تواصل جماعات "الهيكل" المزعوم المتطرفة مساعيها الحثيثة في تهويد المسجد الأقصى المبارك، والمضي في سبيل تحقيق التقسيم الزماني والمكاني وصولا لهدم الأقصى وإقامة الهيكل.
وقال الباحث المقدسي زياد ابحيص إن إدخال المستوطنين ما يسمى بـ"الأدوات المقدسة" إلى المسجد الأقصى، هو بداية مسار تهويدي جديد.
وأوضح ابحيص أن هذا شكل الصلاة اليهودية التي يمكن أن يشهدها المسجد الأقصى إذا ما تمكن الاحتلال من المضي في إدخال "الأدوات المقدسة".
وتابع ابحيص: "إدخال الأدوات بدءا من شال الصلاة واللفائف السوداء وكتاب الأدعية التي طلب التماس جماعات الهيكل الأخير إدخالها؛ مروراً بالبوق الذي يسعون لإدخاله إلى الأقصى في 26 و27-9 وليس انتهاءً بالقرابين النباتية التي يسعون إلى إدخالها للأقصى بين 10 و17-10-2022".
وأشار ابحيص إلى أنه منذ أن بدأ فرض الطقوس التوراتية في الأقصى يتحول إلى أجندة مركزية لجماعات الهيكل المتطرفة في شهر 8-2019، كان واضحاً أنها ستضطر في مكان ما للمطالبة بإدخال أدوات الطقوس التوراتية.
وبيّن أن اليوم يفتح التماس جماعات الهيكل باباً مشابهاً، لأن تلعب محكمة الاحتلال "العليا" دور التمهيد بأن تصدر رفضاً للالتماس تقر فيه المبدأ أن "من حق اليهود إدخال الأدوات المقدسة لكن ذلك مرهون بالإمكانية"، ليبدأ التعويل على فرض وقائع جديدة على الأرض.
حشد ورباط
من جانبه، دعا الناشط المقدسي ماهر الصوص أبناء شعبنا الفلسطيني للحشد والصلاة في المسجد الأقصى ومواصلة الرباط في باحاته، للتصدي لاقتحامات المستوطنين وحمايته من مخططات الاحتلال التهويدية.
وأوضح الناشط الصوص أنه ومنذ بداية العام وحتى الآن نشهد تصعيدًا خطيرًا، من الاحتلال ومستوطنيه بحق المسجد الأقصى المبارك.
وبيّن أن الاحتلال يمنع المرابطين والمصلين من دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه، ويقمع ويدنس المسجد الأقصى وباحاته ومستوطنوه يؤدون طقوسًا تلمودية والسجود الملحمي.
وأكد الصوص على أن المسجد الأقصى المبارك في خطر شديد وفي أخطر المراحل التي يمر بها عبر عشرات السنوات من الاحتلال.
ودعا الصوص الشعوب العربية والإسلامية للوقوف والدفاع على المقدسات الإسلامية والأقصى، موضحا أن مشكلتنا ليست في الشعوب العربية وإنما في الأنظمة العربية الصامتة والمطبعة مع الاحتلال (الإسرائيلي).
وشدد الصوص على وجوب أن تكون هناك تحركات على كل المستويات من علماء الدين والأنظمة العربية والإسلامية، حيث أن المسجد الأقصى والقدس ليست للفلسطينيين فقط وإنما للأمة العربية والإسلامية.
وبدأت منظمات الهيكل المزعوم حشد أنصارها لاقتحام الأقصى، حيث ستشهد الفترة القادمة موجة عاتية من العدوان الاستيطاني على المسجد الأقصى من اقتحامات ونفخ في البوق، والرقص واستباحة المسجد؛ سعيا لتهويده بشكل كامل وفرض واقع جديد فيه.
وكانت جماعات الهيكل قدمت التماسا لمحكمة الاحتلال العليا للمطالبة بالسماح لها بالنفخ في البوق في الأقصى برأس السنة العبرية.
وتحاول الجماعات إدخال قرابين العرش النباتية إليه، وتزعم أنه لا يوجد شيء اسمه الوضع القائم، كما تحاول إدخال أدوات الصلاة المقدسة بما يشمل رداء الصلاة ولفائف الصلاة السوداء وكتاب الأدعية التوراتية.
ورصد مركز المعلومات الفلسطيني -معطى- (3940) انتهاكاً (إسرائيليا) في مدينة القدس، منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر آب/ أغسطس الماضي.
وخلال فترة التقرير كثفت عصابات المستوطنين المتطرفين عمليات الاعتداء على الفلسطينيين ومقدساتهم بشكل واسع، حيث ازداد أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى، وقد رصد -معطى- اقتحام (34117) مستوطناً حتى الآن، وهو رقم يتجاوز أعداد المقتحمين لعام 2021 بأكمله، حيث وصلت أعداد المقتحمين خلاله العام المنصرم (28013) مستوطناً.
وأصدرت سلطات الاحتلال أكثر من (89) قرار إبعاد عن المسجد الأقصى ومدينة القدس، استهدفت النشطاء المقدسيين والمرابطين في المسجد الأقصى والمدافعين عنه.