتين ذات أهمية مشتركة لكل من دولة الاحتلال والإدارة الأمريكية، وهي على النحو التالي :-

١_ هناك جهود مشتركة لكل من الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال لتأمين انتقال آمن لقيادة السلطة بعد التدهور الملحوظ على صحة رئيس السلطة محمود عباس وتقدمه في السن، ووجود خشية حقيقية من دخول أقطاب حركة فتح في الضفة، في صراع دموي يعقب غيابه، وهو الأمر الذي بات واقعاً بدأت تظهر ملامحه باقصاء كل من الطيراوي ومروان البرغوثي وناصر القدوة، من المنافسة على منصب الرئيس الأمر الذي كشفه تحقيق الوريث الذي أصدرته مؤسسة الرسالة الإعلامية، مما قد يدفع إلى مزيد من انفلات الأوضاع الأمنية في عموم الضفة الغربية وتطوره لصراع مسلح بين أقطاب فتح.

لذلك برز هذا التوجه المشترك لكل من أمريكا ودولة الاحتلال لدعم وزير الشؤون المدنية السابق  وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الحالي حسين الشيخ، الذي تربطه علاقات قوية مع الاحتلال، في وجه منافسيه الفتحاويين الآخرين ، وقد لوحظ عقد عدة اجتماعات أمريكية أوروبية مع "الشيخ" بهذا الصدد ...

٢_ وجود خشية كبيرة لدى الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال من اتساع موجة العمليات والغضب الشعبي في الضفة الغربية، وامتدادها لعدد من المدن والمخيمات مثل جنين ونابلس وقباطية وسلواد، وهو الأمر الذي تخشاه دولة الاحتلال لما للمقاومة في الضفة من تأثير قوي لا يقف عند حدود المستوطنات، بل هو مرشح للوصول لعمق المدن المحتلة المركزية، كما حصل في سلسة عمليات جريئة هذا العام نفذها الشباب الفلسطيني، في رد على عدوان الاحتلال المستمر.. الأمر الذي اجتهد الاحتلال والسلطة لمنعه على مدار سنوات عديدة بطرق ووسائل شتى.

وفي هذا السياق وجه عدد من قادة الاحتلال اللوم للسلطة الفلسطينية على تقاعسها كما وصفوه في منع انطلاق العمليات، وقد كان التهديد الأبرز الذي أطلقه غانتس " بأنهم مستعدون لعملية في الضفة اذا استمر تصاعد العمليات".

يرى الاحتلال أن هناك نوعاً من التراخي في ملاحقة المقاومة في الضفة، وأن الاحتلال وجيشه بات يضطر للقيام بدور السلطة الفلسطينية في بعض المدن والمخيمات كما حصل في اقتحامات جنين ونابلس، وحتى في قلب رام الله التي اقتحمها الاحتلال لإغلاق عدد من الجمعيات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني.

ولم ينكر الاحتلال وجود حالة جديدة من الرفض الشعبي المتصاعد لسياسة السلطة الفلسطينية، التي بدأت بعد إلغاء الانتخابات الفلسطينية من قبل رئيس السلطة دون توافق وطني، واشتعلت شرارتها عقب اغتيال الناشط السياسي البارز الشهيد نزار بنات الذي قاد حراك شعبي يهدف لتجديد الشرعية الفلسطينية عبر ضرورة إجراء الإنتخابات، وزادت حدتها في الشهور الأخيرة مع ازدياد اعتداءات الاحتلال.

وقد برزت خلالها ظاهرة المطاردين الرافضين لتسليم أنفسهم لكل من دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية، على حد سواء وسط التفاف شعبي داعم، يقدم لهم العون والمساعدة في تأييد صريح لخيارهم المقاوم في وجه الاحتلال، وسط حالة غضب شعبي من إجراءات السلطة الفلسطينية باعتقال وتعذيب عدد من الأسرى المحررين ونشطاء الفصائل في مقراتها الأمنية وخاصة ما يطلق عليه مسلخ أريحا سئ السيط وفق جمعيات حقوقية.

كل ذلك يشكل مصدر قلق وخوف لكل من الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي اللتين فشلتا في مشروع تطويع الشعب الفلسطيني، عبر مشروعهما الذي أُطلق عليه اسم "الفلسطيني الجديد " الذي يهدف لإجبار الفلسطيني على التعايش مع الاحتلال كأمر واقع يجب أن يقبل به، ولا يوجد جدوى من مقاومته، في ظل تعزيز السلطة الفلسطينية ببعض الإمتيازات الإقتصادية في غياب أي مشروع سياسي حقيقي، وفي المقابل تدعم الإدارة الأمريكية جهود دولة الاحتلال الرامية للسيطرة على مزيد من الأرض الفلسطينية والاستمرار في حصار غزة واستهداف المسجد الأقصى وسكان القدس ، ومعاقبة سكان الداخل الفلسطيني على إثر هبة الكرامة التي خاضوها العام الماضي نصرة للقدس..

في الختام لابد من وقفة رسمية وشعبية تساهم في فضح سياسات الإدارة الأمريكية الرامية للإتفاف على حق شعبنا الأصيل في اختيار من يمثله ابتداءاً... ثم الشروع في انتفاضة شعبية تعيد الاعتبار لقضيتنا الوطنية، ومواجهة إعتداءات الاحتلال التي لم تتوقف على شعبنا ومقدساته وخاصة في المسجد الأقصى ومدينة القدس.

وأن الإدارة الأمريكية بهذا السلوك هي شريكة للاحتلال في حصار وقتل شعب ينشد الحرية ويدافع عن وطنه المسلوب، في وجه احتلال عنصري يمارس علينا كل صنوف الاعتداء والظلم.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00