الميزان يُحمل الاحتلال المسؤولية عن وفاة المريض محمد اللداوي

الميزان يُحمل الاحتلال المسؤولية عن وفاة المريض محمد اللداوي
الميزان يُحمل الاحتلال المسؤولية عن وفاة المريض محمد اللداوي

غزة- الرسالة نت

يُدين مركز الميزان لحقوق الإنسان بشدة إجراءات الاحتلال (الإسرائيلي) المستمرة في تقويض الحق في حرية الحركة والتنقل بالنسبة لسكان قطاع غزة، ولاسيما منع وصول المرضى إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

وقال مركز الميزان في بيان له: "توفي المريض محمد ياسر محمد اللداوي، من سكان مدينة رفح، بتاريخ 6 سبتمبر 2022 بسبب حرمانه من الوصول إلى مستشفى جمعية أصدقاء المريض في نابلس، ومستشفى المطلع في القدس لتلقي العلاج، بعد أن تقدم بطلب للحصول على تصريح مرور ثمان مرات متتالية".

ووفقا لمعلومات مركز الميزان بصفته كان وكيلاً قانونياً تدخل في عدة مواعيد للمتوفى محمد اللداوي البالغ من العمر (32 عاماً)، فقد عانى اللداوي من سرطان الغدد اللمفاوية، وبسبب نقص العلاج اللازم في مستشفيات قطاع غزة منحته تحويلة طبية دائرة شراء الخدمة التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية لاستكمال علاجه في مستشفى المطلع في القدس، وجمعية أصدقاء المريض في نابلس، وحاول المريض الوصول إلى المستشفى في مواعيد 15 مارس 2021، 26 أبريل 2021، 5 أكتوبر 2021، 11 يناير 2022، 24 أبريل 2022، 26 يونيو 2022، 30 يوليو 2022، 28 أغسطس 2022، ولكن دون جدوى.

وكان اللدواي قدم عددا من الطلبات للحصول على تصريح للمرور عبر حاجز بيت حانون (ايرز) في كل مرة يحصل فيها على موعد مستشفى،  ولكن محاولاته باءت بالفشل ولم يحصل على تصريح للمرور من سلطات الاحتلال، التي كانت ردودها على طلباته بأن (الطلب تحت الدراسة) إلى أن فارق الحياة بتاريخ 6 سبتمبر 2022 في مستشفى النجار في رفح وذلك بعد مكوثه عدة أيام في مستشفى الصداقة التركي.

يذكر أن تدخلات مركز الميزان بصفته وكيلاً قانونياً، لم تُمكن المتوفى اللداوي من المرور للعلاج رغم التوجه للنيابة (الإسرائيلية) لمساعدته في المرور بعد فشل مساعي المركز مع مديرية الارتباط والتنسيق، الأمر الذي يشكل دليلاً على تعمد المماطلة في نظر طلبات مرور المرضى. والجدير ذكره أن محمد اللداوي هو حالة الوفاة الخامسة منذ بداية العام الحالي، حيث رصد مركز الميزان وفاة 4 حالات منهم 3 ثلاثة أطفال منذ بداية العام 2022 جراء عرقلة مرورهم للعلاج من قبل سطات الاحتلال (الإسرائيلي).

ويرى مركز الميزان أن نظام معالجة طلبات الحصول على تصاريح، الذي تفرضه دولة الاحتلال لمرور المرضى الفلسطينيين عبر معبر بيت حانون "إيرز"، إلى المستشفيات خارج قطاع غزة، هو أحد أشكال الفصل والتمييز العنصري ويهدد حياة المرضى، لما يتضمنه من مماطلة ورفض وتقييد لحرية وحركة تنقلهم، وهو ما يتعارض مع شرط سهولة الوصول الذي تبنته لجنة العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في تعليقها العام على المادة (12) المتعلقة بالحق في العلاج.

ويحمل مركز الميزان سلطات الاحتلال المسؤملية الكاملة عن وفاة محمد ياسر اللداوي.

 وشدد المركز، أن سلطات الاحتلال بحرمانها المرضى من الوصول إلى المستشفيات ترتكب انتهاكات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، كونها القوة القائمة بالاحتلال ومن واجبها ضمان حسن تسيير وتشغيل المنشآت الطبية في الأرض المحتلة، وعليها واجب أصيل بموجب العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في تأمين الرعاية الصحية لسكان الأراضي المحتلة.

ويطالب مركز الميزان المجتمع الدولي ولاسيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، تجاه سكان الأرض الفلسطينية المحتلة، وإلزام دولة الاحتلال باحترام أحكام القانون الدولي، وإنهاء حصار غزة ووقف انتهاكاتها المستمرة بحق المرضى الفلسطينيين وتمكينهم من الوصول إلى المستشفيات وتلقي العلاج المناسب دون أية قيود.

ويعيد مركز الميزان التأكيد على أن استمرار الحصانة والإفلات من العقاب الذي تتمتع به سلطات الاحتلال وقواتها شكل عامل تشجيع لاستمرار وتصاعد انتهاكاتها لقواعد القانون الدولي في تعاملها مع الفلسطينيين وممتلكاتهم في الأرض المحتلة.

البث المباشر