يوافق اليوم الثاني عشر من سبتمبر الذكرى الـ 17 لاندحار الاحتلال الصهيوني عن غزة صاغرا ذليلا تحت ضربات المقاومة الباسلة، التي كبدته خسائر فادحة في مراحل نضالها المختلفة والتي أثمرت بدحره من القطاع، لتكون غزة أول الغيث لتحرير فلسطين كاملة.
وفي الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000، دنس رئيس حزب الليكود آنذاك أرئيل شارون المسجد الأقصى باقتحامه برفقة نحو ألفي جندي، كانت هذه كفيلة باندلاع شرارة اندلاع انتفاضة الأقصى، والتي ارتكب فيها شارون مئات المجازر بحق الفلسطينيين، وقتل أكثر من 4 آلاف فلسطيني جُلهم من النساء والأطفال.
وردًا على جرائم الاحتلال خلال الانتفاضة نفذت المقاومة الفلسطينية في مختلف الأراضي الفلسطينية سلسلة عمليات أوجعت الاحتلال، وأوقعت مئات القتلى وآلاف الجرحى.
وبلغت أعداد العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية أكثر من 200 عملية بين تفجير وإطلاق نار واقتحام ودهس، خلفت أكثر من 650 قتيلًا وما يزيد على 3200 جريح.
وفي غزة تصاعدت عمليات المقاومة الفلسطينية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى واشتدت وتيرتها، فضاعف الاحتلال من فاتورته حماية المستوطنين في غزة، وتحت وقع ضربات المقاومة وعملياتها النوعية، أُجبر الاحتلال على الاندحار عن غزة في سبتمبر عام 2005م.
ويستعرض هذا التقرير أبرز العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها في قطاع غزة وأهمها خلال سنوات الانتفاضة الخمس، والتي كان لها دور كبير في دحر الاحتلال عن غزة.
سلاح الأنفاق
في السادس والعشرين من سبتمبر عام 2001، استخدمت كتائب القسام لأول مرة في تاريخ الصراع سلاح الأنفاق، حيث حفرت نفقًا بطول 150 مترًا أسفل موقع ترميد العسكري جنوب مدينة رفح، وزرعت عبوتين بوزن 250 كجم تم تفجيرهما عن بُعد، ما أدى إلى مقتل 5 جنود، وأكثر 30 جريحًا.
وبعدها بعامين فقط أعادت الكرة، وفجرت موقع المراقبة العسكري "حردون" والمزود بآليات تصوير ومراقبة عالية الدقة وأسلحة رشاشة نوعية، من خلال نفق حفرته أسفله بطول 200 متر في السابع عشر من ديسمبر عام 2003م، ما أدى إلى مقتل 3 جنود، وإصابة 11 آخرين حسب اعتراف العدو.
وفي السابع والعشرين من يونيو عام 2004م تمكنت كتائب القسام من تفجير موقع "محفوظة" شمال مدينة خانيونس بعد حفرها نفقًا أسفله بطول 500 متر، وزرع 21 برميلًا متفجرًا بوزن ثلاثة أطنان من المواد المتفجرة أسفل الموقع قبل أن تقوم بتفجيره، ما أدى إلى مقتل 7 جنود وإصابة 20 آخرين.
وبعد عدة أشهر فقط نفذت كتائب القسام بالاشتراك مع صقور فتح عملية "براكين الغضب" في الثاني من ديسمبر عام 2004، حيث فجرت عبوة تزن (1300 كغم) أسفل الموقع العسكري عند معبر رفح، بعد حفر نفق طوله 600 متر خلال 4 أشهر، ثم تقدم مجاهدان أحدهما من كتائب القسام والآخر من صقور فتح (بعد خروجهما من نفق آخر أُعد لهذه الغاية) حيث اشتبكا مع الجنود داخل الموقع لمدة ساعة كاملة، استشهد المجاهد المؤيد بحكم الله الأغا ابن صقور فتح، بينما تمكن المجاهد الآخر من الانسحاب، واغتنام سلاح متوسط من نوع (mag)، كما دُمر الموقع بكامله، وقُتل 7 جنود، وأصيب أكثر من 13 آخرين.
وفي السابع من ديسمبر عام 2004م، نفذت كتائب القسام عملية السهم الثاقب الأمنية والتي استدرجت فيها المخابرات الإسرائيلية إلى أرض زراعية شرق مدينة غزة، وكانت قد حفرت فيها نفقًا أرضيًا، وجهزته بعبوات أرضية شديدة الانفجار تزن طنًّا ونصف الطن من المتفجّرات.
وفور تقدّم القوات الصهيونية الخاصة إلى المكان المحدّد، فجّر الاستشهاديون القسّاميون مؤمن رجب محمد رجب، وأدهم أحمد حجيلة العبوات، ومن ثم تقدّموا ليجْهِزوا على من بقِيَ على قيد الحياة من الجنود، في حين اعترف العدو بمقتل جندي وإصابة 4 آخرين.
حققت كتائب القسام بهذه العملية إنجازات عسكرية وأمنية من خلال تحقيق اختراقات في صفوف جهاز المخابرات العسكرية الصهيونية "الشاباك"، وهذا يعد ضربة موجعة للشباك، ويسجل نقطة نجاح لكتائب القسام في إطار صراع الأدمغة.
العمليات الاستشهادية
وفي الرابع عشر من يناير عام 2004 فجرت الاستشهادية القسامية ريم الرياشي حزامها الناسف وسط تجمع لجنود وضباط الاحتلال في معبر بيت حانون، ما أدى إلى مقتل 4 جنود وإصابة 10 آخرين.
وردًا على اغتيال الشيخ أحمد ياسين، فجّر الاستشهادي طارق حميد في الثامن والعشرين من أبريل عام 2004، سيارته المفخخة في حاجز أبو هولي في دير البلح، اعترف العدو بإصابة 4 جنود بجراح خطيرة.
اقتحام المواقع
في الثاني من أكتوبر عام 2001م، نفذت كتائب القسام أول عملية اقتحام لمستوطنة في انتفاضة الأقصى، استهدفت مستوطنة "إيلي سيناي" شمال قطاع غزة نفذها الاستشهاديان القساميان إبراهيم نزار ريان، وعبد الله شعبان، وأسفرت عن مقتل جنديين وإصابة 15 آخرين بجروح.
وفي السابع من مارس عام 2002م، اقتحم الاستشهادي محمد فرحات أكاديمية عوتسيم العسكرية في مغتصبة عتصمونا، واشتبك مع الجنود داخلها، ما أدى لمقتل 11 جنديًا وإصابة 10 آخرين
وفي الحادي والعشرين من مارس عام 2004م، نفذ الاستشهاديان محمد سالم من كتائب القسام، ونبيل مسعود من كتائب شهداء الأقصى عملية مشتركة داخل أسدود، ما أدى إلى مقتل 10 إسرائيليين وإصابة 20 آخرين.
وفي الثاني من مايو عام 2004 نفذت سرايا القدس بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين عملية اقتحام مغتصبة كيسوفيم، نفذها الاستشهاديين إبراهيم حماد، وفيصل أبو نقيرة قتلا خلالها 5 مستوطنين، وأصابا عددًا آخر.
وفي الرابع عشر من يناير عام 2005م نفذت كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى وألوية الناصر صلاح الدين ملحمة جهادية، فضربت العدو في معبر كارني في عملية "زلزلة الحصون" الاستشهادية النوعية، والتي أدت إلى مقتل 6 جنود وإصابة 5 آخرين.