قائمة الموقع

"المبادرة الإنسانية" تبقي ملف الأسرى ساخنا ومفتوحا

2022-09-11T11:25:00+03:00
غزة – مها شهوان

مرة أخرى، جددت حركة حماس عرض مبادرتها الإنسانية التي أعلن عنها رئيسها يحيى السنوار في نيسان 2020، وتتضمن استعداد الحركة لتقديم "مقابل جزئي" لـ "إسرائيل" من أجل الإفراج عن معتقلين فسلطيين وخاصة من المرضى وكبار السن.

وبعد عامين من تجديد طرح المبادرة التي وصفت بالإنسانية دون أن يكشف السنوار مزيدا من التوضيح حولها، لكنه قال وقتها "هناك إمكانية أن تكون مبادرة لتحريك الملف (تبادل الأسرى)، واليوم جاءت بعد التدهور الصحي للأسير ناصر أبو حميد -50 عاما- الذي يعاني من مرض السرطان.

المؤسسات الحقوقية والدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة العفو الدولية، تابعت الوضع الصحي للأسير أبو حميد وطالبت بتعجيل الإفراج عنه لإنقاذ حياته قبل فوات الأوان، وحذروا من استشهاده وبقية الأسرى المرضى في السجون إذا لم تكن هنالك حالة مساندة جدية لإنقاذ حياتهم.

المبادرة الانسانية

وتحتفظ "حماس" في غزة، بأربع جنود (إسرائيليين)، هما "أورون شاؤول" و"هدار غولدين"، بعد أن أسرهما عناصر القسام خلال حرب صيف 2014، وكذلك اثنين آخرين وهما "أبرا منغستو" وهشام السيد"، بعدما دخلا القطاع في ظروف غامضة في سبتمبر/أيلول، وديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.

وترفض "حماس" بشكل متواصل تقديم معلومات حول (الإسرائيليين) الأسرى لديها، إلا أن الجناح العسكري للحركة عرض لأول مرة، في يونيو/حزيران الماضي، مشاهد مصورة (للإسرائيلي) هشام السيد مُمدداً على سرير وموصولاً بجهاز تنفس اصطناعي.

يصف الأسير المحرر وليد الهودلي من الضفة المحتلة أهمية المبادرة التي طرحتها حماس بأنها الأمل الذي يتعلق به الأسرى المرضى، خاصة وأن المؤسسات القانونية لا تشكل ضغطا كافيا على الاحتلال لإطلاق سراحهم، موضحا أن أهمية المبادرة تكمن في قوة الفصيل الذي أعلن عنها كونه قوة وازنة على صعيد المقاومة.

ويقول الهودلي لـ "الرسالة نت": تأثير المبادرة وتحريكها يأتي من قوة حركة حماس على المستوى الأمني والسياسي في الشارع (الإسرائيلي) الذي يضغط على حكومته للتعجيل في قبولها".

ووفق الهودلي، فإن ظروف السجن البائسة تعد وصفة طبيعية لإنتاج السرطانات بأنواعها، وغيرها من الأمراض القاتلة، لذا يدعو فصائل المقاومة التي تمتلك أدوات ضغط على الاحتلال لمواصلة تحريك ملف الأسرى خاصة المرضى منهم.

واعتبر أن المبادرة الإنسانية التي طرحتها حماس مهمة جدا كونها تشكل محركا لإبقاء ملف الأسرى ساخنا ومفتوحا، داعيا لضرورة الضغط المتواصل لتكون هناك استجابة ممكنة من الحكومة (الإسرائيلية).

ووفق قوله، فإن ملف الأسرى المرضى شائك ومعقد، لكن إبقاءه مفتوحا جيد ويشكل ضغطا لكن النتائج السريعة لا يمكن توقعها.

الهودلي مختص في شؤون الأسرى وأدب السجون لذا هو يهتم بنقل تفاصيل الحياة اليومية للأسرى في المعتقلات (الإسرائيلية) بما فيها من معاناة نفسية وجسدية، وهنا يقول" لدي مجموعة قصصية بعنوان "مدفن الحياة" يتضمن قصصا حية تحكي عن أوضاع الأسرى المرضى".

ويضيف: "ما يكتب في الإعلام حول الأسرى هو مجرد أرقام وهذا لا يكفي، لذا لا بد من محاكاة الوضع النفسي وتفاصيل حياتهم الاجتماعية والإنسانية وكيف يعاني ذووهم في الخارج خوفا وقلقا عليهم، وليس فقط نقل طبيعة مرضهم".

اخبار ذات صلة