واشنطن – الرسالة نت
وجدت دراسة أميركية واسعة للوفيات الناجمة عن أسباب مختلفة أن حالات الوفاة بين الراشدين الأصحاء غير المدخنين ترتبط بارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
وقدمت الدراسة تقديرات دقيقة لزيادة مخاطر الوفاة بين من لديهم زيادة في الوزن والبدناء، بحسب بيان تلقته الجزيرة نت من معاهد الصحة القومية.
و تناولت دراسات سابقة مخاطر الوفاة الناجمة عن زيادة الوزن لكنها لم تكن حاسمة، حيث وجد بعضها زيادة محدودة أو انخفاضا بمخاطر الوفاة، كما كان تحديد مخاطر مختلف مستويات البدانة غير يقيني.
وضم فريق الدراسة الجديدة باحثين بمعهد السرطان الوطني التابع لمعاهد الصحة القومية، ومتعاونين من مؤسسات بحثية رئيسية بأنحاء العالم، ونشرت حصيلتها مؤخرا بمجلة نيوإنغلاند الطبية (NEJM).ويعتبر مؤشر كتلة الجسم المقياس الأكثر شيوعا لدهون الجسم، ويحسب بقسمة وزن الشخص بالكيلوغرامات على مربع طوله بالأمتار (كلغ/م2).
مخاطر متعددة
ووفقا للمعايير الأميركية والدولية، يعتبر مؤشر كتلة الجسم طبيعيا بين 18.5 و24.9. وتعكس قيم المؤشر بين 25 و29.9 زيادة الوزن، وفوق 30 بدانة، وفوق 35 بدانة مفرطة.وقد أصبحت البدانة مشكلة رئيسية للصحة العامة بالولايات المتحدة، وبات مؤكدا طبيا أن البدناء يواجهون زيادة مخاطر الوفاة بأمراض القلب والسكتات وبعض السرطانات.
ويعاني حاليا ثلثا الأميركيين الراشدين من زيادة الوزن أو البدانة، والأكثر مدعاة للقلق أن 17% من النساء و11% من الرجال يعانون بدانة مفرطة.وفي هذه الدراسة جمع الباحثون بيانات 19 دراسة مصممة لمتابعة المشاركين لفترات بين خمسة أعوام و28 عاما.
ووجد الباحثون أن النساء السليمات الزائدات الوزن اللاتي لم يدخِّنَّ أكثر عرضة بنسبة 13% لمخاطر الوفاة خلال فترة المتابعة مقارنة باللاتي كان مؤشر كتلة أجسامهن بين 22.5 و24.9.
علاقة مترابطة
وجاءت مخاطر وفاة النساء البدينات أو المفرطات البدانة عالية جدا، مقارنة بنساء مؤشر كتلة أجسامهن بين 22.5 و24.9. فارتفعت المخاطر 44% لمن مؤشر أجسامهن بين 30 و34.9، و88% لمن مؤشر أجسامهن بين 35 و39.9، و250% لمن مؤشر أجسامهن بين 40 و49.9. وكانت نتائج مخاطر وفاة الرجال مماثلة إجمالا.
وبالنسبة لنتائج الرجال والنساء معا، زادت مخاطر الوفاة 31% لكل خمس وحدات زيادة في مؤشر كتلة الجسم.
وتقول المشرفة على فريق معهد السرطان إيمي بيرنغتون دي غونزاليس إن جمع وتحليل نتائج 19 دراسة شملت مليون ونصف مليون مشارك مكن الباحثين من تقييم نطاق واسع من مستويات مؤشر كتلة الجسم وخصائص أخرى قد تؤثر في علاقة زيادة الوزن بمخاطر الوفاة.
للتدخين والأسقام السابقة الوجود أو المرض ارتباط قوي بمخاطر الوفاة وبالبدانة
عوامل أخرى
وتضيف الباحثة أن للتدخين والأسقام السابقة الوجود أو المرض ارتباطا قويا بمخاطر الوفاة وبالبدانة، لكن الباحثين استطاعوا تقليل تأثير هذه العوامل باستبعاد هذه الحالات من التحليل.
كما رصد الباحثون أنماطا مماثلة من المخاطر حتى بعد احتساب فروق تتصل باستهلاك الخمر والنشاط البدني ومستوى التعليم.
وظهرت زيادة مخاطر الوفاة لدى من يتجاوز مؤشر كتلة أجسامهم 25 في جميع الفئات العمرية، رغم بروزه أكثر لدى زائدي الوزن والبدناء تحت الخمسين عاما.
وكان الباحثون جمعوا معلومات عن مؤشر كتلة الجسم وخصائص أخرى من استبيانات ملأها المشاركون في بداية كل دراسة. وحصلوا على أسباب الوفاة من شهادات الوفاة والسجلات الطبية. وتراوحت أعمار المشاركين بين 19 و84 عاما.
ولفت فريق البحث إلى تفاوت العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم والوفيات باختلاف الأعراق والإثنيات. وهناك جهود أخرى جارية لدراسة ارتباط مؤشر كتلة الجسم بمخاطر وفيات مختلف الجماعات العرقية والإثنية